تحافظ دولة الكويت على موقفها الرافض تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، رافعة شعار “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، وتبقى نموذجاً يحتذى به أمام العالم العربي والإسلامي في مقاومتها للتطبيع مع الكيان المحتل، الملطخة يده بدماء الأطفال والنساء وشهداء فلسطين، معتبرة التطبيع جريمة شرعية وأخلاقية وإنسانية وقانونية.
وبالرغم من الأصوات الفردية التي تخرج هنا وهناك تنادي ببناء علاقات مع الكيان الصهيوني، إضافة إلى التحديات التي تعصف بالمنطقة العربية، يبقى الموقف الرسمي والشعبي الرافض للتطبيع هو المتصدر، ويبقى موقف الكويت عصياً على دعوات التطبيع، رافضة كل أشكال وصور التعاون مع هذا الكيان، ومؤكدة أنه لا سلام من دون انسحاب كامل من كافة الأراضي العربية والإسلامية.
سجّلت الكويت مواقف وطنيّة رسميّة، جاءت على لسان رئيس مجلس الأمّة مرزوق الغانم، وتحديداً في المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي في بطرسبرج العام الماضي، حيث شنَّ هُجوماً عنيفاً على رئيس الوفد الصهيوني، وطالب بطرده، ووصف الوفد بقتلة الأطفال، وأجبرهم على المُغادرة، وهو الموقف الذي حظي باهتمام عربي، ولاقى استحساناً من الشعوب العربية الرافضة للتطبيع.
وعلى المستوى الشعبي، عقدت الندوات السياسية والفعاليات الثقافية الرافضة للتطبيع التي أكّدت بدورها أنّ التطبيع مرفوض، وعلى موقف الكويت الثابت تجاه القضيّة الفِلسطينيّة.
إلى جانب المواقف الرسمية والشعبية، برزت على مدار الأعوام الماضية إلى اليوم مواقف بطولية مشرفة بمثابة صفعات قاسية في وجه لاعبي الكيان الصهيوني، حيث رفض رياضيون كويتيون مصافحة رياضيين صهاينة في بطولات دولية وآثروا الانسحاب من مواجهات رياضية تكاد تكون محسومة لصالحهم.
ففي عام 1983م، رفض د. محمد الثويني مبارزة لاعب صهيوني في لعبة السيف، وخسر وخرج من الدور قبل النهائي، وقال في مقابلة سابقة مع «المجتمع»: نحن أصحاب قيم، سواء في الرياضة أو المسابقات الثقافية، أو المسابقات العلمية؛ فعدو الله وعدو الإنسانية عدونا.
وفي يوليو 2007م، انسحب اللاعب محمد الغريب من بطولة تشالنجرز روسيا للتنس للمحترفين بعد رفضه مواجهة لاعب من الكيان الصهيوني في دور الـ16.
وفي عام 2008م، اضطر متسابق الكويت الدولي للشراع سالم الفهد للانسحاب من سباق فئة الليزر ستاندر لبطولة إسطنبول الدولية للشراع إثر مشاركة لاعب صهيوني، وقد أعلن حينها رئيس وفد المنتخب الكويتي للشراع خالد الفودري انسحاب اللاعب الفهد من سباق فئة الليزر ستاندر فقط من دون انسحاب المنتخب بكامله من البطولة، إذ كانت مشاركة اللاعب الصهيوني محصورة في الفئة التي يتواجه فيها الفهد.
وشهدت بطولة رومانيا الدولية المفتوحة لكرة الطاولة للمعاقين عام 2012م انسحاب اللاعب الكويتي عوض الحربي لرفضه لقاء منافسه الصهيوني «جيفا ليران» في الدور نصف النهائي للمسابقة، وأكد الحربي وقتها أن انسحابه هو رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بعدم مصافحة من يسلم بيد ويطعن باليد الأخرى.
وانسحب لاعب نادي الكويت عبدالله الفرهود من منافسات بطولة السويد الدولية المفتوحة للتايكوندو عام 2013م لرفضه مواجهة لاعب صهيوني ضمن الدور الثاني للمسابقة، وقال رئيس وفد نادي الكويت وليد المرشاد حينها لـ«وكالة الأنباء الكويتية» (كونا): إن انسحاب لاعب الكويت الفرهود من مواجهة اللاعب الإسرائيلي «سير بانسكو» يأتي متوافقاً مع موقف دولة الكويت الراسخ تجاه القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويعبر عن عدم اعترافنا بالكيان الصهيوني.
ولم يكن انسحاب الفرهود الأول للاعبي نادي الكويت للتايكوندو، إذ سبقه اللاعب علي المرشاد الذي انسحب أمام لاعب صهيوني في بطولة العالم للتايكوندو التي أقيمت في النمسا عام 2012م، وقال الفرهود وقتها: انسحابي أمام لاعب الكيان الصهيوني شرف لي في مسيرتي الرياضية برغم العقوبات التي قد تصدر بحقي رياضياً والمتعلقة بحالات الانسحاب، مؤكداً تضامنه مع القضية الفلسطينية ومطالب شعبها في النضال عن حقوقه وممتلكاته.
وتحديداً في أغسطس 2013م، اتخذ بطل الخليج وغرب آسيا لاعب المنتخب الوطني عبدالله الخياط موقفاً وطنياً وإسلامياً أصيلاً بانسحابه من بطولة العالم للمبارزة التي أقيمت في المجر، بسبب وجود لاعب صهيوني في مجموعته المؤهلة إلى الأدوار النهائية، وأكد الخياط أنه قرر الانسحاب لعدم اعترافه بـ«إسرائيل» كدولة، ومن منطلق ثوابت وطنية وعربية وإسلامية لا تجيز التعامل مع هذا الكيان الغاصب، مضيفاً أن الحفاظ على تطبيق هذه الثوابت أهم لديه من المنافسات الرياضية وحسابات الخسارة والفوز.
وضمن منافسات بطولة بيزا الدولية في إيطاليا عام 2015م، انسحب اللاعب الكويتي بلعبة مبارزة المعاقين فهد البستكي من دور المجموعات للبطولة بعد علمه أنه سيواجه أحد لاعبي الكيان الصهيوني، وصرح اللاعب على صفحته عبر موقع «تويتر»، في 24 مايو 2015م، قائلاً: الحمد لله، فقد أعلنت انسحابي في دوري المجموعات ببطولة بيزا الدولية للمبارزة المقامة في إيطاليا لرفضي القاطع مواجهة لاعب «إسرائيلي».
كما انسحب لاعب منتخب الكويت لكرة الطاولة للمعاقين علي الصانع من المباراة قبل النهائية لفئة الفردي، في بطولة تايلاند عام 2016م بعد رفضه مقابلة لاعب صهيوني، وذلك بعد إحرازه وزميله خليفة القاسم ميداليتين برونزيتين ضمن منافسات الزوجي.
وقال الصانع بعد عودته من البطولة: إنه اضطر للانسحاب لأنه كان سيقابل لاعباً «إسرائيلياً» في الدور الفردي؛ ما أضاع عليه ميدالية أخرى.
وفي عام 2018م، انسحب لاعب منتخب الكويت الوطني الأولمبي عبدالعزيز الشطي من بطولة العالم للمبارزة في سويسرا رفضاً لمواجهة لاعب صهيوني.
وفي العام نفسه (2018م)، انسحب بطل قارة آسيا ولاعب منتخب الكويت لألعاب القوى في مسابقة الوثب الطويل، صالح الحداد، من بطولة كأس «فلندرز» البلجيكي، وذلك لمشاركة لاعب صهيوني في مسابقة الوثب الطويل.
وانسحب لاعبا منتخب الكويت للكاراتيه حمد الباذر، ومحمد أحمد من أمام لاعبين صهيونيين بعد أن أوقعتهما القرعة في مواجهتهما ببطولة العالم الثامنة للناشئين والشباب للكاراتيه في إسبانيا، وانسحب حمد الباذر أمام لاعب صهيوني بالمرحلة الأولى لمنافسات الكوميتية وزن تحت 78 كجم، أما اللاعب محمد أحمد فقد تأهل للدور الثاني لمنافسات كاتا فردي ناشئين بتغلبه على لاعب سلوفينيا ليخسر من لاعب اليابان ويدخل المنافسة على الميدالية البرونزية، إلا أن القرعة أوقعته أمام لاعب صهيوني ليعلن الانسحاب ويخسر تحقيق ميدالية برونزية في البطولة.
وأكد حينها أمين سر اتحاد الكاراتيه عماد بهبهاني أنه وبتعليمات مباشرة من رئيس اتحاد الكاراتيه الشيخ خالد العبدالله الصباح انسحب لاعبانا حمد الباذر، ومحمد أحمد بعد أن أوقعتهما القرعة أمام لاعبين صهيونيين، مؤكداً أن توجيهات رئيس الاتحاد كانت واضحة بعدم اللعب أمام لاعبي العدو ومتحمل المسؤولية كاملة سواء بالغرامات المالية أو الإدارية.
كما انسحب اللاعب الكويتي عبدالله العنجري من بطولة محلية بأمريكا لرياضة «الجوجيتسو» هذا العام (2019م) لوضعه بالقرعة مع لاعب يمثل الكيان الصهيوني.
وقال العنجري في حسابه على «تويتر»: «أُعلن انسحابي من إحدى البطولات المحلية المقامة بمدينة لوس أنجلوس بسبب وضعي بالقرعة مع لاعب يمثل الكيان الصهيوني».
كما سجل لاعب منتخب الكويت لـ«الجودو» حبيب السبتي موقفاً بطولياً في شهر فبراير الماضي بانسحابه من بطولة روما الدولية بعد معرفته بجود ثلاثة لاعبين صهاينة معه في نفس الفئة، وكتب على صفحته في «تويتر»: لا يشرفني اللعب أو التواجد تحت سقف واحد مع ممثلي الكيان الصهيوني الغاصب.