“نزلت اليوم للاحتجاج على الوضع العام في البلاد، وليس فقط على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية”.. كلمات تحدث بها محمد حسين، مهندس، لوكالة “أسوشيتيد برس” للأنباء بوصفه أحد المتظاهرين الذين خرجوا اليوم الجمعة في مصر للتظاهر ضد قرار الحكومة بترسيم الحدود البحرين مع السعودية والتي سيتم بموجبها نقل تبعية تيران وصنافير إلى الرياض.
احتجاجات اليوم التي دعا إليها عديد من القوى والتيارات السياسية تحت مسمى “الأرض هي العرض” قابلتها قوات الأمن المصرية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع فضلاً عن إلقاء القبض على عدد من المحتجين في حي المهندسين بالقاهرة، وفقاً لمصادر أمنية.
الاتفاق الخاص بالجزيرتين الذي كشفت الحكومة المصرية النقاب عنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة الأسبوع الماضي، أثار جدلاً واسعاً في الشارع المصري ووضعت القيادة السياسية في مرمى الانتقادات.
ووصفت “أسوشيتيد برس” المشهد أمام نقابة الصحفيين المصرية الواقعة وسط القاهرة، حيث تجمع زهاء 200 محتج وهم يرددون هتافات معادية للنظام، تعيد إلى الذكرى نفس الشعارات التي كان يرفعها المتظاهرون خلال ثورة الـ25 من يناير 2011م.
وأصدرت وزارة الداخلية أمس الخميس بيانات حضت فيه المصريين على ألا ينساقوا وراء الدعوات المغرضة محذرة في الوقت ذاته من مغبة أية محاولات للخروج على القانون.
وأضاف البيان أن الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية الحاسمة للمحافظة على الأمن العام.
السيسي يسعى لتجنب الجدل
احتجاجات اليوم التي تجيء تحت مسمى “الأرض هي العرض” كانت قد دعت إليها أحزاب سياسية علمانية وناشطون محسوبون على التيار الإسلامي، ممن يتهمون السيسي بـ”بالتنازل” عن الجزيرتين مقابل الاستثمارات السعودية.
ويذهب المسؤولون السعوديون والمصريون من مؤيدي قرار نقل تبعية تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية إلى أن الجزيرتين ملكية سعودية وكانتا تحت السيطرة المصرية فقط بعد أن طلبت الرياض من القاهرة فرض حمايتها عليهما في العام 1950م.
ولكن حتى المحللين الذين يقرون بأحقية السعودية في الجزيريتن لا يزالون يتحفظون على الطريقة التي أعلنت بها الحكومة المصرية عن الاتفاق بعد توقيعه.
كان عبدالفتاح السيسي قد أكد مؤخراً أن مصر لم تفرط في حقوقها عندما وقعت اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية الذي تضمن أن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر سعوديتان.
وقال السيسي في كلمة في اجتماع مع مسؤولين وسياسيين وإعلاميين الأربعاء الماضي: إننا لم نفرط في حقنا ولم نفرط في ذرة رمل واحدة وأعطينا الآخرين حقوقهم.
وأوضح أن ردود الأفعال حول هذه القضية لن تؤثر على العلاقات المصرية السعودية، مشيراً إلى أن رد فعل المصريين والإعلام لم يخدم مصر فيما يتعلق بموضوع سد النهضة مع إثيوبيا.