– المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية وثقت 4168 معتقلاً ومختطفاً في آخر تقرير صادر عنها
– المعموري: تغييب العراقيين لم يتم على أيدي المليشيات والفصائل المسلحة فقط، بل تم على أيدي أجهزة الدولة الرسمية
– الطائي: عدد المختفين قسراً بين عامي 2014 و2017 بلغ 16 ألفاً
– مكي: اعتدال ميزان العراق رهن برفع الظلم ورد المظالم
أطلق مئات الناشطين والمدونين والصحفيين العراقيين وسم “وينهم” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تساءلوا فيه عن مصير عشرات آلاف المغيبين قسراً في السجون العلنية والسرية العراقية.
ويعتبر ملف المغيبين من الملفات الشائكة في العراق، بسبب ارتباط بعض من تم تغييبهم بفصائل مسلحة نافذة في الدولة، حيث مارست بعض هذه الفصائل عمليات قتل واختطاف خارج القانون، ولبعضها سجون سرية تحدثت عنها تقارير أممية وأخرى صحفية.
ويعتبر رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي أول رئيس وزراء يجرؤ ويتحدث علانية عن هذا الملف الذي عادة ما يناقش في اجتماعات مغلقة، وتشكل له لجان تحقيق لا تصل إلى نتائج في العادة، أو لا يعلن للرأي العام ما توصلت إليه، وخلال زيارته لمقر وزارة الداخلية، ولقائه وزيرها عثمان الغانمي والمسؤولين فيها، وجه الكاظمي بضرورة الإسراع في الكشف عن مصير المخطوفين والمغيبين، بحسب بيان صادر عن مكتبه، بتاريخ 24 مايو الجاري.
تدخل أممي
وكانت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، قدمت إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، في سبتمبر الماضي، تضمن الإشارة إلى وجود آلاف المغيبين والمخطوفين قسراً؛ الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لتشكيل فريق دولي للتحقيق في مصيرهم، وقد حصل الفريق على معلومات دقيقة عن ملف المغيبين والمخطوفين من قوى سياسية عراقية ومنظمات حقوق الإنسان.
كما دعت، أليس وولبول، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، الحكومة إلى التحقيق في حالات الاختفاء القسري والإعلان عن مصير المفقودين، وقالت في كلمة أمام تجمع لإحياء اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري: إن أسر ضحايا الاختفاء القسري تستحق معرفة الحقيقة.
وأكدت وجود العديد من الأشخاص الذين اختفوا في العراق خلال عقود من النزاع المسلح، الذين ما زال مصيرهم ومكانهم مجهولين، مشيرة إلى أن البحث عن أولئك الذين اختفوا هو بحث عن الحقيقة التي تعتبر تعويضاً وحيداً يمكن تقديمه لهم.
وأوضحت وولبول أن مجلس الأمن تبنى أول قرار له على الإطلاق بشأن الأشخاص الذين أبلغ عن فقدانهم أثناء نزاع مسلح، حيث يدعو هذا القرار أطراف النزاع المسلح بفاعلية إلى البحث عن المفقودين، والإبقاء على التواصل مع أسرهم، وانتشال الموتى، وتسجيل وتحديد مواقع الدفن، وتسجيل وإخطار أُسر المحتجزين.
ودعت وولبول الحكومة العراقية إلى التحقيق في جميع حالات الاختفاء، وكشف مصير المفقودين وأماكن وجودهم وإعادة المحتجزين إلى أسرهم، وتحديد المسؤولين عن عمليات الاختطاف والقتل ومحاكمتهم.
من جهتها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن العراق لديه أكبر الأزمات المتعلقة بالمفقودين بسبب النزاعات والعنف، وقالت رئيس وفد العراق للجنة، كاترينا ريتز، في بيان صادر بتاريخ 30 أغسطس 2019: إن العراق لديه واحدة من أكبر الأزمات المتعلقة بالأشخاص المفقودين في العالم، بسبب النزاعات وأعمال العنف المستمرة منذ عقود، مشيرة إلى أن كل أسرة عراقية تتأثر بتلك الأزمة أو تعرف أحد المفقودين.
المغردون يتساءلون
ينقسم المغيبون والمختطفون إلى ثلاث فئات، بحسب الحوادث التي مر بها العراق؛ الفئة الأولى هم الذين تم اختطافهم واعتقالهم بعد احتلال العراق عام 2003، وبعد أحداث الحرب الطائفية التي اجتاحت العراق عام 2005.
أما الفئة الثانية فهم الذين تم تغييبهم عام 2014 إبان احتلال “تنظيم الدولة” (داعش) لمساحات واسعة من العراق، وبعد تحرير المحافظات من قبل الجيش العراقي وفصائل هيئة الحشد الشعبي عام 2017.
والفئة الثالثة هم الذين تم اختطافهم وتغييبهم بعد اندلاع المظاهرات العراقية في أكتوبر 2019، التي خرج فيها عشرات آلاف العراقيين للشوارع، مطالبين بالتغيير وتنحية الطبقة السياسية التي حكمت العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، محملين إياها مسؤولية ما آلت إليه أحوال البلاد من فساد وتراجع في الخدمات، وانتشار للسلاح خارج سلطة الدولة.
ولم تنشر الحكومة العراقية أرقاماً رسمية توثق عدد المختفين، فيما وثقت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية 4168 معتقلاً ومختطفاً في آخر تقرير صادر عنها.
الصحفي العراقي حازم المعموري، وأحد المساهمين في إطلاق وسم “وينهم”، وله أربعة من الإخوة المعتقلين، قال لـ”المجتمع”: إن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بات أحد أهم منابر التعبير عن الرأي، وأفضل وسيلة لإيصال صوت المظلومين للمعنيين في حكوماتهم، وللرأي العام الدولي.
وأضاف: ومن هذا المنطلق اتفق مجموعة من الصحفيين والنشطاء العراقيين على إطلاق الوسم، بعد أن كتبت العشرات من المقالات والتقارير التي تطالب الدولة بمعالجة هذه القضية.
وتابع المعموري: ولعل ما يدل على أن هذه القضية من أهم ما يشغل العراقيين اليوم، هو وصول الوسم إلى “الترند” العالمي بعد مضي أقل من 24 ساعة على إطلاقه، ولا يزال التفاعل مستمراً على مختلف المنصات.
المعموري أكد، في حديثه، أن قضية المعتقلين والمختطفين لا تقتصر على المرحلة المحصورة بين عامي 2014 – 2017، رغم أن المغردين يركزون على هذه الفترة، فأثناء حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي تم اعتقال العديد من أهالي بغداد وضواحيها، وخلال الحراك الجماهيري الذي سبق عام 2014 تم اعتقال المئات من الشباب والناشطين، وخلال حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي تم اعتقال النازحين في أنحاء مختلفة من العراق.
وأضاف أن تغييب العراقيين لم يتم على أيدي المليشيات والفصائل المسلحة فقط، بل تم على أيدي أجهزة الدولة الرسمية، وقضية إخوتي الأربعة الذين اعتقلوا بتاريخ 27/ 3/ 2014 من منطقة زيونة في العاصمة بغداد نموذج على هذا الأمر، حيث اعتقلتهم قوة عسكرية رسمية بعد أن تم قطع المنطقة وإغلاق شبكة الهاتف النقال، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وهذه الممارسة من فعل الحكومة.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”ar” dir=”rtl”>أربعة من أخوتي يعتقلون ويغيبون، ومن تاريخ 2014 لليوم، مو كافي تغيبوهم، رجعوهم لاهلهم لأولادهم لزوجاتهم .<a href=”https://twitter.com/hashtag/%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#وينهم</a> <a href=”https://t.co/gIcQJA0vBr”>pic.twitter.com/gIcQJA0vBr</a></p>— حازم المعموري (@hazem_almamori) <a href=”https://twitter.com/hazem_almamori/status/1266492234175840261?ref_src=twsrc%5Etfw”>May 29, 2020</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}
الكاتب والباحث العراقي، مجاهد الطائي، اعتبر أن معرفة مصير المغيبين فرصة لإعادة شيء من هيبة الدولة، وقال في تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”: إن عدد المختفين قسراً بين عامي 2014 و2017 بلغ 16 ألفاً من محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وبابل ونينوى وغيرها، وإلى الآن لا يعلم أحد مصيرهم حتى مدير المخابرات والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء الكاظمي.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”ar” dir=”rtl”>عدد المختفين قسرا بين عامي 2014 – 2017 بلغ 16 ألف من محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وبابل ونينوى وغيرها، وإلى الآن لا يعلم أحد مصيرهم حتى مدير المخابرات والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء! ( <a href=”https://twitter.com/hashtag/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B8%D9%85%D9%8A?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#الكاظمي</a>). معرفة مصيرهم فرصة لاعادة شيء من هيبة الدولة.<br>شاركوا بهاشتاگ <a href=”https://twitter.com/hashtag/%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#وينهم</a></p>— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) <a href=”https://twitter.com/mujahed_altaee/status/1266497197899726848?ref_src=twsrc%5Etfw”>May 29, 2020</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}
د. لقاء مكي، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، يرى أن اعتدال ميزان العراق رهن برفع ما وصفه في تغرديته بـ”رفع الظلم ورد المظالم”، معتبراً أن تحقيق هذه الغاية لا يزال بعيداً؛ ما دام آلاف العراقيين مغيبين منذ سنوات، على أيدي المليشيات، حسب تعبيره.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”ar” dir=”rtl”>لن يعتدل ميزان العراق، وموازينه قبل رفع الظلم ورد المظالم. وكل ذلك بعيد مادام آلاف العراقيين مغيبون منذ سنوات، على أيدي الميليشيات. <a href=”https://twitter.com/hashtag/%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#وينهم</a></p>— د. لقاء مكي (@azzawil) <a href=”https://twitter.com/azzawil/status/1266504317189545985?ref_src=twsrc%5Etfw”>May 29, 2020</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}
مركز جرائم الحرب الحقوقي، الذي يعمل على توثيق الانتهاكات في العراق، دعا في تغريدة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحرك سريعاً بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية لمعالجة هذا الملف.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”ar” dir=”rtl”>ملف المغيبين في العراق لم يعد يتحمل السكوت عنه، على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك سريعا بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية البحث عنهم.<a href=”https://twitter.com/hashtag/%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#وينهم</a><a href=”https://twitter.com/hashtag/%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B0%D9%88%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%86_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%86?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#انقذوا_المعتقلين_والمغيبين</a><a href=”https://twitter.com/hashtag/%D8%A7%D8%B7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#اطلقوا_سراح_المعتقلين_في_العراق</a> <a href=”https://t.co/7o6g9nqaOh”>pic.twitter.com/7o6g9nqaOh</a></p>— مركز جرائم الحرب (@IWDCiraq) <a href=”https://twitter.com/IWDCiraq/status/1266507914644271104?ref_src=twsrc%5Etfw”>May 29, 2020</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}
جدير الذكر، أن التغييب والاختطاف والاعتقال في العراق شمل جميع العراقيين على اختلاف انتماءاتهم، ولم يستثنِ الجغرافية العراقية بكل امتدادها، ويؤكد الكاتب والباحث العراقي حسين السبعاوي، في تغريدة، أن وسم “وينهم” يسأل عن المغيبين في كل مكان بالعراق مهما كانت طوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم.
{source}
<blockquote class=”twitter-tweet”><p lang=”ar” dir=”rtl”>نحن نسأل عن المغيبين في كل مكان في العراق مهما كانت طوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم، أما من يسأل عن فئة بعينها فليته يسكت، نسأل عن المغيبين في الموصل وديالى والانبار وبغداد والبصرة والكوت والنجف وكركوك …. الخ <a href=”https://twitter.com/hashtag/%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85?src=hash&ref_src=twsrc%5Etfw”>#وينهم</a> <a href=”https://t.co/op2GeykOkJ”>pic.twitter.com/op2GeykOkJ</a></p>— حسين صالح السبعاوي (@husein_alsabawi) <a href=”https://twitter.com/husein_alsabawi/status/1266652255874191361?ref_src=twsrc%5Etfw”>May 30, 2020</a></blockquote> <script async src=”https://platform.twitter.com/widgets.js” charset=”utf-8″></script>
{/source}