قال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة الكويتية المهندس محمد العنزي، اليوم الإثنين: إن الأنشطة البشرية الخاطئة وراء تناقص أعداد كبيرة من التنوع البيولوجي وموارده، مؤكداً ضرورة وقف تلك الأنشطة والتصدي لها.
وأضاف العنزي في كلمة خلال احتفال الهيئة باليوم العالمي للتنوع البيولوجي تحت شعار “التنوع البيولوجي والسياحة المستدامة”: إن الوقت حان لتعزيز التعاون والتنسيق الوطني والإقليمي والعالمي من أجل صون التنوع البيولوجي واستخدام عناصره على نحو قابل للاستمرار.
وشدد على أن التنوع البيولوجي يشكل أساساً مهماً لكثير من جوانب الحياة السياحية الاقتصادية في البلاد، وذلك من خلال حفظ وحماية البيئات الطبيعية.
وأوضح أن شعار الاحتفال يرتبط بشعار هذا العام بوصفه “السنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية” كما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، مبيناً أن الإدارة الجيدة للقطاع السياحي تسهم بالحد من الأخطار التي تهدد الحياة البرية وقيم التنوع البيولوجي وتزيد من إيرادات السياحة المستدامة.
وذكر أن هناك بعداً مهماً آخر وهو تحسين التكامل بين التنوع البيولوجي والاستدامة في السياسات الإنمائية ونماذج الأعمال التجارية التي تشمل السياحة؛ وبالتالي تعزيز أهداف اتفاقية “أيشي” للتنوع البيولوجي.
ومن جانبها، أكدت أمين عام الجمعية الكويتية لحماية البيئة جنان بهزاد في تصريح صحفي على هامش الاحتفال أهمية تطوير السياحة البيئية الساحلية إلى سياحة مستدامة لا تعتمد فقط على معرفة المنطقة الساحلية ومواردها بل على وجود خبرات ذات مستوى عالٍ من المسؤولية البيئية والمهارات الإدارية.
وقالت بهزاد: إن قانون حماية البيئة وتعديلاته ولوائحه التنفيذية تعمل جميعها على المحافظة على البيئات الساحلية من خلال مواد قانونية وبنود خاصة، لافتة إلى أن الجمعية تؤكد أن حماية الموارد الساحلية من خلال المتنزهات والمحميات البحرية الطبيعية مطلب ضروري لحماية استدامة مستقبل البيئة الساحلية.
وأفادت بأن تحقيق أهداف التنمية البيئية المستدامة للسواحل يتطلب اتخاذ تدابير مناسبة لتقسيمها حسب صلاحيتها للاستخدام ومراقبة وتقييم الوضع البيئي المستمر لها مع وجود تخطيط وأخذ الاحتياطات اللازمة لضمان صحتها.
وأوصت بتنظيم استخدام المناطق الساحلية وحظر استخدام العمليات الإنشائية دون اتباع الاشتراطات، فضلاً عن حظر تصريف أو إلقاء المخلفات في البيئة البحرية والساحلية مع حظر صيد أو قتل أو إمساك أو جمع أو بناء أو حيازة أو نقل الكائنات الفطرية البرية والبحرية.
وذكرت أن الجمعية أطلقت اليوم استبيانها السادس ويتعلق بصيد الطيور وأدواته ومحظوراته ومواسمه واللائحة التنفيذية لقانون حماية البيئة، فضلاً عن تجاوزات القناصة والمواد القانونية الرادعة، موضحة أن الاستبيان يأتي ضمن سلسلة استبيانات لقياس مستوى الوعي بالقانون البيئي بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة.
ومن جانبه، قال رئيس قسم التنوع الأحيائي في الهيئة د. عبدالله الزيدان في تصريح مماثل: إن تحديات التنوع البيولوجي تتمثل في الإنسان والبيئة؛ حيث تؤثر الأنشطة البشرية والتعديات المستمرة بشكل سلبي على البيئة البرية والبحرية في البلاد، لافتاً إلى مساعي الهيئة في التوعية والحد من التعديات.
وأضاف د. الزيدان أن البيئة البرية تعاني من الرعي الجائر الذي كان سبباً رئيساً في تراجع الغطاء النباتي في المناطق الشمالية والجنوبية والساحلية القريبة من الشاليهات.
وأشار إلى أن البيئة البحرية تعاني أيضاً من المشكلة ذاتها فضلاً عن مياه الصرف والوصلات غير القانونية على مجارير الأمطار في جون الكويت والتي ساهمت بتدهور البيئة البحرية الكويتية بشكل ملحوظ.
ولفت إلى أن الهيئة تعمل حالياً على التواصل مع عامة المجتمع لتوثيق الحياة البرية والبحرية وحصر الكائنات في الكويت حيث لا يمكن تقييم الوضع البيولوجي بشكل دقيق في الوقت الحالي، محذراً من ارتفاع نسبة التعديات والزيادة السكانية على المناطق الساحلية التي تؤثر سلباً على البيئة.
وأكد ضرورة إعداد دراسة تفصيلية شاملة بالتعاون مع جميع الجهات البحثية لرصد وتقييم أكبر مساحة ممكنة من بيئة الكويت، مبيناً أهمية الدراسات البحثية التي تقوم بها جامعة الكويت ومعهد الأبحاث وهيئة البيئة.
ومن جهته، كشف الباحث في قسم الزراعة في معهد الكويت للأبحاث العلمية عمر السعيد وجود أكثر من 360 نبتة في البيئة البرية الكويتية، 284 نوعاً منها يزدهر بشكل موسمي في مناطق مختلفة، و76 نوعاً ينمو على مدار السنة في البر، محذراً من تراجع نسبة التنوع النباتي في البيئة البرية بسبب الأنشطة البشرية والنفطية.
يذكر أن الاحتفالية التي تقيمها هيئة البيئة في حديقة الشهيد يصاحبها معرض بيئي بمشاركة جهات عدة كمعهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية والجمعية الكويتية لحماية البيئة.
ويشارك في المعرض مجموعة من النشطاء من فريق البوم الكويتي وفريق الريش الحساس للببغاوات حيث يستعرضون نشاطهم في مجالات حماية التنوع البيولوجي في دولة الكويت إلى جانب إصدارات علمية.