اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن وصول أولى قتلى المارينز من العراق، يؤكد أن الولايات المتحدة بدأت بالتوسع بهدوء في ذلك البلد.
وتضيف الصحيفة أنه قبل ثلاثة أسابيع رصدت أجهزة الرادار الأمريكية صواريخ متجهة إلى قاعدة عسكرية أمريكية لمشاة البحرية في شمال العراق يبلغ قوامها 100 مقاتل لم يعلن عنها سابقاً.
وتابعت الصحيفة وفق ترجمة “الخليج أونلاين”: وفيما انطلقت صفارات الإنذار وهرع جنود المارينز إلى الملجأ، انفجر صاروخ بالقرب من الرقيب لويس واو كاردان حيث أصيب بجروح خطيرة في الصدر أدت إلى وفاته في غضون ساعة، ليكون ثاني أمريكي يقتل في العراق منذ أن استأنف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عملياته العسكرية في العراق قبل نحو عامين.
وفاة الرقيب كاردان دفعت بالمسؤولين الأمريكيين إلى الكشف عن وجود قاعدة للمارينز في شمال العراق، كما أنه طرح العديد من التساؤلات حيال عدد القوات الأمريكية الفعلي في العراق، فضلاً عن أنه لفت إلى أن الولايات المتحدة توسعت بهدوء في العراق بعيداً عن الضجة، ليطرح ذلك تساؤلاً حول تعهد أوباما بعدم إبقاء قوات أمريكية قتالية هناك.
وتؤكد الصحيفة أن الرقيب كاردان كان يعرف أنه ذاهب في مهمة سرية إلى العراق، وفقاً لشقيقه، حيث تم تعيينه في الكتيبة الثانية من فوج مشاة البحرية السادس وهو جزء من وحدة التدخل السريع، وتتألف من 2200 مقاتل من مشاة البحرية، وتوجد في مياه الخليج العربي على ظهر ثلاث سفن.
وفي نوفمبر وصلت قوة المارينز إلى الخليج حيث ظلوا على متن السفن كقوة رد سريع في حالة وجود أزمة في مكان قريب على أمل أن يعودوا إلى أمريكا في ربيع هذا العام.
وقبل أن يحين موعد العودة بأسابيع، قرر القادة العسكريون الأمريكيون إقامة قاعدة في شمال العراق للمساعدة على حماية ما يقرب من 5 آلاف مقاتل من القوات العراقية الذين يتدربون على يد مستشارين أمريكيين في قاعدة كبيرة هناك كجزء من الاستعدادات لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الذي سيطر على المدينة في يونيو من العام 2014.
الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم القوات الأمريكية في بغداد، برر عدم إعلان وجود قاعدة أمريكية للمارينز في شمال العراق بأنه لم يكن يشأ تقديم معلومات مجانية للعدو، معتبراً أن المكان خطر، ومن ثم لم يكن منطقياً الإعلان عن وجود هذه القاعدة.
واعتبر أيضاً أن هذا كان خروجاً عن المألوف حيث سبق للبنتاغون أن أعلن نشر قوات له بالعراق على مدى العامين الماضيين.
المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إميلي هورن، قالت في ردها على سؤال للصحيفة: إن القوات الأمريكية هناك موجودة لتقديم المشورة والمساعدة وتوفير الدعم الناري والحماية للقوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة، وإن هذه المهمة تختلف كثيراً عن المهام القتالية.
وأضافت: إلا أن ذلك لا يمنع من القول إنها بيئة خطرة، فتنظيم الدولة عاقد العزم على المواجهة.
واعتبرت الصحيفة أن مقتل الرقيب كاردان في العراق أصاب القيادة العسكرية الأمريكية في بغداد بالارتباك، حيث لم تكن إجاباتها مقنعة حول وجود هذه القوات وعددها ومهامها، ولماذا لم يعلن عنها سابقاً.
وتشير الصحيفة إلى وجود 5 آلاف مقاتل أمريكي في العراق، وفقاً لما تعلنه تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية، ولكن من الواضح أن العدد قابل للتغيير يومياً، إلا أنه يبقى هو الرقم الأعلى الذي أعلنه البنتاغون خلال العام الماضي.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد سحبت قواتها من العراق مطلع عام 2011 بعد نحو ثمانية أعوام من الاحتلال، غير أن وجودها العسكري بدأ يعود تدريجياً منذ ظهور تنظيم “الدولة” واحتلاله قرابة نصف مساحة العراق.