– معيارنا الوحيد للعطاء احتياج الإنسان دون النظر إلى ديانته أو عِرقه
– الفقر دفع الكثير من الطلاب السريلانكيين للعمل والتوقف عن استكمال التعليم وهذه كارثة كبرى
– المؤسسة قامت بتزويد عدد من المدارس بالفصول الذكية لمواكبة الثورة التكنولوجية الحديثة
– ننسق مع مؤسسات دولية في مشاريع متنوعة من بينها رعاية الأيتام
– الكويت قدمت على الصعيدين الرسمي والأهلي لفقراء سريلانكا أشكالاً متعددة من الدعم والعطاء
– الرحمة العالمية تقود قاطرة العمل الخيري داخل سريلانكا وتدعم المتضررين من الكوارث الطبيعية دون حدود
– نعول على المؤسسات الخيرية الكويتية في دعم المشاريع التنموية بالتوازي مع الخيرية
في ظل السعي المتواصل من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لانتشال العديد من الأفراد والأسر السريلانكية من الفقر والاحتياج، كان للمؤسسة الإسلامية للثقافة والتنمية إستراتيجية أخرى في التعامل مع هذا الملف، فاتجهت للعمل التنموي بالتوازي مع الخيري؛ إيماناً منها بأن مكافحة الجهل والأمية، وبناء الإنسان في سريلانكا هي الخطوة الأولى في طريق القضاء على الفقر والاحتياج.
التقت “المجتمع” محمد فقيه الدين، عضو مجلس إدارة المؤسسة الإسلامية للثقافة والتنمية بسريلانكا، للتعرف عن قرب على المؤسسة وأنشطتها وجهودها التنموية والخيرية؛ فكان هذا الحوار:
بداية ما الدوافع التي جعلتكم تتجهون للعمل الخيري والتنموي في سريلانكا؟
– المتابع لأوضاع سريلانكا يلمس تدهوراً واضحاً في مجال التعليم، وارتفاعاً كبيراً في معدلات الفقر وهما يقترنان ببعضهما؛ فالفقر دفع الكثير من الطلاب السريلانكيين وخصوصاً المسلمين منهم إلى عدم استكمال تعليمهم الثانوي، واتجهوا للعمل لمواجهة الأعباء المعيشية، فرأينا أن الضرورة تحتم علينا الاتجاه نحو العمل الخيري التنموي الذي يعالج الفقر والجهل في آن واحد.
هل لديكم معايير معينة في تقديم المساعدات الخيرية والتعليمية داخل بلادكم؟
– معيارنا الوحيد هو احتياج الإنسان دون النظر إلى ديانته أو مذهبه أو عِرقه، والمطالع لأعمالنا يرى أن عدداً لا بأس به ممن يتلقون مساعداتنا من غير المسلمين، لكنهم محتاجون، وهذا هو المعيار الأهم بالنسبة لنا.
ما أشكال المساعدات التي تقدمها المؤسسة الإسلامية للثقافة والتنمية؟
– تقدم المؤسسة الكثير من المساعدات الخيرية والتنموية؛ فلدينا مشاريع سُقيا الماء وحفر الآبار في المناطق النائية، وكذلك مشروع بناء المراحيض في القرى التي تضررت من الفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية؛ فقد كان العديد من سكان تلك القرى يقضون حاجتهم في الغابات، لكننا استطعنا أن نقاوم هذه الظاهرة بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية الأخرى، إلى أن تقلصت بشكل كبير، كما تقدم المؤسسة مشروع “إعانة المرضى” الذي تتكفل من خلاله بالفحص الطبي للمريض وصرف الأدوية له.
ماذا عن المساعدات في المجال التنموي؟
– هذا الأمر هو الأكثر أهمية بالنسبة إلينا؛ فالمؤسسات العاملة في المجال الخيري كثيرة ومتنوعة، لكن المنصات التنموية داخل سريلانكا ليست كثيرة، وإيماناً منا بأن مكافحة الجهل والأمية هو الطريق الأهم في التنمية والتطور ومحاربة الفقر، فإننا نعمل جاهدين على نشر ثقافة العمل التنموي إلى جانب الخيري داخل البلاد، وفي هذا الصدد قدمت المؤسسة عدداً من المشروعات ذات الطابع التنموي، كان من أهمها مشروع تزويد عدد من المدارس بالفصول الذكية التي تعتمد على استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، بالإضافة إلى مشروع المنح الدراسية للموهوبين وكفالة طلاب الدراسات العليا.
مع حلول شهر رمضان الفضيل.. ماذا عن عطاء مؤسستكم في هذا الموسم؟
– هذا شهر من الأشهر ذات الأهمية في أعمالنا ومساعداتنا، نقترب فيه من فقراء المسلمين أكثر فأكثر، ونسعى من خلاله لإدخال السرور على المحتاجين، فنقدم السلال الغذائية ووجبات الإفطار للصائمين، وكذلك في الأعياد نقترب من احتياجاتهم قدر استطاعتنا، ولدينا مشروع خاص بالأضاحي نقوم بتقديمه كل عام لدعم احتياجاتهم.
هل لديكم مشاريع ثنائية مع جمعيات أو مؤسسات أخرى داخل سريلانكا؟
– بالطبع نتواصل مع بعض الجمعيات للتنسيق وتبادل الأفكار، ومع بعضها الآخر لعمل المشروعات الثنائية، وقد أنجزنا مشروعاً كبيراً لكفالة الأيتام في شرق سريلانكا بالشراكة مع مؤسسة الإغاثة الإسلامية حول العالم (IRW)، ونمد يدنا للجميع في سبيل القضاء على الأمية والفقر داخل مجتمعنا.
بالتالي، يتساءل البعض عن معدلات انتشار العمل الخيري في سريلانكا: إلى أين وصلت؟
– العمل الخيري في سريلانكا شهد انتشاراً واسعاً خلال الآونة الماضية؛ مما حدا ببعض المؤسسات الخيرية الكبرى لافتتاح أفرع لها داخل البلاد، وكانت آخر تلك المؤسسات قطر الخيرية، فضلاً عن التواجد المتميز لجمعية الرحمة العالمية الكويتية.
في أي مكان تقف الرحمة العالمية من احتياجات الفقراء والمتضررين في سريلانكا؟
– الرحمة العالمية واحدة من أهم المؤسسات التي تقود قاطرة العمل الخيري داخل سريلانكا، ولها إسهامات كبيرة في دعم المحتاجين عموماً والمتضررين من الكوارث الطبيعية بصفة خاصة؛ فمن ضمن أبرز إنجازاتها الخيرية والإنسانية مشروع بناء المنازل السكنية لضحايا الكوارث الطبيعية في مناطق متفرقة من البلاد، وكذلك حفر الآبار لمواجهة الفقر المائي في العديد من المناطق المنكوبة، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير ببناء المساجد والمراكز الإسلامية.
هل تساهم المراكز الإسلامية في بلادكم بدعم عملية القضاء على الجهل والأمية؟
– بالطبع المراكز الإسلامية منصة مهمة في طريق القضاء على الجهل والأمية المنتشرة من خلال ما تقدمه من دوريات تثقيفية وتنموية وتعليمية، وفي هذا الصدد، نثمن الجهود الكويتية الرسمية المبذولة في تدشين المراكز الإسلامية في سريلانكا التي من بينها المركز الإسلامي الكبير للنساء الذي يجري تجهيزه في الوقت الحالي من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، وقريباً يتم افتتاحه والعمل من خلاله.
تحدثت عن الدور الرسمي الكويتي، لكن هل هناك مشاريع تعولون في تنفيذها على المؤسسات الخيرية الكويتية؟
– لا ينكر متابع مدى أهمية دور المؤسسات الخيرية الكويتية داخل سريلانكا، وجهودها وبصماتها الواضحة، لكننا نأمل من هذه المؤسسات أن تدعم المشاريع التنموية بالتوازي مع الخيرية؛ فنحن بحاجة لدعم المشروعات التعليمية وبناء المدارس ودعم الطلاب بالأدوات التعليمية والدراسية، وكلك الجانب الصحي والتأهيلي؛ فلدينا نقص حاد في الأجهزة الطبية الحديثة الخاصة بمعالجة مرضى السرطان، كما نفتقد ما يعرف بمشروعات إعادة تأهيل المدمنين والمشردين الذين تتزايد أعدادهم داخل سريلانكا بسبب الاضطرابات النفسية والاجتماعية داخل العديد من الأسر السريلانكية.