أدانت شخصيات وأحزاب سياسية سورية وعربية مجزرة قوات النظام في مدينة خان شيخون بريف إدلب بالغازات السامة، بينما دعت فصائل سورية معارضة إلى “إشعال الجبهات” في الوقت الذي نفت وزارة الخارجية السورية مسؤولية النظام عن المجزرة.
وطالب موقعون على بيان صادر عن نحو 200 شخصية وجهة وتيار وحزب سياسي سوري وعربي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري في سورية، وحملوا النظام السوري وحلفاءه الروس والإيرانيين مسؤولية ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري.
كما دعا الموقعون المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق دولي بخصوص قصف النظام السوري للمدنيين في خان شيخون.
وكان تحالف المنظمات السورية قد أدان المجزرة في مؤتمر صحفي، كما دعا الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في استهداف المدنيين.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف أحمد رمضان، بحسب “الجزيرة”: إنه لا بد من تفعيل المادة (21) من القرار الدولي رقم (2118) التي تنص على أنه في حال استخدام النظام السلاح الكيميائي فإن على مجلس الأمن أن ينعقد وأن يتخذ القرار وفقاً لـ”الفصل السابع” الذي يجيز التدخل في الدول.
كما اعتبر كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف محمد صبرا أن القصف بالغازات السامة في شمال غرب سورية يضع محادثات جنيف الهادفة لتسوية النزاع في “مهب الريح.
من جهتها، أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قصف مدينة خان شيخون، وقالت: إن كل الأدلة تؤكد أن النظام السوري وحلفاءه والداعمين له هم المسؤولون عن هذه الجريمة.
المعارضة تتوعد
في الأثناء، دعت فصائل سورية معارضة إلى “إشعال الجبهات” في وجه النظام وحلفائه ثأراً للقتلى الذين سقطوا بالعشرات في المجزرة.
وقالت هيئة تحرير الشام في بيان: نحرض كافة مجاهدي الشام وندعوهم لإشعال الجبهات كل بما يستطيع، فميدان المعركة خير سبيل للشجب والاستنكار.
وأضافت أنها بعد مجزرة الكيميائي في خان شيخون تتوعد النظام السوري وحلفاءه بثأر يشفي قلوب أهلنا في خان شيخون خاصة وأهل الشام عامة، بعمليات مكثفة متتالية خلف خطوط العدو وفي مناطقه المحصّنة.
من جانبها، اعتبرت العضو بالمعارضة السورية بسمة قضماني المجزرة “نتيجة مباشرة” للتصريحات الأمريكية في الآونة الأخيرة بأن الولايات المتحدة لا تركز على إزاحة الأسد عن السلطة.
وقالت قضماني لـ”رويترز” في واشنطن: أول رد فعل من السوريين هو أن هذا نتيجة مباشرة للتصريحات الأمريكية بأن الأسد لا يمثل أولوية، ولمنحه الوقت والسماح له بالبقاء في السلطة.
مستقبل العملية السياسية
من جانبه، دعا رياض حجاب الأمين العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية في تغريدة له على موقع “تويتر” لاجتماع موسع يضم كل القوى السياسية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة مستقبل العملية السياسية في ظل تصاعد جرائم النظام وحلفائه.
واعتبر حجاب في تغريدة أخرى أن مجزرة خان شيخون دليل آخر على أنه لا يمكن التفاوض مع نظام أدمن الإجرام، وأنه لا قيمة لهدنة يشارك فيها الضامن بالجريمة.
النظام ينفي
ونفى مصدر مسؤول بالخارجية السورية مسؤولية النظام عن المجزرة، ونقلت “وكالة الأنباء السورية” الرسمية (سانا) عن المصدر قوله: إن سورية تنفي نفياً قاطعاً قيامها باستخدام الغازات السامة في خان شيخون أو في أي مدينة أو قرية سورية أخرى، كما أكد أن الجيش السوري ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية.