أعلنت الرئاسة الكازاخية، اليوم الأربعاء، أن الحكومة قدمت استقالتها للرئيس قاسم جومرات توكاييف، وجاء ذلك في محاولة لتهدئة غضب المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على ارتفاع الأسعار والأداء الحكومي، وفق ما ذكر موقع “الجزيرة نت”.
ونشرت رئاسة الجمهورية على موقعها الإلكتروني مرسوماً رئاسياً، جاء فيه أن رئيس الجمهورية قَبِل استقالة حكومة رئيس الوزراء عسكر مامين، وكلّف علي خان إسماعيلوف، نائب رئيس الوزراء، بتصريف الأعمال ريثما تشكّل حكومة جديدة.
وأضاف المرسوم أن أعضاء الحكومة سيواصلون أداء واجباتهم الوظيفية لحين الموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفاً أن المرسوم دخل حيز التنفيذ من تاريخ توقيع الرئيس توكاييف عليه.
وأمر الرئيس الكازاخي الحكومة بالسيطرة على أسعار الوقود والسلع الأساسية، وقال: إن الحكومة المقالة تتحمل مسؤولية التوتر في البلاد، وإن الوزراء فشلوا في مواجهة التضخم.
حالة طوارئ
وأتت استقالة الحكومة غداة إعلان الرئيس حالة الطوارئ في ألماتي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، بعدما شهدت هذه المدينة الواقعة في جنوب شرق كازاخستان، مساء أمس الثلاثاء، مظاهرة ضخمة، استخدمت الشرطة لتفريقها القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع.
وأعلن توكاييف حالة الطوارئ في ألماتي ومقاطعة مانغيستاو اعتباراً من اليوم 5 يناير وحتى 19 من الشهر ذاته، على أن يسري خلال هذه الفترة حظر تجول ليلي يبدأ الساعة 11 ليلاً وينتهي عند السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.
وذكرت وكالة “رويترز” أن الشرطة اعتقلت أكثر من 200 شخص بعد مهاجمة مبان حكومية خلال الاحتجاجات، في حين قالت وزارة الداخلية الكازاخية: إن المحتجين أحرقوا 37 سيارة شرطة خلال المظاهرات.
استياء واحتجاج
وكانت تطبيقات المراسلة “تلجرام” و”سيجنال” و”واتساب” قد توقفت عن العمل في البلاد مساء أمس الثلاثاء، بعد أن نزل الآلاف إلى الشوارع في الدولة الغنية بالنفط للتعبير عن استيائهم من ارتفاع الأسعار والأداء الحكومي.
وأشعل فتيل الاحتجاجات ارتفاع أسعار الغاز، لكنّ الخطوة الحكومية لخفض الأسعار تلبية لمطالب المحتجين لم تسهم في تهدئة غضبهم.
من جهتها، أوضحت وزارة الطاقة في كازاخستان أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع الطلب على أسطوانات الغاز، الذي بدأ تداوله في بورصة الطاقة مع بداية العام.
وعقب اندلاع المظاهرات، دعا الرئيس توكاييف لضبط النفس، وكتب على “تويتر” أنه يتعين أن يتحلى المتظاهرون بالمسؤولية وأن يكونوا على استعداد للحوار.
وأضاف أن توجيهات صدرت للشرطة بمنع حدوث “انتهاكات للنظام العام”، وقال: إنه طالب السلطات بإيجاد “حل يصب في صالح الجانبين”.