في بداية شهر أبريل الحالي، دخلت “انتفاضة القدس”، كما يسمّيها غالبية الفلسطينيين، شهرها السابع، العالم العربي منشغل بأزماته، والفلسطينيون يخوضون مواجهات في أكثر من نقطة مع الاحتلال، ومحمود عباس يلتقي بـ”الإسرائيليين”، ورئيس الوفد “الإسرائيلي” سام بن شطريت يقول: “إن عباس هو الذي طلب منا مثل كل مرة أن نباركه ونصلي له”، وبعدها يقول عباس: إن الأمن الفلسطيني يفتّش حقائب التلاميذ في المدارس ليصادر السكاكين، ويعلن “الإسرائيليون” أن محصلة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية كانت 140 لقاء، منها 80 لقاء قادة ألوية، و60 لقاء ميدانياً.
يحدث هذا، والمجتمع “الإسرائيلي” يقيّم ويناقش النتائج التي حققتها الانتفاضة، ويرصد مستقبلها، ويراقب التراجع في مستوى ونوع العمليات.
الاحتلال يقول: إن هناك تراجعاً في الأداء: من 62 عملية في شهر أكتوبر 2015م إلى 20 عملية في شهر مارس 2016م.
هذا خبر مفرح للاحتلال، لكن المخاوف كثيرة، وشعورهم بالقلق كبير، هم يعتبرون أن الأسباب التي أدت للانتفاضة لا تزال موجودة: الاحتلال، الاستيطان، الدفاع عن المسجد الأقصى، أكثر ما يخيف “الإسرائيليين” اليوم أن أبطال انتفاضة القدس هم من الشباب، نصفهم أقل من 20 سنة، ويسكنون في المدن والقرى، 250 شهيداً 12% من الإناث.
يقول الكاتب “الإسرائيلي” آفي يسخاروف: هذا تمرّد، إنها انتفاضة جيل الشباب الفلسطيني، هؤلاء على شعرهم “جل”، يحملون هواتف ذكية حديثة، يتابعون “الفيسبوك” والشبكات الاجتماعية، يتلقون الإلهام من المسجد أو من تلفزيونات “حماس”.
الاحتلال يقرّ بالعجز عن الانتصار؛ سياسات وإجراءات هدم منازل منفّذي العمليات وترحيل العائلات، والإغلاقات، لم تصل لنتيجة.
أكثر من 4800 عملية اعتقال، بينهم 400 قاصر، و150 ناشطاً على مواقع التواصل، لم تحقق هدف قمع الانتفاضة.
الاحتلال يتخوّف من الاستمرار في العمليات، ويتوقف كثيراً عند المفاجآت، وسط توافق صهيوني سياسي وعسكري واجتماعي على دعم عمليات تصفية الفلسطينيين في الميدان.
“الإسرائيلي” يخاف من المستقبل، لا أفق لعملية سياسية، والسلطة الفلسطينية تنهار وتتآكل، وهم يراقبون أداء حركة “حماس” في إطلاق أو تحريك المزيد من العمليات.
انتفاضة القدس وضعت نفسها على طاولة الأحداث، وأصبحت فعلاً سياسياً مؤثراً.