العنف داخل الجامعة التونسية مسلسل من الاعتداءات التي يتعرض لها الطلبة داخل الأحياء الجامعية منذ عدة سنوات ولا يخلو منها عام دراسي.
في المدة الأخيرة تعرضت الطالبة سنة ثانية علم نفس، رحاب الرياحي، لاعتداء تقول الضحية: إنه مخطط له من قبل طلبة من الاتحاد العام لطلبة تونس، ونفذته طالبة تنتمي لنفس التنظيم مع سبق الإصرار والترصد، وتم شرح ملابساته في ندوة صحفية، حيث تم ربط الجريمة بالنجاحات التي يحققها الاتحاد العام التونسي للطلبة الذي يمثل أكثر من 60% من ممثلي الطلبة في الجامعة.
اعتداء مروع ضحيته طالبة
الاعتداء على رحاب الرياحي، وإن كان محور الندوة، إلا أنه لم يكن الاعتداء الوحيد الذي شهدته الساحة الطلابية، فقد شهد طلبة من الاتحاد العام التونسي للطلبة العديد من الاعتداءات التي يقولون: إنهم تعرضوا لها من قبل الاتحاد العام لطلبة تونس، لكنها لم تأخذ حظها من الإعلام، واهتمامات الإدارة؛ وبالتالي الرأي العام.
ويؤكد الطالب ضياء الحق الحاج علي سنة ثانية علم اجتماع، أن الخدمات التي تقدم للطلبة من محفزات الأطراف المنافسة على ممارسة العنف، مستشهداً ببعض الوقائع التي تم فيها ممارسة العنف ضد مناضلي الاتحاد العام التونسي للطلبة كما يقول.
مزيد من النجاحات رداً على العنف
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة نجم الدين الفالحي، استعرض في الندوة الصحفية تاريخ الاعتداءات داخل أسوار الجامعة، منها ما عرف بمجزرة 1982، مشيراً إلى أن نجاحات الاتحاد العام التونسي للطلبة وراء محاولات استدراجه للعنف، وأنه لن يرد على الوحشية بمثلها على حد قوله، وسيرد عليها بمزيد من النجاحات، وقد يلجأ للقضاء إن لزم الأمر، ولم يتسنَّ لنا معرفة رأي الطرف الآخر الذي يقول مناضلو الاتحاد العام التونسي للطلبة: إنه لجأ لكتابة ردود باسمهم ليرد بها على نفسه من أجل توريطهم في مسلسل العنف، بل والادعاء بأنهم يريدون الفصل بين الإناث والذكور في الدراسة.
تهديدات متواصلة
اللجوء للعنف حيلة الضعيف، كما يقول طلبة، يؤكدون أنهم ممنوعون من دخول الجامعة بعد أن وصلتهم تهديدات طالت الطلبة المعنفين إن هم أبلغوا عن الاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل عناصر ومليشيات تابعة للاتحاد العام لطلبة تونس.
ويبقى العنف الجامعي من قبل الأطراف المسؤولة عنه من المشكلات التي لا يخلو منها عام دراسي؛ ما يستدعي إيلاء المسألة الأهمية اللازمة من قبل الجهات المعنية، ويتطلب وعياً طلابياً يكون كافياً للنأي بالجامعة عن مثل هذه الممارسات التي لها تأثير مباشر على صورة الطالب والجامعة التونسية ككل؛ إذ إن الطالب اليوم هو مسؤول الغد، وفي كلا الموقعين نخبة اليوم والغد، في وضع مختلف شديد الاختلاف عن فترة ما قبل الثورة حيث يجب أن ينعم الجميع بالحريات والديمقراطية والتعريف ببرامجه والدعوة إلى حلوله في مواجهة مشكلات المجتمع الذي ينوء تحت الفقر والبطالة والمديونية الخارجية.