انتقد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف المتحدثَ باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ما أثار مخاوف من احتمال تآمره للسيطرة على النخبة الأمنية الروسية، وفقا لصحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية.
واتهم قديروف (45 عاما) ديمتري بيسكوف بالإخفاق في الإشادة بما سماه الوطنية الحقيقية في خضم الحرب الطاحنة في أوكرانيا، قائلا “لا بد من القيام بشيء ما حيال ذلك“.
وقديروف هو مقاتل انفصالي سابق حول ولاءه إلى الكرملين في عام 2000، ويحكم اليوم بقبضة من حديد جمهورية الشيشان، التي هي جزء من الاتحاد الروسي.
أما بيسكوف، فكان إلى وقت قريب، أقرب المسؤولين من بوتين، ولم يكن أحد يزاحمه في ذلك، ولم يكن يجرؤ أحد على التطاول عليه، لكن الوضع، وفقا للمحلل السياسي الروسي كيريل روجوف، تغير الآن.
وجاءت تصريحات الزعيم الشيشاني هذه بعد أن انتقد كذلك رئيس وفد الكرملين في المحادثات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي، بشأن إعلانه الانسحاب من منطقة كييف، قائلا: إن هذا الرجل لا بد أن “يُلقم حجرا“.
ووفق الصحيفة البريطانية يرى من يطلق على نفسه “رياح التغيير” -وهو أحد المصادر المهمة في كشف ما يتعلق بأجهزة الأمن الروسية- أن قديروف قد شجعه غزو أوكرانيا على الإقدام على تلك الانتقادات. وأضاف هذا المُبلغ أن الرئيس الشيشاني أطلق حملة قوية في الكرملين لتشويه سمعة قادة الجناح الأمني المحيط ببوتين.
ويرى هذا الشخص أن بوتين إذا أقدم على منح الكتلة الأمنية لقديروف، ولو جزئيا، فستكون روسيا بأكملها في قبضة الزعيم الشيشاني في المستقبل، مشيرا إلى أن حزب الحرب وحزب السلام بدآ ينتقلان بالفعل إلى نقطة الصراع المباشر فيما بينهما.
لكن من المستبعد، وفقا للمحللة الروسية المختصة في الكرملين تاتيانا ستانوفايا، أن يتمكن قديروف من السيطرة على الجناح الأمني بالكرملين، وتضيف ستانوفايا أن قديروف يمثل مشكلة للكرملين هو الآخر، وأن بوتين لا يحتاج لإسكاته لأكثر من اتصال يذكّره فيه بأن ثمة خطوطا حمراء لا يمكنه تجاوزها.
لكن بوتين -وفق ستانوفايا- مشغول بأشياء أخرى، وهو قوي ولا يمثل قديروف هذا مشكلة كبيرة بالنسبة له، على حد قولها.
ويأخذ قديروف على بيسكوف أنه لم يهنئه عندما تمت ترقيته إلى رتبة فريق أول، وأنه في الوقت ذاته وصف إيفان أورغانت -وهي مقدمة برامج تلفزيونية نشرت رسالة مناهضة للحرب على وسائل التواصل الاجتماعي- بأنها “وطنية عظيمة“.
ورفض بيسكوف تعليقات قديروف، مستنكرا محاولة بعض المسؤولين إثبات كونهم أكثر وطنية من مسؤولين آخرين.