حذر خبراء أمريكيون في السياسة والأمن بالشرق الأوسط من أن الهدف وراء سعي الرئيس الأمريكي ترمب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها “منظمة إرهابية” تشويه وضرب الجاليات الإسلامية في أمريكا، واتخاذ هذا القرار ستاراً لمهاجمة هذه الجاليات بشكل أساسي.
وفي تصريحات لقناة “إن بي سي نيوز” الأمريكية (NBCnews)، وصف الخبراء هذا التوجه الأمريكي بأنه “فكرة سيئة”، وحذروا من أن فرض قمع أمريكي على جماعة الإخوان المسلمين من شأنه أن يضع ضغوطًا غير عادلة على المسلمين في الولايات المتحدة، ومعظمهم من غير أعضاء جماعة الإخوان.
وقال الباحث في مركز بروكينجز بواشنطن، شادي حامد: إن هذه الخطوة ستعزز نظريات المؤامرة الخطيرة التي تصف الإسلام بأنه يتناقض مع الثقافة الأمريكية، التي تربط مختلف المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة بالإخوان المسلمين.
لهذا أبدى حامد توجسه من أن يكون الهدف الأمريكي أثارة “شاشة دخان” لمهاجمة الجالية المسلمة الأمريكية، والضغط عليها للشعور بالذنب، والدخول في منحدر زلق هو تصويرها كأنها مذنبه حتى تثبت براءتها.
أيضاً أكدت الباحثة في معهد “كارنيجي” لأبحاث السلام ميشيل دن أن هذا التصنيف سيسمح أيضًا للسلطات الأمريكية بتتبع ومراقبة المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة.
وتشرح ذلك بقولها: في كثير من البلدان، لدى جماعة الإخوان المسلمين شبكة دولية منتشرة تدير مجموعة “ضخمة” من المستشفيات ورياض الأطفال والمدارس والجمعيات الخيرية الأخرى، ومن الطبيعي جدًا بالنسبة لهم جمع التبرعات بين المهاجرين المسلمين في الخارج، ليس من أجل الإرهاب، ولكن من أجل العمل الخيري المشروع.
وتضيف أنه لهذا يسعى مسؤولو إدارة ترمب للزعم أن استهداف المسلمين في الولايات المتحدة لعلاقاتهم مع الجمعيات الخيرية الإسلامية في الخارج لا يعني التمييز ضدهم؛ ما يقوض الفرضية القائلة: إن المسؤولين الأمريكيين لا يميزون ضد المسلمين، الذين يشكلون أقل من 2% من السكان.
وقالت ميشيل دن: لقد كانت واحدة من الحجج التي قدمتها الولايات المتحدة أننا ضد الإرهاب فقط.. لسنا ضد الإسلام، ولكن إذا تم تمرير هذا التصنيف وإذا تم تنفيذه، فسيضع ذلك المسلمين في الولايات المتحدة تحت ضغط كبير.
معايير “الإرهاب” لا تنطبق على “الإخوان”
ويقول الباحث شادي حامد: إنه للوفاء بالمعايير القانونية كمنظمة إرهابية أجنبية، يجب أن تشارك الجماعة في نشاط إرهابي يهدد أمن الأمريكيين أو الدفاع أو العلاقات الخارجية أو المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، وهو ما لا ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين التي لا تتفق مع هذه المعايير.
ويشدد على أن جماعة الإخوان المسلمين ليست منظمة إرهابية، ولا يوجد خبير أمريكي واحد في شؤون جماعة الإخوان المسلمين يرى أنهم جماعة إرهابية أو يدعم فكرة ترمب.
وقال نيد برايس، وهو ضابط سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومسؤول سابق في مجلس الأمن القومي السابق: إنه على الرغم من أن هذا ليس منطقيًا من منظور مكافحة الإرهاب، فإن التصنيف لو تم سيعني أن أمريكا تقوم بالعمل القذر للأنظمة القمعية الأوتوقراطية في العالم العربي.
ويقول برايس، وهو أيضاً باحث في مؤسسة “نيو أمريكا” ومؤسسة “إن بي سي نيوز”: إن الغالبية العظمى لفروع جماعة الإخوان المسلمين -التي تأسست عام 1928 في مصر وتعمل الآن في العديد من البلدان- لا تؤيد العنف.
ويشير إلى أن تصنيف إدارة ترمب للإخوان –لو تم- سيكون معناه أن هذه الإدارة بعيدة عن أن تكون إلى جانب المضطهدين والمهمشين، وأنها في الواقع هي التي تقوم بالاضطهاد والتهميش على المستوى العالمي.