“مصر تقمع الاحتجاجات المتعلقة بجزيرتي البحر الأحمر”، هكذا عنونت مجلة “تايم” الأمريكية تقريراً حول الاحتجاجات التي تزامنت مع ذكرى تحرير سيناء، أمس الإثنين، اعتراضاً على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وتابعت: السلطات المصرية تصرفت بشكل سريع لقمع المتظاهرين بعد أيام قليلة من اندلاع أكبر احتجاجات خلال عام.
واستطرد التقرير الذي أعده مراسل المجلة بالقاهرة جاريد مالسين: الأمن المصري سرعان ما أخمد سلسلة من الاحتجاجات عبر القاهرة ضد قرار الحكومة بنقل السيطرة على الجزيرتين إلى المملكة السعودية.
وتابع قائلاً: القمع العنيف يرد إلى الوراء إحساساً بقوة الدفع استمتعت به جماعات المعارضة التي شنت في 15 أبريل أكبر احتجاج في غضون عام.
وتمركزت الشرطة في الميادين الرئيسة، مطوقين المناطق التي دعا عشرات النشطاء للتظاهر فيها مثل نقابة الصحفيين في وسط البلد.
كما تمركزت قوات الأمن في ميدان التحرير الذي كان مشهداً لموجة من الاحتجاجات منذ الانتفاضة الجماعية عام 2011م التي عزلت حسني مبارك.
هاربين من أماكن التظاهر المحددة، تجمع المحتجون في الدقي مرددين هتاف “يسقط حكم العسكر”، لكن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدمع، وفرقت المتظاهرين، بحسب المجلة.
وتابعت “تايم”: لاحقاً، ألقت قوات أمن شديدة التسليح القبض على متظاهرين محتملين في الشوارع الرئيسة لحي الدقي.
ورأت المجلة أن قرار التنازل عن تيران وصنافير أشعل موجة من الغضب الوطني ضد حكومة السيسي، وخدم كذريعة للمصريين للتعبير عن سخطهم حيال نطاق واسع من القضايا، بما في ذلك تعامل النظام مع الملف الاقتصادي، والانتهاكات الحقوقية المستمرة على أيدي القوات الأمنية.
وتصر الحكومة على أن الجزيرتين سعوديتين، وكانتا تحت الإشراف المصري بموجب اتفاق مع المملكة يعزي لخمسينيات القرن الماضي.
وأردف التقرير: القرار أغضب المصريين الذين رأوا تسليم الجزيرتين بمثابة خضوع لسلطة أجنبية، وتجمع نحو 2000 متظاهر في شوارع مصر والإسكندرية في 15 أبريل، لكن احتجاجهم انتهى بعد ساعات طويلة.
ولفتت إلى دعوة جماعات معارضة إلى التظاهر 25 أبريل الذي توافق مع ذكرى عودة شبه جزيرة سيناء من “إسرائيل”.
وفي الأيام السابقة لـ 25 أبريل، شنت القوات الأمنية حملة مع الاعتقالات، وفقاً لنشطاء بهدف إجهاض المتظاهرات.
ووفقاً لبيان مشترك، كانت قد أصدرته 16 جماعة حقوقية مصرية، فقد ألقت الشرطة القبض على 90 شخصاً على الأقل، بينهم نشطاء ومحامون وصحفيون في 8 محافظات.
وداهمت الشرطة منازل ومقاهي واحتجزت نشطاء في نقاط تفتيش أمنية.