تعتزم فرنسا، الدولة العلمانية ذات الأغلبية المسيحية، تدريب ما يقرب من 2000 من الأئمة ورجال الدين المسلمين ضمن برنامج حكومي لنشر قيم الإسلام الوسطي بين نحو خمسة ملايين مسلم يمثلون أكبر الأقليات في فرنسا.
ويعد تشجيع المسلمين على تقبل إسلام “فرنسي” أكثر اعتدالاً فكرة قديمة ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة في أعقاب الهجمات التي شنها متطرفون في باريس وأسفرت عن مقتل 17 شخصاً في يناير الماضي.
وتأمل حكومة الرئيس “فرانسوا أولاند” الاشتراكية العمل على توجيه أساليب تعليم الإسلام، وهو اقتراح صعب في بلد علماني تعتبر فيه قضايا المسلمين من الحجاب إلى الطعام الحلال قضايا خلافية.
وفي هذا الشأن، قال كامل قبطان، إمام مسجد ليون الكبير الذي يستضيف برنامجاً لتدريب الأئمة: هذا جهد من أجل الإسلام الوسطي، ولا يمكنك توجيه نفس الرسالة التي توجهها في كابول أو مالي هنا.
لكنه لفت إلى أن من العوامل التي تعقد هذه المهمة الطبيعة الهلامية لماهية الإسلام الفرنسي في ضوء تعدد التفاسير في الإسلام، وتباين الثقافات التي يتكون منها نسيج المجتمع الإسلامي في فرنسا.
وبمقتضى هذا البرنامج، يرتفع عدد الدورات التدريبية عن التعددية الثقافية والعلمانية والدين من 6 إلى 12 دورة في مختلف أنحاء فرنسا بما فيها الدورة المقامة في الجامعة الكاثوليكية في باريس وجامعة ستراسبورج.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الفرنسي “مانويل فالس” زار المسجد الكبير في ستراسبورج الشهر الماضي وقال: إنه يود مهاجمة كل ما يمثل عائقاً أمام الإسلام الفرنسي، وقال “فالس”: إن بلاده تحتاج لرجال دين وأئمة مسلمين يتحدثون الفرنسية ويتعلمونها ويحبون فرنسا ويلتزمون بقيمها وبتمويل فرنسي، وشدد على أن الحكومة لن تتدخل في المسائل الدينية.
وتقول دراسة حكومية نشرت في يوليو الماضي: إن من العوامل الرئيسة أن يظل التركيز منصباً على فرنسا؛ نظراً لأن ما بين 25 و30% فقط من الأئمة العاملين في فرنسا من رعاياها، والبقية من تركيا والجزائر والمغرب، وكثير منهم لا يتحدثون الفرنسية وليسوا على دراية بالقانون الفرنسي أو التقاليد الفرنسية، وهي عقبات تسعى الدورات التدريبية للتغلب عليها.