– للكويت دور مشرف في دعم القضية الفلسطينية والشعوب المتطلعة للحرية في كافة المحافل الدولية
– التضيق على اللاجئين بتقليص المساعدات هدفه تضييع الأرض سواء التي احتُلت عام 1948 أو 1967م
– نماذج المقاومة تتجدد يومياً في وجه الاحتلال وهي خيار كل الشعوب المحتلة
أكد القيادي البارز في حركة «حماس» وعضو مكتبها السياسي د. محمود الزهار، أن المقاومة الفلسطينية بدأت بالتحضير لمعركة «وعد الآخرة» لتحرير القدس والمسجد الأقصى، داعياً الأمة إلى الانخراط بالنفس والمال في المعركة القريبة.
وأشار د. الزهار إلى أن ما نتج عن اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية صفر كبير، ولا يساوي مشروع التسوية الذي تركض السلطة الفلسطينية خلفه طلقة رصاصة لمقاوم فلسطيني في صدر العدو الصهيوني، مشدداً على أن كل محاولات التضييق على الشعب الفلسطيني اقتصادياً، هي لإسقاط برنامج المقاومة، ولكن الشعب الفلسطيني لن يساوم على حقوقه في كل فلسطين التاريخية وليس أراضي عام 1967م فقط.
«المجتمع» تحاور القيادي البارز في حركة «حماس» وعضو مكتبها السياسي د. محمود الزهار عن آخر تطورات القضية الفلسطينية، في ظل محاولات الاحتلال وواشنطن المتواصلة لتصفية القضية الفلسطينية.
كيف تنظرون للعلاقة بين الشعب الكويتي والفلسطيني؟ وما المطلوب لمساندة الفلسطينيين؟
– نتقدم بكامل وخالص الدعاء أن يحفظ الله الكويت قيادة وشعباً لمواقفها المشرفة في إيواء عدد كبير من الفلسطينيين قبل الاحتلال «الإسرائيلي» وبعد ذلك، والتعامل معهم باحترام وتقدير، إضافة إلى المواقف السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، وأيضاً دورها في دعم الشعوب التي تتطلع إلى الحرية، ونأمل أن يكون منها المزيد من المواقف الداعمة للفلسطينيين، خاصة الدعم المالي في الوقت الذي يحاول فيه العدو الصهيوني وأعوانه من أمثال الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» أن يقطعوا المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، في كافة أماكن تواجدهم في داخل فلسطين، وفي مخيمات الشتات؛ لبنان وسورية والأردن.
بمناسبة حديثكم عن تخفيض واشنطن لمساعداتها للشعب الفلسطيني من خلال تقليص الدعم المقدم لـ»الأونروا»، كيف ترون تفسير ذلك؟
– الرئيس الأمريكي «ترمب»، والدول التي تدور في فلكه، يحاولون شراء الأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية بالأموال، والتضييق الذي يحصل على غزة بسبب مقاومتها للاحتلال، كل مسلسل التضييق سواء على اللاجئين بتقليص المساعدات المقدمة لـ»الأونروا» أو الحصار المالي، هدفه تضييع الأرض الفلسطينية سواء التي احتلت عام 1948 أو 1967م، والشعب الفلسطيني لن يبيع وطنه وبرنامج المقاومة، بهدف تلبية مطالب الدول الاستعمارية.
التاريخ يشهد أن الدول الغربية طردت اليهود أكثر من 100 مرة ليتخلصوا من هذا الوباء الذي أفسد حياتهم الاقتصادية، والاجتماعية، ونشر الربا، وتخلصوا منهم بأن صنعوا لهم وطناً قومياً لليهود على أرض فلسطين، فهم يدفعون ليتخلصوا من اليهود، ويقطعون المساعدات عن الشعب الفلسطيني ليبقى صامتاً أمام مخططات “ترمب” الخبيثة؛ وبالتالي هم يدفعون لليهود ولا يدفعون للضحايا.
الانتفاضة الفلسطينية ما زالت مشتعلة مع الاحتلال، كيف ترى مستقبل هذه الانتفاضة؟
– المقاومة مستمرة في وجه الاحتلال الصهيوني، ونماذج المقاومة تتجدد يومياً في وجه الاحتلال، وخيار المقاومة خيار كل الشعوب التي احتلت على يد الغزاة، وهذا الخيار لم تسقطه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولا الشعب الفلسطيني، والخيارات الأخرى المتعلقة بالتنسيق الأمني المدنس مع العدو الصهيوني من قبل السلطة الفلسطينية سقطت، وأصبحت لا قيمة لها في الضمير الفلسطيني والعربي، وآخرها ما حدث من «ترمب» بخصوص القدس التي هي في وجدان كل فلسطيني ومسلم، وخيار الانتفاضة خيار لن يسقط إلا بتحقيق معركة وعد الآخرة، التي تدخل فيها المقاومة الفلسطينية المسجد الأقصى المبارك.
الانتفاضة وتحرير المسجد الأقصى من يد الكيان الصهيوني، هل اقتربت معركة التحرير؟ وما رسالتك للأمتين العربية والإسلامية؟
– مستقبل المقاومة موعود بالنصر، كما في الآية الكريمة: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ) (الإسراء: 7)، المقصود بها هنا العدو الصهيوني، ثم قوله تعالى: (وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) (الإسراء: 7)، والخليفة الراشد عمر بن الخطاب سنة 663م دخل المسجد الأقصى محرراً عزيزاً، وستصبح القدس عاصمة لكل فلسطين، ولأن هذه الغاية سامية وغالية، فلا بد أن يكون ثمنها الشهادة، وهي أمنية كل من يريد أن يحرر المسجد الأقصى، فلا شيء أغلى من الروح فداء لـ»الأقصى»، ورسالتنا لكل المسلمين: نحن وأنتم على الدرب حتى تحرير «الأقصى» وتحقيق وعد الآخرة.
كيف تقيمون الاجتماعات التي عقدها المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبيانه الختامي؟
– ما نتج عن اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير صفر كبير، وربما أقل من ذلك؛ لأن ما جاء به لم يرتق للحد الأدنى للمطالب الفلسطينية، وكل ما جاء في اجتماع «المركزي» لا يساوي طلقة رصاصة تطلقها المقاومة على صدر العدو الصهيوني، وقتل مستوطن جاء ليسرق الأرض الفلسطينية ويدنس المقدسات، ومشروع المفاوضات مع الاحتلال لن يحقق شيئاً للشعب الفلسطيني، ومشروع المقاومة هو الذي سيحقق الغاية الكلية، ومشروع المقاومة سيحقق الحروف الواردة في سورة «الإسراء».
رغم اتفاق المصالحة الأخير بالقاهرة منتصف أكتوبر الماضي بين «فتح» و»حماس»، فإننا نشهد موجة ردح إعلامي بين الحركتين، والمواطن الفلسطيني لم يلمس شيئاً، إلى أين وصل ملف المصالحة؟
– ما جاء في اتفاق القاهرة عام 2011م هو المطلوب، وهو إجراء انتخابات كاملة للمجلس والهيئات الفلسطينية سواء المجلس الوطني الفلسطيني، أو المجلس التشريعي، ويتم القبول بها، وأن يتم القبول بالواقع، وهذا الأمر لا تقبل به حركة «فتح»، في عام 2006م فازت حركة «حماس» بالانتخابات البلدية، وحاولت حركة «فتح» أن تُفشل هذه التجربة، وكذلك فوز حركة «حماس» بالانتخابات التشريعية حاولت «فتح» إفشال هذه التجربة، وما الحصار المفروض على غزة إلا جزء من هذه المحاولات، وفي اعتقادي مفهوم المصالحة يجب أن يكون واضحاً؛ وهو تطبيق الاتفاق وليس مزج برامج متناقضة، واعتبار العدو الصهيوني هو العدو الإستراتيجي للشعب الفلسطيني، وإجراء الانتخابات، وتشكيل حكومة تستطيع أن تحقق هذا الاتفاق، ما دون ذلك هو مضيعة للوقت.
غزة تحت الحصار منذ 11 عاماً، ما رسالتك لكل العالم خاصة العربي والإسلامي؟
– غزة شهادة على كل نظام، فمن وقف مع غزة سيسجل التاريخ له ذلك، وسيحاسبه الله سواء كان سلباً أو إيجاباً، موقف الأمة العربية بات حرجاً في ظل هرولة العديد من الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال، فيجب على الأمة مساندة الشعب الفلسطيني في ظل محاولات «ترمب» تصفية القضية الفلسطينية، ولتسجل الشعوب العربية والإسلامية موقفاً مشرفاً تجاه قضيتها قضية فلسطين.
ما الخيارات الفلسطينية للتعامل مع مسلسلات الاحتلال المتواصلة من استيطان وقتل وقرارات «ترمب» بتصفية القضية الفلسطينية؟
– الرد واضح والخيارات واضحة؛ وهي خيارات المقاومة، وما يحدث في المدن الفلسطينية من مقاومة للاحتلال في الخليل وجنين وغيرها، دليل على صدقية الخيارات للمقاومة الفلسطينية، وهناك مسيرات وعمليات مسلحة للمقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة، والشعب الفلسطيني يعاني، فهو يقدم التضحيات الجسام، ويصنع المعجزات، ويجهز لمعركة وعد الآخرة لتحرير المسجد الأقصى المبارك.
د. محمود خالد الزهار في سطور:
– من مواليد عام 1945م لأب فلسطيني وأم مصرية، وعاش طفولته بمصر.
– عضو المكتب السياسي لحركة «حماس».
– تولى وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية العاشرة (حكومة إسماعيل هنية) التي شكلت في مارس 2006م، بعد فوز حركة «حماس» بالانتخابات التشريعية.
– سُجن في سجون الاحتلال الصهيوني وفي سجون السلطة الفلسطينية، وأُبعد لمرج الزهور وتعرض لعدة محاولات لاغتياله.
– له 7 أبناء، استشهد اثنان منهم على يد الاحتلال.
– له مؤلفات فكرية وسياسية وأدبية، منها «إشكالية مجتمعنا المعاصر.. دراسة قرآنية»، «لا مكان تحت الشمس» رداً على كتاب لـ»نتنياهو»، «الخطاب الإسلامي السياسي»، «التدخين في قطاع غزة ويلاته ومآسيه»، «أصول المواجهة الإعلامية»، «الحقيقة الكونية للحضارات»، وعدة روايات، مثل: «على الرصيف»، «في أعماق الصخرة»، «الأبيض والأسود»، «شمعة لا تنطفئ»، «العصف المأكول».