يعاد استخدام المياه المستعملة غير المعالجة لري مساحة أكثر بنسبة 50% عما كان يعتقد سابقاً من الأراضي الزراعية في جميع أنحاء العالم، مما يجعل حوالي 885 مليون شخص معرضين لخطر الإصابة بأمراض من بينها الإسهال والكوليرا، وفقاً لدراسة نشرت اليوم الأربعاء.
وقال فريق دولي من الباحثين: إن محاصيل تغطي ما يقرب من 36 مليون هكتار – وهي مساحة تقرب من مساحة ألمانيا – تروى بمياه من الأنهار والبحيرات التي تستخدمها مدن على بعد 40 كيلومتراً من المنبع لتصريف مياه المجاري.
وتوجد حوالي 80% من هذه المحاصيل – 29 مليون هكتار – في بلدان ذات معالجة محدودة جداً للمياه المستعملة، مثل الصين والهند وباكستان والمكسيك وإيران، وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة بحوث البيئة.
وقال الباحثون: إن الدراسة كانت أول من استخدم الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية لتحليل البيانات، وتحسين التقديرات السابقة استناداً إلى دراسات الحالة والتخمين.
كما أن المياه غير المعالجة، حتى لو خففت، تشكل مخاطر صحية لكل من المزارعين والمستهلكين.
وقال درشيل، وهو عالم في المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI)، لمؤسسة “تومسون رويترز” عن طريق الهاتف: إن مياه الصرف الصحي فيها الكثير من الملوثات الناتجة من البراز.
وقال: إن عمال المزارع يمكن أن يصابوا بالعدوى الجلدية من المياه الملوثة، بينما يتعرض المستهلكون للخضراوات التي تؤكل نيئة لخطر الإصابة بالديدان والإسهال وحتى الكوليرا.
يذكر أن التلوث الناجم عن النفايات البشرية والحيوانية يؤثر على ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أنهار في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، ويموت حوالى 3.4 مليون شخص كل عام بسبب الأمراض المرتبطة بالمسببات المرضية في المياه، وفقاً للأمم المتحدة.
وسيزداد الخطر سوءاً مع نمو عدد سكان العالم، وازدياد المستوطنات غير الرسمية التي لا تدعمها الهياكل الأساسية المناسبة في المدن التي تشهد توسعاً سريعاً في البلدان النامية.
وقال الباحث الرئيس في الدراسة آن ثيبو من جامعة كاليفورنيا في بيركلي: طالما أن الاستثمار في معالجة المياه المستخدمة يتخلف كثيراً عن النمو السكاني، فإن أعداداً كبيرة من المستهلكين الذين يأكلون المنتجات الخام سيواجهون تهديدات متزايدة بسبب عدم سلامة الأغذية.
وفي مارس الماضي، قال خبراء الأمم المتحدة: إنه ينبغي على الحكومات أن ترى أن معالجة المياه المستخدمة ليست مشكلة باهظة التكلفة، ولكنها مورد قيم يمكن استخدامه لتلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة والطاقة والمواد الخام.
وتحتوي مياه الصرف الصحي على مواد غذائية مثل الفوسفور والنترات التي يمكن تحويلها إلى سماد بينما يمكن تحويل الرواسب المعالجة إلى غاز حيوي.
نشر بمؤسسة “طومسون رويترز”.