أبدت قيادات فلسطينية في تصريحات رفضها القاطع لإجراءات “ضم” الضفة الغربية من قبل الكيان الصهيوني، مطالبين قيادة السلطة الفلسطينية بوقف تنسيقها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، والكف عن ملاحقة أشكال المقاومة كافة.
وفي 20 أبريل/ نيسان الماضي، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب “أزرق ـ أبيض” بيني غانتس، اتفاقا لتشكيل حكومة وحدة طارئة، يتناوب كل منهما رئاستها، على أن يبدأ نتنياهو أولا لمدة 18 شهرا.
ويعتزم نتنياهو، طرح مشروع قانون لضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة مطلع يوليو/ تموز المقبل، وتشير تقديرات فلسطينية أن الضم سيصل إلى أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.
“حماس”: أمريكا شريك في العدوان
الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حازم قاسم إن “القرار الإسرائيلي بضم الضفة الغربية، يؤكد الإجماع الصهيوني على استمرار منطق الهيمنة، والتوسع لكل مكونات الأحزاب الصهيونية”.
وأضاف: “قرار الضم يؤكد تعاظم حجم المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية بعد إعلان صفقة القرن، وخاصة ما تواجهه الضفة الغربية”.
وزاد بالقول: “الولايات المتحده ستكون شريكة في العدوان على شعبنا في حال تم تنفيذ قرار الضم”، مستدركاً: “الفلسطينيون سيقاتلون حتى طرد الاحتلال وأدواته الاستيطانية من كامل الأرض الفلسطينية، والمنطقة (ج) هي جزء من الضفة الغربية، وبالتالي لا دولة فلسطينية دونها”.
ودعا “قاسم” إلى ضرورة “وقف العدوان المتواصل على أرض الضفة الغربية”، مشدداً على أن “الموقف الفلسطيني يحتاج لإجماعٍ وطني، ولتصعيد مقاومة شاملة في الضفة الغربية”، مطالباً “قيادة السلطة الفلسطينية بوقف تنسيقها الأمني مع جيش الاحتلال الصهيوني، وملاحقتها لكافة أشكال المقاومة”.
وأكد “قاسم” على أن “الشعب الفلسطيني المقاتل والمقاوم هو الذي سيحسم المعركة لصالحه، وسيطرد المحتل ومستوطنيه من كامل أرض الضفة الغربية الثاثرة”.
الجبهة الشعبية: السياسة الصهيونية قائمة على القضم
من جانبه، أكد القيادي في الجبهة الشعبية “ذو الفقار سويرجو”، أن “عملية الضم الصهيونية لأراضي الضفة الغربية ليست مفاجئة، فسياسة الاحتلال قائمة على القضم المتدرج للأراضي الفلسطينية”.
ويرى “سويرجو” أن المشكلة ليست في قرارات الضم، لأن هذه القرارات تفرض نفسها بقوة الاحتلال، وإنما في كيفية مواجهة الفلسطيني لها”.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية: “القادم صعب خاصة أن الفلسطيني في الميدان وحيداً يقارع الاحتلال بكل السبل، فيما العالم مشغول بوباء كورونا، والعالم العربي على أبواب مرحلة من التطبيع، بل ومباركة سياسة الاحتلال”.
وشدد “سويرجو” على أن “عملية ضم الضفة الغربية لن تكون سهلة وبسيطة، فهناك معيقات تتعلق بالداخل الفلسطيني، وتحتاج إلى استفتاء أكثر من 50 بالمئة، وفي الكنيست على أكثر من ثلثي الأصوات، وهذا أمر أعتقد أن من الصعب تحقيقه”.
وأضاف: “العقبة الثانية، تتمثل بالموقف الأمريكي الديمقراطي حتى اللحظة، الذي لا يعترف بكل الخطوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية، دون أن نغفل موقف الاتحاد الأوروبي بعدم اعترافه بأي تغييرات من جانب واحد”.
وحول الموقف العربي من قرار الضم، قال إن “الموقف العربي يرفض الضم ولن يجرأ أحد أن يتحدث عن العملية، ويبقى الشيء الأساسي للمواجهة، في الموقف الفلسطيني العملي الجامع والموحد، ولكن هذا يحتاج إلى حالة من التوافق الداخلي”.
الجهاد الإسلامي: تحويل الضفة لـ”يهودا والسامرة”
من جانبه، قال أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن “ضم الضفة الغربية تعتبر ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “العدوان مستمر على الشعب الفلسطيني، والذي يستهدف قضيته وأرضه، وبالتالي من الطبيعي أن يأتي ضم الضفة الغربية في سياق تنفيذ بنود صفقة القرن، التي يرعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتيناهو، والهدف دائماً تحويل الضفة الغربية إلى يهودا والسامرة وتفريغ الضفة من أهلها، وتهويد المسجد الإبراهيمي، كما تم تهويد الكثير من المناطق في القدس المحتلة”.
وحول سبل مواجهة قرار الضم، قال المدلل: “في ظل الانقسام الفلسطيني، لن يتورع نتنياهو في أن يمارس جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، فالانقسام والتطبيع يعطيان الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية، والمطلوب أن تقوم السلطة الفلسطينيية بسحب الاعتراف بالعدو الصهيوني، وإنهاء العمل باتفاقية أوسلو، وتفعيل المقاومة الشعبية، لأنه يجب على الاحتلال أن يشعر أن احتلاله مكلف وألا يشعر بالأمن والأمان، بل يجب أن يشعر بعدم الاستقرار من خلال انتفاضة شعبية عارمة وإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية”.
ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحاته لـ “قدس برس”: “الدول العربية أن تتحمل مسؤولياتها بوقف العلاقات مع العدو الصهيوني”، التي وصفها بـ”المخجلة والمخزية”.
“حلوم”: أوسلو أحد أسباب الضم
القيادي السابق في حركة فتح الدكتور “ربحي حلوم”، أكد أن “الجهود الإسرائيلية متواصلة وبلا توقف للتوسع والضم والتهويد، أي ضم ما تبقى من الضفة للكيان الإسرائيلي، وهذا الأمر ليس بجديد.
وقال: “الخطوات بدأت من خلال إحلال القانون الاسرائيلي فيها، وتعميم مفهوم يهودية الدولة، أو الاعتراف بدولــة البانتوستانات الفلسطينية، تحت الهيمنة الإسرائيلية”.
وأشار السفير الفلسطيني السابق، إلى أن الجرأة الإسرائيلية لضم أراضي الضفة الغربية، كان سببها الرئيس اتفاقية أوسلو، وأضاف: “بعد الاتفاقية المشؤومة، فإن الاستيطان بالضفة الغربية تضاعف 12 مرة، عما كان عليه قبل أوسلو، لافتاً إلى أن “حالة الردة والتنسيق الأمني الذي تتولاه السلطة الفلسطينية بكل أركانها يعطي دليلاً واضحاً على أنها متورطة في أي قرار إسرائيلي لضم الضفة الغربية، طالما بقيت صامتة ولم تحرك ساكناً”.