فاز رئيس بلدية العاصمة السابق في السلفادور نجيب أبو كيلة، بالانتخابات الرئاسية في هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى، ليصبح سادس رئيس للبلاد والأصغر سنا منذ 1992، تاريخ انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاما.
وأعلنت المحكمة الانتخابية العليا في السلفادور، أمس الإثنين، فوز أبو كيلة بانتخابات الرئاسة في البلاد، وفق نتائج أولية.
وأوضحت المحكمة أن أبو كيلة حل في المركز الأول إثر حصوله على 54 بالمائة، وذلك بعد فرز نحو 90 بالمائة من الأصوات.
فيما حصل كارلوس كاليخاس، أشرس منافسي أبو كيلة، على 32 بالمائة من الأصوات.
ووفق “أسوشيتيد برس”، تخطى أبو كيلة تخطى نسبة الـ50 بالمائة من الأصوات المطلوبة لتفادي جولة إعادة في مارس المقبل.
وقبل إعلان تلك النتائج، أعلن أبو كيلة بالفعل فوزه في الانتخابات، قائلا: نحن على ثقة كاملة بفوزنا في الرئاسة، لقد فزنا من الجولة الأولى، حسب المصدر نفسه.
أب فلسطيني وأم سلفادورية
وأبو كيلة سياسي ورجل أعمال من مواليد العاصمة السلفادورية سان سلفادور من أب فلسطيني وأم سلفادورية.
وينحدر والده، الذي توفي قبل عامين، من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
ورغم جذور أبو كيلة (37 عاما) الفلسطينية إلا أنه أجهض الطموحات المأمولة منه من مناصرة القضية الفلسطينية بزيارة أجراها إلى دولة الاحتلال، قبل عام، ومشاركته في طقوس يهودية عند حائط البراق.
وهو متزوج منذ 4 أعوام من السلفادورية Gabriela Rodriguez.
والرجل من خارج حزبي “جبهة فارابوندو مارتي” اليساري ومنافسه حزب “التحالف الوطني الجمهوري” اليميني اللذين اعتادا تداول السلطة منذ انتهت الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.
ومن مدينة نويفو كوسكاتلان الصغيرة، خطا أبو كيلة أولى خطوات حياته السياسية، بعدما انتخب لرئاسة بلديتها، نيابة عن تحالف من “جبهة فارابوندو مارتي”، في 11 مارس 2012.
وبعد ذلك بثلاث سنوات فقط، شغل أبو كيلة منذ 2015 وحتى العام الماضي منصب رئيس بلدية العاصمة سان سلفادور، واشتهر بحملته المستمرة على مكافحة الفساد والمرتشين.
وبفوزه بمنصب الرئاسة، الذي ترشح له تحت راية الحزب المحافظ “التحالف الكبير من أجل الوحدة”، سيتولى أبو كيلة حكم بلاده لولاية رئاسية من 5 سنوات غير قابلة للتجديد، وسيتعين عليه بناء تحالف مع حزب “التحالف الجمهوري الوطني” الذي يشكل الأغلبية في البرلمان، ليتمكن من الحكم حتى الانتخابات التشريعية المقبلة في 2021 على الأقل.
وسيكون التحدي الأول الذي سيواجهه، خلال فترته الرئاسية الوحيدة التي تمتد لخمس سنوات، عنف العصابات الإجرامية، الذي أودى بحياة 3 آلاف و340 شخصا في البلاد العام الماضي.
وكان أبو كيلة تعهد خلال حملته الانتخابية بزيادة الاستثمار في التعليم ومحاربة الفساد، إلا أن مهمته الرئيسية ستكون تطبيق برامج جديدة لتعزيز الأمن.
وتنافس في الانتخابات التي جرت، الأحد، 4 مرشحين تعهدوا جميعا بالقضاء على الفساد وعنف العصابات وتوفير فرص عمل.
وتعد السلفادور واحدة من أكثر دول العالم التي تعاني من انتشار أعمال العنف والجريمة، حسب تقارير دولية.
وقام في فبراير 2018م بزيارة دولة الاحتلال، كرئيس لبلدية سان سلفادور، برفقة زوجته السلفادورية غابرييلا رودريغيز.
والتقى في القدس رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، وكذلك رئيس بلدية تل أبيب، وشارك في طقوس يهودية عند حائط البراق، وجبل “هرتزل” في القدس المحتلة.
واستنكرت الجالية الفلسطينية في السلفادور زيارة أبو كيلة، وعبرت عن غضبها من “تنكر” أبو كيلة من جذوره الفلسطينية، و”التاريخ المشرّف” الذي خطه والده، والذي كان “من أشد وأكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية، ومن أهم الشخصيات المعروفة في السلفادور”، حسب بيان للجالية.