تواصل الصحف الأجنبية تسليط الضوء علىاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وتحت عنوان: “مخاوف في بغداد من أن تجعل المواجهات بين أمريكا وإيران العراق عالقًا في الوسط”.. سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على تداعيات اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، مع تعالي الصيحات بضرورة الانتقام، والصواريخ التي تتساقط على القوات الأمريكية في العراق.
وقالت: خلال جنازة تشييع سليماني في العراق التي شارك فيها الآلاف، كان هناك حالة من الخوف سائدة بين الناس من التداعيات المحتملة لاغتيال أمريكا لسليماني.
وأضافت: الهجوم على سليماني هز العراق، مما زاد من المخاوف التي طال أمدها من أن البلاد سوف تظل ساحة لحرب الظل الدامية بين واشنطن وطهران، وتعيش بغداد حاليا نفس المخاوف التي عاشتها قبيل الغزو الأمريكي عام 2003.
الميليشيات الشيعية القوية في العراق متحالفة مع إيران ضد القوات الأمريكية، وفي بعض الأحيان ضد حلفائها العراقيين كذلك، وأكثر من أي دولة أخرى، كان العراق لسنوات نقطة انطلاق لشن ضربات متبادلة بين إيران والولايات المتحدة، بخلاف موكب جنازة سليماني، كانت شوارع بغداد مهجورة تقريبًا.
بقي العراقيون في منازلهم، وشاهدوا الأخبار وصلوا، هذه المرة حتى يتم إنقاذهم.
وخلال الجنازة تعالت صيحات “الموت لأمريكا! “سوف ننتقم!”، ولوح المشيعون بالأعلام العراقية، ولافتات القوات شبه العسكرية المدعومة من إيران والمعروفة باسم حشد الشعبي.
واشنطن بوست: اغتيال سليماني يضع العراق في عين العاصفة
وأوضحت الصحيفة أن إيران تعهد بالانتقام لمقتل سليماني، وقالت إدارة ترامب إنها سترسل الآلاف من القوات الإضافية للشرق الأوسط، لقد تركت المواجهة المنطقة تستعد لتصعيد حاد للعنف، مع احتمال أن يكون العراق في قلب العاصفة.
خلال الأسبوع الماضي، كانت المنطقة الخضراء في بغداد موقعًا للفوضى، حيث حاصر أنصار ميليشيا تدعمها إيران السفارة الأمريكية، ورشقوها بالحجارة وقنابل البنزين المشتعلة.
والسبت أغلقت المنطقة، وانتشرت قوات مكافحة الإرهاب في سيارات سوداء أسفل الشريط الذي يبلغ طوله أربعة أميال مربعة على طول نهر دجلة، وفي السفارة الأمريكية، قال ضباط دبلوماسيون إن قوات المارينز كانت تقف على حذر على الأسطح.
وحلقت طائرات الهليكوبتر فوق المنطقة الخضراء، وعلى بعد عدة أميال من جنازة سليماني، فعلت المروحيات العراقية الشيء نفسه، حيث راقبت المنطقة بحثًا عن التهديدات، في جنوب العراق، قالت شركات النفط إن المواطنين الأميركيين حزموا حقائبهم وغادروا.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم : “لا يُسمح للقوات الأمريكية بالقيام بعمليات عسكرية بالعراق دون موافقة رئيس الوزراء، وألمح إلى أن مستقبلهم في البلاد مشكوك فيه.
أوبزفر: اغتيال أمريكا لسليماني.. تطبيع لجريمة قتل كبار المسئولين
فيما اعتبرت صحيفة “أوبزرفر” البريطانية أن اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري العراقي قاسم سليماني، هو تطبيع لجريمة قتل كبار المسئولين، كأداة سياسية للدولة، محذرة من عواقب اغتيال القائد العسكري الإيراني.
وقالت الصحيفة في افتتاحية نشرتها على موقعها الإليكتروني اليوم إن ترامب “طبع قتل كبار المسئولين، كأداة سياسة للدولة، في سابقة سيكون لها آثار ربما يكون من الجيد أن يفكر فيها”.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ذكر فيها أن سليماني مسئول عن قتل العديد من الجنود الأمريكيين وأن مقتله أوقف هجوما وشيكا وأنه الهدف منه هو وقف الحرب وليس إشعالها.
وعلقت الصحيفة على هذه التصريحات: “بعيدا عن إنقاذ الأرواح، ترامب بتهوره جعلها معرضة للخطر، فقد زاد من خطر اندلاع حريق واسع النطاق في العراق وسوريا وإسرائيل”.
وتوقعت ألا يكون رد إيران على اغتيال سليماني الذي قتل في غارة أمريكية فجر الجمعة الماضي بالعاصمة العراقية بغداد، فوريا، ولكنها شددت على أنه قادم وعواقبه لن تكون معروفة.
يأتي هذا في الوقت الذي شدد فيه قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي على أن قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني سيتبعه ما سماه انتقاما إستراتيجيا يُنهي الوجود الأمريكي في المنطقة.
وأوضح سلامي أن انتقام إيران سيشمل امتدادا جغرافيا واسعا وسيترك تأثيرات مصيرية، مضيفا أن قتل سليماني سيجرّ انتقاما قاسيا مناسبا لشكل وطبيعة الوجود الأمريكي في المنطقة.
من جهته، أكد مساعد سلامي أن انتقام إيران من أمريكا حتمي، وأن على واشنطن أن تتوقف عن إرسال ما دعاها الرسائل الفارغة، موضحا أن الثأر لدم سليماني قادم وأن جزءا منه سيكون خارج السيطرة وبيد قادة ثوريين في العالم الإسلامي، حسب قوله.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في وقت سابق إن بلاده لن تنسى الجريمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة باغتيالها سليماني. وأضاف خلال زيارته عائلة سليماني لتقديم العزاء، أن واشنطن ستدرك خطأها خلال السنوات المقبلة.
في المقابل، قال ترامب في تغريدة على تويتر إنه إذا استهدفت إيران أي أمريكيين أو أصول أمريكية ردا على قتل سليماني، فإن الولايات المتحدة حددت 52 موقعا إيرانيا تمثل الأمريكيين الـ 52 الذين أخذتهم إيران رهائن قبل سنوات عديدة.
وأشار ترامب إلى أن بعض هذه المواقع على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية، وأنه سيتم ضربها بسرعة وبقوة كبيرتين، مؤكدا أن واشنطن لن تقبل مزيدا من التهديدات.
وقال في تغريدة أخرى إن إيران تتحدث بجرأة شديدة بشأن استهداف أصول أمريكية كانتقام لتخليص العالم من زعيمها الإرهابي الذي قتل أمريكيا وأصاب آخرين بجروح بالغة، فضلا عن كل الأشخاص الذين قتلهم طيلة حياته، بما في ذلك مئات المحتجين الإيرانيين.
وأضاف ترامب أن سليماني كان بالفعل يهاجم سفارة واشنطن ويستعد لضربات إضافية في مواقع أخرى.
ونقلت شبكة “سي.أن.أن” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع مقتنعتان بأن إيران سترد على مقتل سليماني خلال أسابيع، وإنهما ستبحثان مكان ذلك الرد وزمانه.
الجارديان: استهداف سليماني «مقامرة» ترامب الكبرى
ووصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الغارة الأمريكية التي أدت لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بأنها “مقامرة” خطيرة، ربما تؤدي إلى حرب تشعل الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، الرئيس ترامب وعد بعدم إشراك الولايات المتحدة في “نزاع لا نهاية له” في الشرق الأوسط، باتباعه غريزة الحذر النسبي في نشر القوة العسكرية الأمريكية في الخارج.
وأضافت، لأكثر من ثلاث سنوات تمسك بذلك الوعد، لكن في أكتوبر الماضي، تعرض قراره المزعزع للاستقرار بسحب القوات الأمريكية من سوريا لانتقادات شديدة، لكن هذا التراجع كان على الأقل متمسكا بسياسة “أميركا أولاً”.
وتابعت الصحيفة، ومما يبعث على الارتياح لكل من الأصدقاء والأعداء، يبدو أن الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين ربما يكون متهورًا، وغير متسامحًا، لكن طبيعته لم تكن كما كان يُخشى في وقت انتخابه تمتد إلى ذوق المغامرة العسكرية مع عواقب لا تُحصى.
وكانت خطوة محفوفة بالمخاطر لدرجة أن جورج بوش رفض فرصًا مماثلة، رغم الدور البارز للجنرال سليماني في التمرد العراقي ضد القوات الأمريكية في أعقاب غزو عام 2003.
وقام باراك أوباما لاحقًا بالدعوة نفسها، وكلاهما يعتقد أن الحرب مع إيران ستكون النتيجة، وقرر ترامب، أن يغتنم هذه الفرصة، وهو بذلك عرّض أمن الولايات المتحدة واستقرار أكثر مناطق العالم اضطراباً للخطر، وهذا هو دونالد ترامب يكمن العالم في الليل مستيقظا.
وقدم البنتاغون التفسير الفوري لعملية الاغتيال، والتي ذكرت أن الجنرال سليماني كان يخطط لشن هجمات على الدبلوماسيين الأمريكيين وأعضاء الخدمة في المنطقة، وجاء ذلك عقب وفاة متعاقد أمريكي خلال هجوم صاروخي شنته ميليشيا إيرانية بالوكالة.
وأوضحت الصحيفة، أنه يجب على ترامب العلم إن مقتل سيلماني كفلية بحدوث هجمات مماثلة، على نطاق أوسع وربما استهداف المدنيين، وعواقب أخرى، بعضها كارثية يمكن أن تتبعها أيضًا، وقد تطلب الحكومة العراقية الغاضبة من مقتل أحد قادة الميليشيات البارزين مغادرة القوات الأمريكية المتبقية في البلاد.
لكن الخطر الأكبر هو الخطر الذي يخشاه الرئيسان بوش وأوباما، حرب جديدة في الشرق الأوسط، وهذه المرة مع ترامب أمريكا كرائد رئيسي، طهران ممارس متمرس في الحرب غير المعلنة، وهي تقيس تأثير الاستفزازات والاعتداءات التي ترتكبها، لكن سوء التقدير من نظام يعاني من مشاكل متزايدة يمكن أن يشهد اندلاع صراع شامل وغيرها من الجهات الإقليمية الفاعلة مثل إسرائيل.