قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية: إن “المقاومة المسلحة تقع ضمن الأولويات الإستراتيجية للحركة، وإن الاحتلال الإسرائيلي ليس له مستقبل في فلسطين”.
وبيّن هنية، خلال لقائه شخصيات تمثل اللاجئين الفلسطينيين والقوى الوطنية في لبنان، أمس الجمعة، أن “المقاومة المسلحة هي إستراتيجية لتحرير كل فلسطين، وليس فقط لتحقيق الردع أو مجرد الدفاع عن غزة”، مؤكدا أن أي مقاربة تتفق عليها “حماس” مع بقية الفصائل الفلسطينية لن تمس المقاومة المسلحة، وزاد، “نتفق على كافة أشكال المقاومة بما فيها الشعبية، لكن ليس على حساب المقاومة المسلحة”.
وأضاف: “نلتقي اليوم في لبنان وغدا في فلسطين، ولا يوجد قوة في العالم تستطيع أن تمنعنا من العودة إلى فلسطين”، لافتا إلى “ارتقاء مستوى المقاومة الفلسطينية، وتطور منظومة الصواريخ التي تمتلكها المقاومة”.
ورأى هنية أن مسار التفاوض منذ “اتفاق أوسلو” وصل إلى طريق مسدود، مستشهدا بما قاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الخميس، من تنكر من قبل الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي لكل وعودهم.
وأكد هنية أن أولوية “حماس” بانتهاج استراتيجية مراكمة القوة، والمقاومة بكافة أشكالها أين ما أمكن، مبينا أن “تمسك فلسطينيي الشتات بحق العودة ورفض الوطن البديل مقاومة”، مضيفا: سيأتي الوقت الذي نلتقي فيه داخل فلسطين.
وبين هنية أن الأولوية الاستراتيجية الثانية التي تتمسك بها “حماس”، هي عدم التفريط بأي حق أو ثابت من ثوابت القضية الفلسطينية، وعلى رأسها “عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها، من رأس النقب إلى أم الرشراش”، مجددا التأكيد على عدم الاعتراف بـ”إسرائيل”.
ولفت هنية إلى أن “حماس” تلتقي مع الفصائل على بعض البرامج، دون التنازل عن أي شبر من فلسطين، ودون الاعتراف بالاحتلال.
الوحدة الوطنية
أما الأولوية الثالثة لـ”حماس” وفقا لهنية، هي تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتحصينها، “لأن مواجهة التحديات الفلسطينية يكون بالوحدة الوطنية”.
وبين هنية أن اجتماع الفصائل اتفق على تشكيل قيادة وطنية للمقاومة الشعبية، وتشكيل لجنة لتحديد آليات الاتفاق على إعادة ترتيب المنظمة الفلسطينية وإعادة انتخاب مجلس وطني جديد، وبحث آليات إنهاء الانقسام.
وثمن هنية دور حركة التحرير الوطني “فتح” الوطني وباقي الفصائل الفلسطينية، في الوصول إلى تفاهمات من شأنها التقدم نحو توحيد الموقف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
وأكد هنية: ” الوحدة لن تكون بين الضفة وغزة فقط، بل بين الداخل والخارج أيضا، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني واحد، وأن الدور المنتظر لفلسطيني الخارج لا يقل شأنا عن دور فلسطينيي الخارج”.
وأوضح أن الأولوية الرابعة للحركة هي تشكيل موقف عربي إسلامي يتصدى للتطبيع مع الاحتلال، ويوقف محاولات “أسرلة المنطقة العربية”.
وقال هنية: مررنا سابقا بمراحل ضعف لكن دائما كنا نعود ونحدد ما نريد، ونفرض شروطنا.
وأوضح: “قضيتنا فلسطينية عربية إسلامية إنسانية، ويجب أن نحشد الرأي العام لمساندتنا”.
ولفت هنية إلى أن الحق الفلسطيني لا ينتهي بالتقادم، وأن الفلسطينيين لن ينسوا المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الاحتلال لن يفلت من العقاب.
وشدد هنية على الشعب الفلسطيني لن ينسى حقه، وأن المجازر التي ارتكبت في دير ياسين، وخان يونس وكافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي خارج فلسطين ستبقى في ذاكرة الأجيال، وبين أن الانتقام من العدو الصهيوني لن يكتمل إلا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، وطرد المحتل من كل فلسطين.
وأشاد هنية بالموقف اللبناني المدافع عن القضية الفلسطينية، ودوره في إسناد المقاومة الفلسطينية.
وبين أن الظروف التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أصعب من غيرها، وأن الفصائل الفلسطينية ومنها “حماس” تتحمل مسؤولياتها وتتحرك في كافة المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبية والرياضية، مؤكدا أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان شغلت حيزا واسعا من النقاشات التي عقدها وفد “حماس” مع المسؤولين اللبنانيين، وأنهم طالبوا بتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في المخيمات، داعيا كافة الفصائل إلى التعاون في تحسين مستوى المعيشة في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وختم هنية: “شعبنا الفلسطيني المخلص في مخيمات لبنان، يحتاج منا إلى وقفة، مبينا أن “حماس” قررت تخصيص مليون دولار لتنفيذ مشاريع للمخيمات الفلسطينية في لبنان”.