كشف المركز “العربي للتخطيط البديل” في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، عن طرح سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مخططا لبناء نفق سكة حديد تحت الأرض في مدينة القدس المحتلة يصل إلى تخوم المسجد الأقصى، مستغلة انشغال العالم بجائحة تفشي الفيروس التاجي.
وقال المركز المتخصص في مجالات الأرض, التخطيط والتنمية بالداخل المحتل، في تقرير له، صدر اليوم الأحد، إن المخطط أعلن عنه وبدأ التحضير له في فترة الطوارئ التي تم الإعلان عنها، مؤخرا، من قبل الحكومة الإسرائيلية خشية انتقال عدوى “كورونا”.
وأضاف، أنه جرى الإعلان عن قرار اللجنة القطرية للبنى التحتية الإسرائيلية الصادر عن جلستها يوم 17 آذار/ مارس الماضي بالمباشرة بتحضير المخططات تاتال 108 (أ) وتاتال 108، وكلاهما يتمتع بوضعية مفضلة تسمى “مخطط بنية تحتية قطرية”.
وبحسب المركز، فإن المشروع الأول يتعلق ببناء نفق سكة حديد تحت الأرض يصل ما بين غربي القدس ومنطقة باب المغاربة وصولا إلى تخوم المسجد الأقصى، بينما يتعلق الثاني ببناء سكة حديد فوق الأرض في أحياء القدس المختلفة.
وقال المركز: إن وزارة المواصلات الإسرائيلية عرضت بدائل تخطيطية أمام اللجنة القطرية للبنى التحتية خلال جلستها يوم 17 شباط/ فبراير الماضي، وأعلنت الوزارة أنها ستفحص البدائل ووضع المخططات التفصيلية.
وأضاف: “وعليه قامت اللجنة بنشر الإعلان عن تحضير المخططات المذكورة وفرضت قيودا بحسب بنود 77 و78 لقانون التنظيم والبناء، والتي تنص على تجميد إمكانية استصدار رخص بناء وتنفيذ أية أعمال ضمن حدود هذه المخططات خشية أن تعرقل تنفيذ المخطط لاحقا”.
وأشار المركز إلى أنه وفقا للفحص الأولي، تبين أنّ “النفق المزمع بناؤه يخترق الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس، في باطن الأرض، وبشكل محدد أحياء البلده القديمة وسلوان وأبو طور. وكما يبدو ستكون له تأثيرات جمّة على مجالات حياتية عديدة تخص هذه الأحياء يقوم المركز بمتابعتها ودراستها تباعا”.
ونوه إلى أنه “لا بدّ من التذكير هنا بأن مشروع بناء نفق القطار تحت الأرض وصولا إلى مشارف الحرم الشريف وحيّ سلوان ينضم إلى سلسلة مشاريع غامضة وخطيرة أخرى يتم تنفيذها بالخفاء في هذه المنطقة الحساسة، مثل (نفق الهيكل) الذي يمتدّ تحت أحياء البلدة القديمة ويهدد سلامتها واستقرارها، ومشروع (مدينة داوود) الذي تهدد منشآته المختلفة حيّ سلوان ومنطقة باب المغاربة.
وذكر أن مسار نفق القطار المقترح ضمن هذا المشروع يقع تحت مسار خط السلال الطائرة “التلفريك”, الذي تمت المصادقة عليه العام المنصرم كمشروع بنية تحتية قطرية, والذي يصل القدس الغربية مع منطقة الحرم القدسي الشريف تحت حجة تسهيل وصول السياح اليهود.
وأعلن المركز، أنه سيواصل متابعة المخطط والاطلاع على تفاصيله وتحليلها وتحديد الأضرار الناجمة عنه على الأحياء العربية, ونشر كل المعلومات ذات الصلة للجمهور حتى تتم مواجهة المخطط ومخاطره المادية والمعنوية.
وعلى مدى سنوات، حذرت مؤسسات فلسطينية متخصصة بشؤون القدس، من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى ربط هذه الحفريات بشبكة الأنفاق الممتدة من وسط بلدة سلوان والواصلة إلى أسفل المسجد الأقصى، بحيث تشكل هذه الحفريات والمركز التهويدي في حي وادي حلوة إحدى المداخل الرئيسية إلى شبكة أنفاق سلوان وشبكة الأنفاق أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى.
وأشارت إلى أن الاحتلال يسعى من خلال تلك الحفريات والأنفاق إلى تدمير وطمس المعالم الإسلامية العريقة في المحيط الملاصق للمسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس ، وتهويد المدينة، وتحويلها إلى حيّز يهودي استيطاني.