مع تزايد ارتفاع معدلات البطالة والفقر بقطاع غزة وانعدام فرص العمل فيها خاصة بين فئة الشباب، بدأ الشباب التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول وبدائل لخلق فرص عمل لهم يستطيعون من خلالها توفير قوت يومهم، أحد هذه الحلول كان اتجاه الشباب نحو تعلم فنون الطهي وإعداد المأكولات والحلويات، وذلك داخل أكاديمية “سمايل كتشن” الأولى في قطاع غزة لتعلم فنون الطهي والحلويات.
فداخل قاعة صغيرة يجلس عدد من الشباب والفتيات لساعات طويلة يومياً على مقاعد لتلقي دورات مختلفة في صنع وتقديم الطعام بشكل احترافي في أكاديمية “سمايل كتشن”، أول أكاديمية متخصصة لتعليم فنون الطهي في قطاع غزة.
يقول أحمد أبو طه، المدير التنفيذي لأكاديمية “سمايل كتشن”، في تصريح لـ”المجتمع”: إن هناك إقبالاً متزايداً من قبل الشباب على هذه الدورات؛ بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة وانتشار البطالة، مضيفاً أن هناك توجهاً للتدريب المهني وافتتاح المشاريع المنزلية والعمل في هذا المجال الذي أصبح يلاقي انتشاراً كبيراً في قطاع غزة.
وأضاف أبو طه أنه افتتح المركز، بداية، بأدوات وإمكانيات بسيطة، ثم عمل تدريجياً على تطويره، مستفيداً من تزايد إقبال الراغبين في تلقي دورات متخصصة في أسس طهي الطعام.
وأشار إلى أن عدد الطباخين المهرة في قطاع غزة محدود بسبب عدم المقدرة على السفر إلى الخارج للالتحاق بكليات ومعاهد فندقية وتطوير مهاراتهم في الطهي جراء الحصار “الإسرائيلي” المستمر على القطاع منذ منتصف عام 2007م.
وأوضح أن هذا الواقع أدى إلى توفر العديد من الشواغر الوظيفية لدى المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحية في قطاع غزة، وهو ما يعمل المركز على استغلاله في تطوير إمكانيات الملتحقين لديه.
وقال: إن هناك عقبات تواجه المركز، وهي أزمة انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل الأجهزة الكهربائيّة المستخدمة في إعداد الطعام والحلويات، عدا عن انقطاع غاز الطهي من حين لآخر بسبب القيود “الإسرائيلية” على المعابر، وأوضح أن المتقدمين للدورات لدى المركز يتوزعون بين نحو 30% ربات بيوت، والباقي من فئة الشباب سواء ذكور أو إناث من الراغبين بإطلاق مشاريع طهي وجبات طعام صغيرة خاصة بهم أو للعمل في مطاعم.
ومن هؤلاء الشاب حسام حلاوة الذي قال في تصريح لـ”المجتمع”: إنه اتجه لتعلم فنون الطهي نتيجة انعدام فرص العمل في غزة، معرباً عن أمله أن يتعلم فنون الطهي وأساسيات الطعام من أجل فتح مشروع صغير له يدرّ عليه المال حتى لو كان قليلاً، لكنه أفضل ممن لم يكن له دخل يستطيع من خلاله مساعدة عائلته في توفير متطلبات الحياة، وأكد أنه في حال لم يتمكن من فتح مشروع خاص، يكون لديه فرصة كبيرة في العمل داخل أحد المطاعم أو الفنادق، أو لو تمكن من السفر خارج القطاع يكون لديه مهنة يعمل بها، خاصة أنه سيحصل على شهادة معتمدة بذلك.
بدورها، قالت شريهان أبو حشيش لـ”المجتمع”: إنها منذ صغرها تهوى صناعة الحلويات وأصناف قليلة من المأكولات الشرقية والغربية، ولديها صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلالها تسوق منتجاتها وتلبية طلبات الزبائن، وأكدت أنها التحقت بالمركز من أجل تطوير موهبتها وتعلم أصناف جديدة، معربة عن أملها أن توسع مشروعها ليدرّ عليها مالاً أكثر، وتشغّل عدداً آخر من الفتيات، في محاولة لتقليل أعداد البطالة بين الفتيات.
أما الشيف نبيل الشواف الذي يقدم الدورات داخل المركز، قال لـ”المجتمع”: إن الطالب يتحصل بعد سنة دراسية كاملة على مهارات فن الطهي تسمح له بدخول مجال سوق العمل من أوسع أبوابه.
وأضاف الشواف: يتدرب الطالب على أساسيات الحلويات والمطبخ العالمي والشرقي والغربي والعربي، مؤكداً أن الشباب يطمحون ويرغبون في تعلم كل شيء عن فنون الطبخ وأسراره، وأكد أنه يقدم كل خبراته لهم من أجل تعليمهم وصقل مواهبهم وقدراتهم.
وأشار إلى أن قطاع غزة يفتقر إلى مثل هذه المراكز لتعليم الطهي، مؤكداً أن هناك شباباً وفتيات لديهم طموحات بأن يقتحموا هذا المجال من أوسع أبوابه.