كعصفورٍ تحرّر من قفصه، انطلقت الساعة 7:00 صباحاً من يوم 1/ 6/ 2011 من بيتي متجهةً نحو الأقصى، نحو جنّة الدنيا، لأضع قدمي في طريقٍ رسمته بعيني جدتي الحالمتين، لأكون معلّمةً في مشروع المصاطب الجديد.
كنت وأنا أسابق الريح نحو “الأقصى” أتذكر بامتنانٍ ذلك اليوم الذي اتصلت جارتي بي، لتخبرني أن اللقاء مع المسؤول عن المشروع من الداخل الفلسطيني بعد نصف ساعة، مرّت الأحداث سريعةً بعد تلك المكالمة، تركتُ كلّ شيء من يدي وانطلقت معها، وصلنا لأجد المكان بحاجةٍ لمُبادرٍ يخفف من ضجيجه ويرتب زائريه، فانطلقتُ أحاول المساعدة وأنظم الحاضرات وأساعدهنّ في ترتيب أوراقهنّ، ثم بعد أن انصرف الجميع طلبتُ مقابلة المسؤول، حدّثته بعفويةٍ عن شغفي في خدمة الأقصى، أعطيته أوراقي وشهاداتي وعدت للبيت والأمل يرافقني، ليرنّ هاتفي بعد دقائق: “اخترناكِ معلمة في الأقصى لمادتي التجويد وتربية الأبناء في الإسلام”.
وصلتُ الأقصى وأنا أشعر أنني قد ولجتُ الجنة، كلّ شيء فيه يتجدد، في كلّ مرةٍ تنتبه لتفاصيلَ لم تكن قد رأيتها بالأمس، وفي كلّ يوم هناك بصمة جمال خاصة تنطبع على قلبك بمجرّد أنك هنا، في المسجد الأقصى.
كانت بدايات المشروع مع جمالها يتخللها بعض الصعوبات، قلة العدد الذي كان يحكمنا بحلقاتٍ غير متكافئة، من حيث العلم والسن وغيره، نحاول أن نعطي مادةً عامةً جداً لتناسب جميع الحاضرات.
وكان التخوّف لدى الإخوة في الداخل من صعوبة إضافة العنصر النسائي لهذا المشروع، لصعوبة حضورهنّ في وقت مبكر واجتياز الحواجز والتفتيش والتزامات البيوت، إلّا أن الأعداد كانت في ازدياد مضطرد وصارت حلقات العلم والذكر منتشرة في ساحة المصلى المرواني انتشاراً يبهج القلب، في حين كانت حلقات الرجال عند سبيل الكأس في مشهدٍ مبهجٍ مشابه .
وهنا..
لاحظ جنود الاحتلال أن التواجد الإسلاميّ النسائي في ساعات الصباح أصبح مقلقاً لديهم، وبشيء مفاجئ ما عهدوه في السنوات السابقة.
لتتحول الحكاية إلى منحىً آخر، وطريق أخرى،، وولادة وعيٍ جديدة.
فما الذي حصل؟!