اعتبرت حركة “النهضة” التونسية، اليوم الجمعة، أن التصعيد العسكري في ليبيا يشكّل “مدخلاً لاستباحة دماء” سكان البلد الغارق في أزمة منذ سنوات.
وقالت الحركة في بيان، اطلعت عليه “الأناضول”: إن “نزوع أحد أطراف الصراع الليبي إلى التصعيد العسكري، يعتبر مدخلاً لاستباحة دماء الليبيين وتهجيرهم، ومقوضاً للمسار السياسي السلمي، ومهدداً للسلم الاجتماعي والأهلي بالبلاد”.
وأضاف أن هذا التصعيد الذي يأتي “قبل أيام من انعقاد الملتقى الوطني الجامع المزمع بمدينة غدامس (جنوب غرب)، وبعد أيام من دعوة قمة الجامعة العربية إلى الحوار والتوافق بين جميع الفرقاء، يمثل خطراً على أمن المنطقة واستقرارها”.
كما عبرت الحركة عن استنكارها لـ”التدخل السلبي لبعض الأطراف الأجنبية، الإقليمية والدولية (لم يسمها) في الشأن الليبي، من خلال تأجيج الفتن وإثارة الصراعات الداخلية، بدل المساهمة في حقن الدماء وحماية الأنفس والأعراض”.
وأعربت عن “دعمها لكل القوى التي تعمل على النأي بالأزمة الليبية عن التدخلات الخارجية، والسعي إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية، والقطع مع أشكال التسلط على إرادة الشعب الليبي مهما كانت عناوينها”.
والخميس، أطلق خليفة حفتر، قائد قوات الشرق الليبي، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد.
عملية حفتر جاءت قبل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس، برعاية أممية، ما أثار رفضاً محلياً ودولياً.
ودخلت قوات حفتر، اليوم الجمعة، مناطق جنوبي طرابلس، بعد سيطرتها، الخميس، على مدن غريان (80 كلم جنوب طرابلس)، وصبراتة وصرمان (70 و60 كلم غرب طرابلس على التوالي)، ولكنها تعرضت لهزيمة كبيرة في مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس)، وتم القضاء على مجموعة متحالفة معها على بعد 27 كلم من العاصمة.
ومنذ سنوات، تشهد ليبيا صراعاً على الشرعية والسلطة بين حكومة الوفاق، المعترف بها دولياً، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.