وجهت السيدة كوثر الجوعان رسالة مفحمة ومليئة بالدروس والعبر للسفيرة الأمريكية بالكويت، رداً على تغريدات نشرتها الأخيرة في حسابها بـ”تويتر” تنتقد الحريات العامة في الكويت، وبالأخص حقوق المرأة الكويتية، وكيف أنها حقوق منتقصة! السيدة الجوعان أخذتها الحمية الوطنية المدفوعة بالمشاعر الدينية، والمدعومة بادراك ومعرفة واقع حقوق النساء في الولايات المتحدة الأمريكية ومدى معاناة النساء هناك من ضياع الكثير من حقوقهن، ومقارنة كل ذلك بتكريم الإسلام للمرأة المسلمة ودعم حقوقها أمام الرجل! فوجهت هذه الرسالة للسفيرة الأمريكية ننقلها هنا بتصرف:
الولايات الأمريكية المعروفة بأنها بلد العمل بمبادئ حقوق الإنسان، إلا أن الواقع يخالف ذلك، وهذا ما لمسته أثناء زيارة رسمية لي ضمن برنامج دولي، حيث استمعت إلى التمييز الواضح بين البيض والسود، وفروقات الراتب بين الرجل والمرأة في الوظيفة نفسها، ومشكلات الطلاق والحضانة التي تعاني منها المرأة الأمريكية.
وبعد سرد بعض الملاحظات ختمت بالعبارات التالية: “لقد كفلت لنا شريعتنا الإسلامية من حقوق وواجبات قبل أن ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة! كما كفل لنا دستورنا الكويتي كل الحقوق المتساوية في المراكز القانونية المتماثلة بخلاف الوضع في الولايات الأمريكية”.. ثم طالبت السفيرة بأن يتضمن تقرير الخارجية الأمريكية تقريراً عن وضع الأقليات في أمريكا! انتهى.
بعض مثقفي العرب والمسلمين يعتبرون أمريكا قبلةً لهم في احترام حقوق الإنسان، ويتندرون على من ينتقد أمريكا في شيء! وإذا حاول ناشط سياسي انتقاد سلوك اجتماعي هناك، أو السياسة الخارجية لأمريكا سخروا منه بقولهم يركب سيارة أمريكية ويدرس في جامعات أمريكا ثم ينتقد سلوكهم! هذه الانهزامية النفسية هي سبب وجود ظاهرة المثقف المتخلف في مجتمعاتنا!
أمريكا تحارب الإرهاب في كل مكان، لكنه إرهاب وفق مفهومها، فاطلاق صاروخ من طائرة مسيرة على سوق أفغانية يحصد العشرات من الأنفس بحجة قتل أحد المجاهدين أمر مبرر عند بعض مثقفينا المتخلفين، لكن إطلاق صاروخ “القسام” رداً على اعتداءات الصهاينة هو الإرهاب بعينه!
رسالة السيدة الجوعان للسفيرة الأمريكية هي لفت نظر للأمريكيين، مفادها انشغلوا بأنفسكم، وأصلحوا شؤونكم، وعالجوا مشكلاتكم الداخلية بينكم، قبل أن تستبيحوا حرمات الشعوب الأخرى بحجة إصلاح أوضاعها!
د. حمادة والبضاعة الكاسدة
يبدو أن البعض من الذين يمارسون الكتابة الصحفية منذ فترة طويلة أو الذين يكتبون بشكل يومي يعانون من قلة المواضيع التي تصلح لأن يكتب عنها، فتجد بعضهم يفتح “جوجل” وينقل منه الغث والسمين علَّ وعسى أن يصيب خبط عشواء! وإن لم يسعفهم “جوجل” كتبوا يشتمون جماعة الإخوان المسلمين بالطالعة والنازلة، كما يفعل حبيبنا د. عبدالمحسن حمادة، الذي دائماً يعلق مشكلات العالم على هذه الجماعة التي لم يبق منها إلا اسمها، لكنه اسم يقضّ مضاجعهم! حتى سئم الناس من هذا الموضوع، الذي يفترون فيه على الجماعة في كتاباتهم بشكل مفضوح! وإذا الله عطانا وإياكم عمراً ستسمعون هاليومين من يحمل مسؤولية محاولة انقلاب الأردن للإخوان، كما حملوهم مشكلة السفينة التي جنحت وأغلقت قناة السويس فاتهموهم بالتسبب بإغلاق القناة!
_______________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.