قالت «هيومن رايتس ووتش» في تقرير نشرته الأحد الماضي، حسب صحيفة التليجراف: إن مزارع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تستخدم الأطفال الفلسطينيين الصغار من سن 11 عاماً لغرس المحاصيل الزراعية وحصادها وتعبئتها بغرض التصدير. وأن المزارع تدفع للأطفال أجوراً متدنية وتعرضهم لظروف عمل خطيرة منتهكة للمعايير الدولية.
ويوثق التقرير المكون من 74 صفحة تحت اسم «عرضة للاستغلال: عمالة الأطفال الفلسطينيين في المستوطنات الزراعية الإسرائيلية في الضفة الغربية» كيفية قيام أطفال يصل سن بعضهم إلى 11 عاماً بالعمل في بعض مزارع المستوطنات، في درجات حرارة عالية في كثير من الأحيان. كما يحمل الأطفال أحمالاً ثقيلة، ويتعرضون للمبيدات السامة، وفي بعض الأحيان يضطرون لتحمل تكاليف العلاج الطبي لإصابات أو أمراض متعلقة بالعمل من جيوبهم الخاصة.
وقد أدت القيود الإسرائيلية التمييزية المفروضة على وصول الفلسطينيين إلى الأراضي الزراعية والمياه في الضفة الغربية، وبخاصة في وادي الأردن، وهو المركز التقليدي للزراعة الفلسطينية، إلى تكبيد الاقتصاد الفلسطيني خسائر تزيد على 700 مليون دولار أمريكي سنوياً، بحسب تقديرات البنك الدولي. وتصل معدلات الفقر وسط الفلسطينيين في وادي الأردن إلى 33.5%، وهي من أعلى المعدلات في الضفة الغربية. ويستأجر بعض الفلسطينيين أراض زراعية من مستوطنين إسرائيليين، خصصت لهم إسرائيل الأرض بعد مصادرتها دون وجه حق من فلسطينيين.
وقال جميع الأطفال الفلسطينيين الذين أجرت معهم «هيومن رايتس ووتش» المقابلات تقريباً: إنهم شعروا بعدم وجود بديل سوى البحث عن عمل في مزارع المستوطنات للمساعدة في إعالة عائلاتهم.
وكان الكيان الصهيوني قد خصص 86% من أراضي وادي الأردن للمستوطنات، كما يوفر للزراعة في المستوطنات حقوقاً أكبر بكثير للوصول إلى المياه الجوفية تحت الوادي مما للفلسطينيين الذين يعيشون في نفس المنطقة. وتصدّر المستوطنات الزراعية الصهيونية جزءاً كبيراً من منتجاتها إلى الخارج، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة.
ورغم نقص الإحصائيات الرسمية، فإن منظمات التنمية وحقوق العمال الصهيونية والفلسطينية تقدر اشتغال مئات الأطفال في المستوطنات الزراعية الإسرائيلية على مدار العام، وأن أعدادهم تتزايد في ذروة موسم الحصاد.
وذكر الأطفال الذين أجرت معهم «هيومن رايتس ووتش» المقابلات إنهم عانوا من الغثيان والدوار. وقال بعضهم: إنهم فقدوا الوعي أثناء العمل في حرارة الصيف التي كثيراً ما تتخطى الأربعين درجة مئوية في الخلاء، وتزيد عن ذلك داخل الصوبات التي يعمل بها كثير من الأطفال. وقال أطفال آخرون: إنهم تعرضوا للقيء ومتاعب التنفس والتهاب العينين والطفح الجلدي بعد رش المبيدات أو التعرض لها، بما في ذلك داخل مساحات مغلقة. واشتكى البعض من آلام الظهر بعد حمل صناديق ثقيلة مملوءة بالمحاصيل، أو حمل عبوات المبيدات على ظهورهم.