توفي منذ أيام رئيس قسم الفقه بمعهد عبدالرحمن السميط الديني في دولة الكويت الداعية المصري الشيخ حمدي علي الجوهري، عن عمر ناهز الـ60 عاماً، متأثراً بعارض صحي، بعد مسيرة حافلة قضاها في الدعوة والتعليم.
عمل الشيخ الراحل في دولة الكويت قرابة 26 عاماً واعظاً ومعلماً، ونعته إدارة التعليم الديني والمعاهد الدينية التابعة لها عبر صفحتها على “تويتر” قائلة: أحر التعازي والمواساة في وفاة المربي الفاضل الأستاذ حمدي علي الجوهري الذي وافته المنية بجمهورية مصر العربية متأثراً بعارض صحي، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ولد الشيخ الراحل في 7 رجب 1380هـ/ 25 ديسمبر 1960م بقرية العرين التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية.
نشأته وتعليمه:
نشأ، رحمه الله تعالى، في حضن والده الذي كان يتسم بالحكمة ورجاحة العقل مما كان له بالغ الأثر في حياة الشيخ حمدي، خاصة أنه الابن الأخير لوالد بلغ الستين عاماً؛ فتعلق الأب بابنه وتعلق الابن بأبيه، فاستقى من خبرة أبيه ومن تجارته معه الخبرة والفطنة في مختلف مواقف الحياة.
ألحقه والده بالكتَّاب فأتم حفظ القرآن الكريم، ثم ألحقه بالأزهر الشريف فتخرج في كلية أصول الدين بالقاهرة قسم التفسير عام 1404هـ/ 1984م، وفي آخر عمره أخذ الشيخ إجازة برواية حفص عن عاصم على يد الشيخ المجيز يوسف قطب الكومي بدولة الكويت؛ مما كان له الأثر الكبير في تعلقه بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة ودراسة.
حياته العلمية والدعوية:
عُين الشيخ، رحمه الله تعالى، بعد تخرجه في جامعة الأزهر إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف المصرية، فقام بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، متبعاً منهج الصحابة والتابعين وفق ما حباه الله تعالى من حسن المنطق وبساطة الأسلوب في إفهام البسطاء والمثقفين، ولم يدخر وسعاً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وكان محارباً للبدعة وما يقع فيه الناس من مخالفات شرعية كإقامة الموالد والاحتفال بالأولياء والتوسل بالموتى والاختلاط بين الرجال والنساء في الأعراس وغيرها، فكان لحلاوة منطقه وجمال لفظه الأثر العظيم في قبول القلوب وتحسين سلوكها، صاحب عقيدة يتبع فيها سلف الأمة وصالحيها، ويثني كثيراً أصحاب الفضيلة والعلماء كابن بازٍ، وابن عثيمين رحمهما الله تعالى.
أسفاره:
أول ما سافر الشيخ، رحمه الله تعالى، إلى المملكة العربية السعودية، حيث عمل بها مدرساً، ثم عمل بمجمع الملك فهد، رحمه الله تعالى، لطباعة المصحف الشريف، ثم ارتحل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فعمل إماماً وخطيباً بأحد مساجدها، وبعد قرابة السنتين قدم إلى دولة الكويت عام 1994م للعمل بوزارة التربية، فالتحق بمعهد الفحيحيل الديني معلماً للعلوم الشرعية، إلى أن تمت ترقيته فقَدِم إلى معهد عبدالرحمن السميط عام 2003م رئيساً لقسم الفقه حتى لقي ربه يوم الخميس 2 يوليو 2020.
صفاته:
كان الشيخ حمدي ذا خلق كريم، طيب النفس مخموم القلب لا غل ولا حسد، محباً لإخوانه، من تعامل معه أحبه عملاً أو سكناً، مبادراً للمصالحة إذا جرى بينه وبين أحد مجافاة، ناصحاً أميناً هاشّاً باشّاً صاحب دعابة يدخل السرور على من حوله، متسماً بالتواضع الجم، يقبل على الصغير والكبير، مسارعاً في قضاء حوائج من قصده وحل مشكلاتهم بحكمة واقتدار، مستفيداً مما وهبه الله تعالى من الفطنة التي سخرها لخدمة إخوانه فأجرى الله على يديه لهم الخير الكثير.
حياته في مهنتي التدريس والدعوة بالكويت:
كان، رحمه الله تعالى، في رئاسة قسم الفقه ذا حكمة بالغة وفطنة حاضرة في التعامل مع الموجهين والمعلمين والمتعلمين، متعاوناً في عمله مع رؤسائه ومديريه خاصة مديري معهد عبدالرحمن السميط بدءاً من الأستاذ محمد سالم الراشد، ثم الأستاذ حسين الحاتم، ثم الأستاذ سلطان الزعبي، وعلى رأس الإدارة مدير إدارة التعليم الديني الأستاذ أنور العبدالغفور، وكانوا وما زالوا يثنون عليه رحمه الله تعالى.