حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، من أزمة غذائية في المناطق المتضررة من الحرب في أوكرانيا، ومن مخاطر تفاقم المجاعة في جميع أنحاء العالم، بسبب توقف إنتاج وتصدير منتجات مثل الحبوب، جراء العمليات العسكرية التي تشنها روسيا على جارتها الغربية.
وقال برنامج الأغذية -في بيان- إن تقارير تشير إلى نقص خطير في الأغذية والمياه في العاصمة كييف (شمال) وفي مدينة خاركيف (شرق)، اللتين تدور حولهما معارك بين القوات الأوكرانية والروسية.
وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارته الحدود بين بولندا وأوكرانيا، قال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إن الحرب في أوكرانيا قد تدفع أزمة الغذاء العالمية إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
وقالت الوكالة الأممية إن من المرجّح أن تؤدي الاضطرابات الخطيرة في الإنتاج والصادرات إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وأضافت أن ذلك سيؤدي إلى “تقويض الأمن الغذائي لملايين الأشخاص، وخاصة أولئك الذين هم أصلا على شفا المجاعة بسبب المستويات المرتفعة لتضخم أسعار المواد الغذائية في بلادهم“.
وتخشى أسواق الحبوب العالمية من تداعيات الحرب، حيث إن روسيا وأوكرانيا تساهمان بنحو 30% من إجمالي الصادرات العالمية من القمح.
كما يصدر البلدان نحو 20% من إجمالي صادرات الذرة، ونحو 80% من صادرات زيت داور الشمس.
أسعار الغذاء
من جهتها، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، أمس الجمعة أن الأسعار العالمية للسلع الغذائية بلغت مستوى قياسيا في فبراير، مدفوعة أساسا بالزيوت النباتية في ظل عرض محدود فاقمته الحرب الروسية على أوكرانيا.
وزاد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأسعار الغذائية الشهر الماضي بنسبة 3.9% مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى 140.7 نقطة في مقابل 135.7 نقطة في يناير، وفق ما ورد في بيان للمنظمة.
وكانت أسعار الحبوب ارتفعت عالميا إلى مستويات غير مسبوقة نتيجة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ ارتفعت أسعار عقود القمح في بورصة شيكاغو الأميركية لأقرب أجل، مسجلة أعلى مستوى منذ 14 عاما.
وبهذا تصل نسبة صعود أسعار القمح منذ بداية فبراير الماضي إلى 40%.