صدم الجمهور المصري بعد عرض أول حلقة من مسلسل “دنيا تانية” في أول يوم من رمضان، وهو مسلسل تلفزيوني مصري من إخراج أحمد عبدالعال، وتأليف أمين جمال، وتدور أحداثه في إطار درامي، وتتعرض شخصيته الأولى لصدمة شديدة بعد أن فقدت ابنها غرقاً في حمام السباحة، وفقد ابنها الثاني النطق من الصدمة، ثم تكون صدمة الجمهور بعرض الحلقة لمشهد من زنا المحارم، فتوقفه الرقابة، وقد اشتبكت الرقابة مع المنتجين في تبادل الاتهام، وتدخل المجلس الأعلى للإعلام لحسم الموقف.
وأشار بعض الكتَّاب إلى إدانة التحايل على عرض حلقات بالمخالفة مع الرقابة، وضرورة احترام القانون المنظم لشؤون المجتمع، وذهب بعض الكتَّاب إلى آراء أخرى حول ضرورة عرض القضايا المسكوت عنها في حياة الناس، ومنها زنا المحارم، بينما رأى مراقبون أن المسكوت عنه الذي يستحق المعالجة فوراً هو حق الناس في الحرية والعدل والكرامة والعيش في مجتمع لا يميز بين أفراده، ولا يتمتع فيه اللصوص الكبار بما لا يستحقون، ولا يظلم فيه الأبرياء الشرفاء الذي يؤمنون بإسلامهم وعقيدتهم، وهذه أمور تسبق الاهتمام بزنا المحارم الذي يعد أمراً نادراً وبعيداً عن الأعين!
فشل ذريع للمسلسلات التي أنتجتها شركات الجهات السيادية وهروب الشاشات العربية من شرائها!
من ناحية أخرى، احتفى الإعلام المصري بطريقة هستيرية بمسلسل “الاختيار 3″، الذي خصصت له شركة الإنتاج التابعة لجهة سيادية قرابة مليار جنيه، ومنحت ممثليه ومعظمهم درجة ثانية وثالثة مبالغ خرافية تجاوز بعضها ستين مليوناً للممثل الواحد، وغاية المسلسل تثبيت الشرعية السياسية للنظام القائم، وتشويه دعاة الحرية والديمقراطية، وشيطنة ثورة يناير العظيمة التي أسقطت الدكتاتورية العسكرية بعد عقود طويلة.
وقد لقي المسلسل موجة سخرية واسعة بسبب الممثل الرئيس ياسر جلال الذي أخفق في دوره لأسباب عديدة، لم يصدق الناس الممثل، وأطلقوا كثيراً من النكات الساخرة، على المسلسل والممثلين، وذكر بعض المعلقين أن الذين فشلوا في الحياة ونشروا الفقر والبؤس بين الناس في الواقع، وأغرقوا البلاد في الديون، وجعلوها تعيش على التسول، وباعوا نيلها وجزرها، وغازها، يتصورون أنهم يمكن أن يقنعوا الناس بنجاحهم وروعة حكمهم البائس بمسلسل تلفزيوني مليء بالأكاذيب، والادعاءات التي يعلم الناس حقيقتها جيداً!
لوحظ أن “التريند” الذي انتشر بعد بدء المسلسل حمل آلاف الأدعية للدكتور محمد مرسي، أول رئيس جمهورية منتخب بمصر، وسخرية مريرة ممن قهروا الشعب وظلموه، ونشروا الأكاذيب حول الجيش والسياسة والإسلام، ويمهدون لجريمة كبرى قادمة يعدمون من خلالها مزيداً من الشرفاء والأبرياء!
قال مراقبون: المصريون والعرب والمسلمون يسعون لمشاهدة “المؤسس عثمان”، و”نهضة السلاجقة”، و”ألب أرسلان”؛ لأنها فن رفيع!