تعد أزمة مسلمي الروهنجيا إحدى الأزمات الكبرى التي يتعرض لها أحد مكونات الأمة المسلمة على مرأى ومسمع من العالم أجمع، دون أن تجد صدى مناسباً في الرأي العام العالمي؛ بل إن هناك تخاذلاً من الدول الإسلامية نفسها، اللهم إلا بعض ردود الأفعال الخجلى التي لا ترتقي لحجم المأساة وكارثيتها.
فقد تشابهت عمليات القتل والحرق الجماعي والتدمير الممنهج الذي تعرض له هذا الشعب المسلم المسالم مع ما ذكره القرآن الكريم عن «أصحاب الأخدود» الذين ما نَقَم منهم الناس إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد.. فحسب إحصائيات الأمم المتحدة، أَرغمت هذه الأحداث نحو 400 ألف روهنجي على ترك ديارهم والفرار بدينهم، محملين بصدمة العنف الذي نجوا منه، تاركين خلفهم بعض إخوانهم الذين تقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من الهروب، فبقوا في قراهم ينتظرون مصيرهم ويواجهون القتل والذبح والحرق، في ظل صمت مريب من العالم، وإصرار من رئيسة وزراء ميانمار (الحاصلة على جائزة «نوبل السلام») على مواصلة جرائمها.
وفي هذا الملف، تسعى «المجتمع» للقيام بدورها الإعلامي تجاه قضايا المسلمين في كل مكان، من خلال إلقاء الضوء على أصول شعب الروهنجيا، وجذور الأزمة، وتداعياتها الحالية، حسب أبناء الجالية أنفسهم.