أطلقت الحملة العالمية لكسر الحصار عن غزة، مساء أمس الجمعة، حملة إلكترونية، للمطالبة بفك الحصار “الإسرائيلي” المفروض على القطاع للعام العاشر على التوالي.
وقالت الحملة، في بيان لها: إنها أطلقت حملتها عبر موقعي التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيس بوك”، من خلال هاشتاغ (بكفي_حصار)، باللغتين الإنجليزية والعربية، من أجل إيصال معاناة سكان قطاع غزة (1.9 مليون فلسطيني) إلى الرأي العام العالمي.
وأضافت: نسعى من خلال هذه الحملة، إلى العمل على الضغط على الأنظمة وصناع القرار من أجل كسر الحصار عن غزة.
وشارك فلسطينيون في الداخل والخارج، إلى جانب نشطاء عرب وأجانب ودعاة في الحملة، مطالبين بإنهاء معاناة سكان قطاع غزة الذين يعيشون ظروفًا إنسانية واقتصادية صعبة.
وطالبت آلاف التغريدات والتدوينات بفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وحل أزمة الكهرباء، وفتح معبر رفح الحدودي أمام سفر الحالات الإنسانية، والتنقل بحرية.
ونشر ناشطون صورا، ومقاطع فيديو لآثار ما خلفته سنوات الحصار المفروض على مختلف مجالات الحياة في غزة.
ظلم تاريخي
وشارك إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، في الحملة، داعيا إلى التحرك الجدي وعلى كافة المستويات من أجل إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات.
وطالب هنية، في كلمة مصورة بالضغط على صناع القرار في العالم، و”إسرائيل” لإنهاء هذا الظلم التاريخي.
كما وشارك علي القره داغي أمين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الحملة الإلكترونية، قائلًا في تدوينة له عبر “تويتر”: عشر سنوات من الحصار الخانق الظالم على غزة، وأزمة الدواء، والكهرباء، فإلى متى؟.
وصمة عار
وطالب الكاتب والمحلل السياسي الأردني، ياسر الزعاترة، برفع الحصار عن قطاع غزة، واصفا استمراره بـ”وصمة العار” على جبين المجتمع الدولي.
وبدوره، قال المفكر المصري باسم خفاجي، في تدوينة له: إن الحصار على أهلنا في غزة لابد أن يتوقف.
وذكر عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق على صفحته على “فيسبوك” أن حصار ما يقارب مليوني فلسطيني في قطاع غزة جريمة العصر، على أحرار العالم أن يتحرّكوا بجهود عاجلة لإنهاء هذه الجريمة، مضيفاً: سيذكر التاريخ أن حصاراً ظالماً كان مفروضاً على قطاع غزة لـ10 سنوات، وسيسجله كجريمة للاحتلال ووصمة عار لكل من شارك أو تواطأ معه.
ومن وحي الألم، عبرت الفلسطينية نداء عوض عن أمنيتها برفع الحصار وبفتح معبر رفح البري دون قيود، لكي تتمكن من علاج طفلتها الصغيرة، وقالت على صفحتها: طفلتي عبير ولدت في خضم الحرب “الإسرائيلية” الأولى على غزة عام 2008، ومن ذلك الحين نحاول السفر بها إلى الخارج لعلاج أزمة التنفس لديها، إلا أن إغلاق المعابر يقربها إلى الموت أكثر.
وشنّ الاحتلال “الإسرائيلي” طوال فترة الحصار ثلاث حروب عسكرية نتج عنها استشهاد وإصابة الآلاف وخسائر مالية ومادية في مختلف قطاعات الحياة وتحديداً في القطاعين الاقتصادي والإنشائي.
أما الشاب حمزة عياش فاعتبر أن استمرار الحصار بمثابة وصمة عار في جبين العالم والمؤسسات الحقوقية الدولية، التي تطالب دوماً بحرية الإنسان، ولكنها تغض النظر عن الفلسطيني الذي يموت قهراً وجوعاً في غزة المحاصرة من القريب والبعيد ومن الجهات الأربع.
وتساءلت رنا الأحمد على صفحتها على “تويتر”، باستغراب: كل العالم يتحرك إنْ قُتل بعض الأوروبيين في هجمات إرهابية هنا أو هناك، ولكنه يلتزم الصمت التام إزاء الحصار المفروض على غزة منذ عشر سنوات، وتابعت: الحصار قتل الطفل والشاب والعجوز وفتك بالحجر والشجر في وقت واحد.
وقال الناشط الشبابي رضوان الأخرس: #بكفي_حصار نداء لأجل غزة التي طال بها العناء وامتد الخذلان وأجمل ما في هذا النداء أنه خرج من اليمن أرض الحكمة والإيمان رغم ما تعيشه من أحزان.
وأفرز الحصار مشاكل حياتية معقدة كارتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوف الشرائح المجتمعية كافة وإعاقة حركة السفر والتنقل للمواطنين، فضلاً عن تداعيات الاعتداءات “الإسرائيلية” العسكرية التي دمرت آلاف الوحدات السكنية وخلفت آثاراً كارثية في مرافق ومنشآت البنية التحتية المتعددة.
في حين شارك عبد الله الشريف بالحملة الإلكترونية بنشر ثلاث صور أرشيفية للحرائق السابقة التي اندلعت في عشرات المنازل السكنية بسبب الشموع التي يشعلها سكان غزة في حال انقطاع التيار الكهربائي، وكتب الشريف أسفل الصور “شموع الموت تحصد أرواح أطفال غزة منذ عقد“.
وكتبت أحلام عبدربه على صفحتها: في كل العالم، يداعب رب العائلة أطفاله مع نهاية اليوم، أما في غزة فيجيد الموت مداعبة الأطفال في الليالي المعتمة بفعل غياب نور الكهرباء.
ويعاني سكان القطاع، منذ عشر سنوات، من أزمة انقطاع الكهرباء بشكل كبير، بدأت عقب قصف الاحتلال “الإسرائيلي” محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006، بالإضافة إلى استهداف مخازن الوقود في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، صيف عام 2014.