لم يكمل العامين ونصف العام من عمره في الحياة، إلا أنه قضاها بألم ومعاناة بعد قصف النظام السوري منزل ذويه في الغوطة الشرقية وهو في بداية حياته.
وجهه البريء وضحكته الجميلة رغم المعاناة والألم جراء إصابته بإعاقة حركية بنسبة 90% نتيجة القصف، تبشر بأن الطفل أحمد متمسك بالحياة.
كان أحمد قد انتقل من الغوطة الشرقية مع ذويه إلى إدلب، ومنها إلى تركيا مع والده من أجل تلقي العلاج.
ورغم أن علاجه توقف حالياً بسبب وباء كورونا، فإنه مستعد لاستكماله بعد عودة الحياة لطبيعتها.
أحمد ووالده يأملان بأن يتم لم شمل العائلة، وأن يلتقيا بالأخت والوالدة اللتين بقيتا في إدلب.
يقول والد أحمد، محمد حميدان، في حديثه لـ”الأناضول”: حضرت معه كمرافق فيما بقيت أخته وعمرها 5 سنوات ووالدته في إدلب.
وعادة ما يقوم والد أحمد بإجراء مكالمات فيديو عبر الهاتف مع زوجته وابنته ماريا، ليسعد ابنه الذي تظهر على وجهه علامات فرحة كبيرة وتسمع ضحكاته عندما يراهن وكأنه يأمل بلقائهن في أقرب وقت.
ويروي حميدان قصة طفله منذ البداية إلى النقطة التي وصل إليها، والمراحل المتبقية من علاجه، مشيراً إلى أنه يعتقد بأنه يتمتع بعقل سليم من خلال فرحه وحزنه، ومعرفته القريب من الغريب.
ويوضح حميدان أنه بعد ولادة أحمد نهاية عام 2017 بنحو 15 يوماً، حصل قصف على المبنى الذي كنا نقطن فيه في الغوطة الشرقية ما تسبب بنزف في دماغه.
ويضيف: في ظل ظروف الحصار لم يكن هناك علاج في الغوطة، إلى حين تهجيرنا إلى إدلب في أبريل 2018، هناك عرضته على أطباء حاولوا علاجه بعدة علاجات عادية وأخرى فيزيائية لكنه لم يستفد منها.
ويتابع حميدان: في نهاية العام الماضي، وبعد أن بلغ أحمد من العمر عامين، قدمنا إلى تركيا من معبر باب الهوى الحدودي.
ويردف: دخلنا مدينة أنطاكيا (جنوب)، ومنها جرى تحويلنا إلى إسطنبول، وتم استقبالنا هنا وقدموا لنا علاجاً مجانياً، ولكن بسبب ظروف وباء كورونا توقف العلاج مؤقتاً.
وحول حالة أحمد يقول حميدان: إن الأطباء شخصوا الحالة بنزف دماغي تسبب له بعجز عن التحكم الحركي.
ويوضح أنه تم وضع خطة علاج له بداية بعمل جراحي بمنطقة الحوض، لأن لديه انزلاق بغضاريف الورك، ولكنهم أجلوها بسبب الظروف التي طرأت في ظل جائحة فيروس كورونا.
ويشير حميدان إلى أنه كانت هناك مراحل أخرى لم نصل لها، يمكن لاحقاً أن تكون هناك جلسات أكسجة، أو عملية في الدماغ لإزالة الخثرات.
ويتابع أنه حسب ما تم إبلاغه، فإن العلاج يمتد على المدى الطويل من الممكن لعام أو عامين حسب استجابة الجسد؛ لأن هناك إعادة تأهيل وتعليم كيفية الوقوف على المشي والحركة.
وبين حميدان أن أحمد إلى الآن لا يستطيع التحرك، ولا الزحف، وحتى الطعام يبتلعه بصعوبة فتحتاج الوجبة منه ساعة على الأقل من أجل تناولها، لذلك هو بحاجة لرعاية مكثفة.
لكن حميدان متفائل بإمكانية تعافي أحمد قائلاً: ذهنياً هو جيد؛ الأمر الذي يدفعنا للبحث عن علاج، فهو غير بقية المرضى ممن لهم ضمور دماغي، ونأمل بأن يتعافى الطفل بجهود الأطباء والحكومة التركية مشكورة.
ويتحدث عن المعاناة والصعوبات التي تواجهه كونه يقوم برعاية أحمد وحيداً بالقول: أقوم بكل ما سبق وحدي، لأن زوجتي ليست هنا.
ويتابع حميدان: أهتم بأحمد على مدار الساعة، وخلال النوم يجب أن أكون مستيقظاً دائماً؛ لأنه ينقلب على جهة أخرى، مما قد يؤدي إلى اختناقه أثناء النوم.
ويقول: بعد كورونا ستكون لدينا رحلة العلاج نتابعها، ووجودي وحدي هنا صعب، كما أن وجود أم الطفل وأخته سيساعد على تحسن الحالة النفسية للطفل ويساهم في علاجه.
ويردف: لا أستطيع العمل لأني لا أترك أحمد وأصبح لدي مصروفي عائلتين واحدة في إسطنبول والأخرى في إدلب من دون دخل.
وحول محاولات إحضار زوجته وابنته يقول حميدان: قدمت طلباً لمعبر باب الهوى من أجل لم الشمل، فطلبوا إحضار جوازات سفر، وهذا أمر مستحيل لأنها من عند النظام والعائلة في إدلب.
ويتابع: قدمت طلباً لدى إدارة الهجرة التركية، ولكن حالياً أغلقت الحدود بسبب كورونا.
ويناشد حميدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية بمساعدته لإحضار زوجته وابنته للم شمل العائلة والعناية بابنه أحمد.