دعا ناشطون وخبراء دوليون إلى إظهار مزيد من التضامن مع النساء والفتيات الروهنجيات اللواتي تعرضن للعنف الجنسي من قبل قوات الأمن في ميانمار.
جاء ذلك في مؤتمر دولي عن “أزمة الروهنجيا وحلولها” في مدينة كولونيا الألمانية (غرب)، بمشاركة ناشطين وخبراء من العديد من الدول حول العالم.
وخلال المؤتمر، قال غراهام توم، منسق شؤون اللاجئين في منظمة العفو الدولية: إن آلاف النساء والفتيات يعتقد أنهن كن عرضة للعنف الجنسي في الأشهر الستة الماضية.
وأضاف أن هذا العنف ليس واسعًا فحسب، بل متعمدًا وممنهجًا، وجزء من حملة أيضًا، في إشارة إلى أعمال العنف والبطش على يد جيش ميانمار والتي أدّت لتهجير مسلمي الروهنجيا من إقليم آراكان (غرب).
من جهتها، قالت رازيا سلطانة، وهي معلمة متخصصة في مجال الصدمات النفسية والعنف الجنسي: إن العديد من النساء والفتيات الروهنجيا تعرضن للتعذيب أو الاغتصاب الجماعي أو القتل على أيدي جيش ميانمار.
وأضافت في مقطع مصور مرسل: “بحثي الخاص ومقابلاتي التي أجريتها توفر دليلًا على أن قوات حكومة ميانمار اغتصبت أكثر من 300 امرأة وفتاة في 17 قرية بإقليم آراكان”.
كما انتقدت سلطانة المجتمع الدولي لفشله في إيقاف العنف الذي تمارسه قوات الأمن الميانمارية.
وقالت في هذا الصدد: “المجتمع الدولي -وخصوصًا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- خذلنا، وكان من الممكن منع الأزمة الأخيرة من الحصول لو لم يتم تجاهل المجتمع الدولي إشارات التحذير منذ عام 2012.
بدورها، دعت منيرة سوباسيتش، رئيسة منظمة “أمهات سربرنيتسا” إلى اتخاذ موقف شجاع في تقديم مرتكبي الجرائم بميانمار إلى العدالة.
وقالت: في عام 1995، اغتصب عدد كبير من النساء والأمهات والفتيات في سربرنيتسا، ولهذا السبب رفضنا نحن الأمهات السكوت ورفعنا أصواتنا سعياً وراء الحقيقة والعدالة.
وأضافت: اجتمعنا بأعداد كبيرة وقمنا بالاحتجاج، وتجمعنا في الشوارع والمناطق العامة مطالبين السلطات بالاستماع إلينا.
وتابعت: في البداية، لم يستمعوا أو يفهموا، لكننا رفضنا الاستسلام وطلبنا الاستجابة لمطالبنا، وأخيراً استمعوا لنا.
وقُتل زوج سوباسيتش، وابنها وغيرهما من أفراد أسرتها البالغ عددهم 22 فرداً في يوليو 1995 من قبل القوات العسكرية الصربية.
وأكدت سوباسيتش أهمية البحث عن الجرائم وتوثيقها وتقديم التماسات إلى المنظمات الدولية وإقامة دعاوى قضائية ضد المسؤولين عن هذه الجرائم.
فيما حثت القوى العالمية على اتخاذ إجراءات ضد جرائم وسياسات الإبادة من قبل نظام ميانمار.
وحسب معطيات الأمم المتحدة، فر نحو 700 ألف من الروهنجيا من ميانمار إلى بنجلاديش، بعد حملة قمع بدأتها قوات الأمن في ولاية آراكان (راخين) في 25 أغسطس 2017، ووصفتها المنظمة الدولية والولايات المتحدة بأنها “تطهير عرقي”.
وجراء تلك الهجمات، قتل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من الروهنجيا، وذلك حتى 24 سبتمبر 2017، حسب منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية.