أطلق مقدسيون مبادرات جماعية للاهتمام بوادي حي الربابة في مدينة القدس، وإنقاذه من التهويد والاستيطان، والاعتناء بأشجار الزيتون المعمرة في المكان التي يصل عمرها إلى 800 عام.
الخبير المقدسي جمال عمرو تحدث بالتفصيل عن خطورة ما يجري في وادي الربابة والأودية في المكان، ومنها وادي “هيرون” أو وادي “جهنم”.
قيمة جغرافية وتاريخية
يقول عمرو: الاحتلال يستهدف وادي الربابة كونه الجسر الذي يصل القسم الجنوبي الغربي بالبلدة القديمة، فهذه المساحة من الوادي التي تقدر بمائتي دونم تقريباً من أهم المناطق المستهدفة في مدينة القدس، وهي مسار القطار الهوائي “التلفريك” الذي سيمر من المنطقة ومن فوقها بشكل مباشر، ويتم بناء متحف في المكان لسرقة الآثار وتهويدها في متحف أقيم لهذه الغاية.
ويضيف لـ”المجتمع”: منطقة وادي الربابة خالية من السكان منذ العهد الأردني، وهي مغرية بالنسبة لدولة الاحتلال؛ لأنها فارغة سكانياً، وهناك يوجد دير غير مأهول مقام على مساحة 20 دونماً، والمطلوب تأهيل الدير من قبل المسؤولين عن الدير حتى لا يتم مصادرة هذه المساحة المهمة.
ويتابع عمرو قائلاً: ما يتم الآن من مبادرات جماعية لها قيمتها العملية، لأن حراثة الأرض والاعتناء بها يجعل الاحتلال والجمعيات الاستيطانية تقف أمام هذه المبادرات، كما حدث في برج اللقلق وإنقاذه وعودة الأهالي إليه، وكذلك ما حدث في باب الرحمة وافتتاحه رغماً عن كل إجراءات الاحتلال، وقد مضى قرابة العام على افتتاحه من قبل المصلين.
ويلفت عمرو إلى أن الاحتلال والمستوطنين زرعوا مقبرة وهمية في وادي الربابة كما فعلوا في وادي هيرون بهدف التهويد، والقسم العلوي من الوادي تم الاستيلاء عليه، مطالباً الحفاظ على ما تبقى من وادي الربابة بمساحة 200 دونم، وعدم السماح بتهويدها لأنها لها قيمة جغرافية وتاريخية في المكان.
ويوضح أن سياسة الاحتلال والمستوطنين تقوم على الاستهداف التدريجي للمنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى؛ فبعد أن فرغوا من وادي هيرون ينتقلون الآن إلى وادي حي الربابة من أجل إكمال حلقة الإحاطة بوادي حلوة التاريخي.
وقام أصحاب الأراضي في حي وادي الربابة بحراثة الأرض ودعوة الجميع للتوجه إلى المكان وتنظيف الأرض وحراثتها باعتبار أن الملكية للأرض لا تثبت فقط بالأوراق الثبوتية، بل الانتماء للأرض والبقاء فيها وعمارتها.