بداية عام 2022م، التقت “المجتمع” الشيخ بسام جرار الذي ذاع صيته في الآفاق حول قضية نبوءة زوال “إسرائيل” عام 2022م، التي تحدث فيها سابقاً في كتابه الأول زوال دولة “إسرائيل” أثناء فترة الإبعاد إلى جنوب لبنان عام 1991م.
لم يتسلل الإحباط داخل الشيخ جرار، فهو مطمئن لما وصل إليه من نتيجة تتضمن زوال دولة “إسرائيل”، وما زالت لديه القدرة على شرح الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتيجة بنسبة عالية من التوقع تصل إلى 95%، وفي أثناء المقابلة ركز جرار على ما تحدث به سابقاً، معتبراً الأمر ضمن المعلومة والتحليل في هذه القضية المركزية.
يقول الشيخ بسام جرار: قضية التنبؤ ليست جديدة، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسعون إلى العمل بعد نبوءات أخذوها عن الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة قضايا، فالنبوءة لا تعني الخمول والكسل والتواكل، بل هي طاقة أمل للعمل، ونبوءة زوال دولة “إسرائيل” دافعة للعمل وليست عامل إحباط وخنوع، فهذه النبوءة -كما قلت سابقاً وأكدت- مبنية على شواهد مادية، والسياسة الدولية الموجودة والأحداث تؤكد أن هذه النبوءة قابلة للتحقق بنسبة 95%، فهي ليست من قبيل الصدفة أو الخرافة أو الترف الفكري أو العقلي.
ويضيف: نحن في بداية هذا العام، ونقترب من الموعد، والذي يشكك في هذه القضية ليس لديه خلفية في قضية التفكير والمرجعيات لهذه النبوءة، فنحن نعمل كفريق من الباحثين، كذلك الدراسات المتخصصة في هذا المجال فهي ترتكز على جانب علمي وليس على جانب عاطفي، نقول هذا للمشككين الذين لا يعلمون آليات وتفاصيل هذه النبوءة تحدث بها أهل الاختصاص عندهم في السنوات الأخيرة، فوزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر قال عام 2012م: خلال 10 سنوات لن تكون هناك دولة باسم “إسرائيل”، وتوافقت هذه المقولة مع الدراسات والأبحاث التي تقول: إن عام 2022م هو موعد زوال دولة “إسرائيل”، كما أن مؤتمر هرتسيليا في السنوات الأخيرة قُدمت له أوراق عن احتمالية زوال دولة “إسرائيل” في قادم الأيام، وهذا المؤتمر معروف عنه يبحث عند انعقاده في قضايا سياسية ومصيرية، كما أن الشواهد على الأرض تشير إلى تفكك التحالف المؤيد لـ”إسرائيل”، حتى إن يهود العالم جزء كبير منهم أصبح عدواً لـ”إسرائيل”، والشعوب الأخرى أصبحت تطالب برفع الدعم عن “إسرائيل”.
وفي الوضع الداخلي هناك تفكك وعداوة بين اليمين المتطرف، فالحكومة الحالية جاءت بعد انعقاد الانتخابات للمرة الرابعة، وتحالف اليمين المتطرف مع اليسار وبعض العرب ولم يتحالف اليمين مع اليمين، فهذا التفكك له عواقب داخلية قد تصل إلى حرب أهلية إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فدولة “إسرائيل” لم تعد القوة الرادعة، بل أصبحت بين فكي كماشة من الشمال والجنوب، والحروب الأخيرة أثبتت أن الغطاء الدولي لدولة “إسرائيل” قد انكشف، وأن الوضع الداخلي هش وضعيف، ولا يتحمل حروباً مع منظمات صغيرة كحركة “حماس” و”حزب الله”، مع أن وجود دولة “إسرائيل” هو لضمان أمن المنطقة، وأن تكون رأس حربة، فأصبحت عبئاً على من أسسها، بالرغم من كل الدعم المقدم لها من المجتمع الدولي، فهي غير قادرة على حماية نفسها فكيف ستحمي مصالح دول أخرى؟
وأشار الداعية الشيخ جرار إلى حالة الجدل التي يعيشها الكثيرون حول هذه النبوءة، قائلاً: الكل يراقب الوضع الميداني للمنطقة، ومن حق البعض أن يتساءل عن جدوى هذه النبوءة ودولة “إسرائيل” ما زالت تصول وتجول! إلا أن الحقائق الكونية تتحقق في وقت قصير، وكثير من الدول انهارت في تاريخنا الحديث وتفككت وكان من المستحيل التنبؤ بزوالها، فهناك عوامل خارجية وداخلية تشير إلى صدق النبوءة واحتمالية كبيرة في تحققها على أرض الواقع، ونحن عندما نقول الاحتمالية كبيرة ونؤكد أنه ليس يقيناً بل نبوءة نسبة تحقيقها عالية جداً، وخلال دروسي وحديثي مع الناس ركزت على هذه القضية حتى لا يكثر اللغط، فالقضية علمية بحثية قائمة على شواهد مادية ودلالات مستقبلية.
وفي نهاية اللقاء، أكد الشيخ جرار أنه منذ بداية هذا العام سيترك الحديث عبر وسائل الإعلام؛ لأننا نعيش في عام قد اقترب فيه الموعد، وهو عام الحصاد، ونسأل الله تعالى أن يكون هناك الأمل والعمل معاً في تحقيق هذه النبوءة.