تفترش المسنة المقدسية نفيسة خويص أقرب مكان يطل على المسجد الأقصى وتؤدي صلواتها هناك بعد قرار الاحتلال إبعادها عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين بحجة ارتيادها المسجد الأقصى باستمرار.
تقول المسنة المقدسية نفيسة خويص في حديث معها: أخرج يومياً باتجاه المسجد الأقصى وأحط رحالي عند أقرب نقطة قريبة على أبواب المسجد الأقصى، فهذه الطقوس العبادية أصبحت ضمن جدول كل مبعد ومبعدة عن المسجد الأقصى، وكل مبعد لا يستطيع أن يصبر على فراق المسجد الأقصى، فالأقصى بالنسبة لي حياتي وبيتي، ولا أستطيع أن أصبر ما تبقى من مدة إبعادي وهي عشرة أيام.
وتضيف الحاجة نفيسة خويص: قبل إبعادي عن المسجد الأقصى وقعوني على أوراق وكفالة مالية وسجن ستة أشهر إذا دخلت المسجد الأقصى في فترة الإبعاد، وقلبي يبكي قبل عيني، فالمستوطن يقتحم المسجد الأقصى ويؤدي صلواته التلمودية ونحن نحرم منه ونبعد بشكل تعسفي، فلا يوجد في العالم نظام يدعي الديمقراطية ويحرم الإنسان من عبادته الدينية إلا في هذه الدولة الظالمة.
تواصل الحاجة نفيسة حديثها بحرقة وصوت فيه حشرجة: قرار الإبعاد لن يثنيني عن حب المسجد الأقصى أو عدم الذهاب للصلاة فيه، فأنا عاهدت نفسي على الرباط فيه حتى آخر الأنفاس، وقرارات الإبعاد تنغص علينا، ولكن تزيد من حبنا للمسجد الأسير.
رئيس لجنة أسرى القدس أمجد أبو عصب قال: الحرب على المسجد الأقصى لا تكمن في الاقتحامات فقط، بل باستهداف كل مقدسي يداوم على الصلاة في المسجد الأقصى، فالقضية لا تتعلق بنشطاء كما يدعي الاحتلال، فهناك مبعدون من كبار السن من الرجال والنساء كالحاجة نفيسة خويص التي يتجاوز عمرها الستين عاماً وتهمتها الصلاة في المسجد الأقصى بشكل دائم، وفي الجمعة الخيرة أبعد الاحتلال عن المسجد الأقصى 35 مبعداً ومبعدة بشكل تعسفي لإفساح المجال أمام المستوطنين المقتحمين للتجوال وأداء الصلوات التلمودية بدون إزعاج من صيحات الله أكبر.
وأضاف أبو عصب: هناك سياسة تجفيف للوجود الإسلامي في المسجد الأقصى، واعتقال من يرابط فيه وتوجيه التهم الأمنية بتهمة الرباط في المسجد الأقصى، وتصل العقوبة إلى عام إذا كانت هناك مداومة للشاب أو الفتاة على الصلاة طوال اليوم الذي بات يعرف بتنظيم شباب المسجد الأقصى.
د. جمال عمرو، زوج المرابطة زينة رضوان التي تعرضت للاعتقال والمحاكمة والإبعاد عدة مرات، يقول: الاحتلال ينقل معركة الإبعاد والعقوبات للأشخاص المبعدين إلى عائلاتهم، فعلى سبيل المثال؛ زوجتي أم رضوان نال الاحتلال منا جميعاً انتقاماً منها، فمنعت أنا وأولادي من السفر، وتعرضنا للتحقيق، وقامت البلدية بهدم منزل للعائلة وتهديد بعقوبات أخرى إضافية، وهذا يدلل على أن الحرب لا تقتصر على الإبعاد بل تسير إلى المحيط العائلي لكل مرابط أو مرابطة، حتى يكون هناك خوف وضغط عائلي على الأبناء لعدم الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى خوفاً من العقوبات التي تشارك فيها كل من البلدية والشرطة والمخابرات والاستخبارات، وهذا يؤدي إلى ردع صامت للمرابطين بدون ضجيج أمام الرأي العام.