أفاد مواقع اخبارية بوقوع إصابات جراء اشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات نظام الرئيس بشار الأسد، في محور الأتارب بريف حلب الغربي شمالي البلاد.
وأظهرت لقطات اشتباكات عنيفة بين قواتي المعارضة والنظام على محور الفوج 46، وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدف بلدتي القصر وكفرعمة وتلة الوساطة والأحياء السكنية في مدينة الأتارب، وأشار ناشطون وصحفيون سوريون عبر منصات التواصل إلى سقوط قتلى أيضًا.
وتُعد الأتارب من كبرى المدن بريف حلب الغربي، وتعرّض ما يزيد على 30% من مبانيها للتدمير جراء القصف السوري الروسي الممنهج مطلع عام 2020، وفق بيان للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
وبعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار 2020، تراجعت نسبيًّا حدة الهجمات وبدأت تتخذ شكلًا آخر تميز بالمنهجية باستهداف البنى التحتية وعوامل استقرار المدنيين والعمال الإنسانيين، وفق بيان منفصل للخوذ البيضاء.
وفي مارس 2021، بدأت الهجمات المدفعية والصاروخية تأخذ نمطًا جديدًا أكثر دقة وتدميرًا من سياسة الأرض المحروقة وكثافة النيران، حيث وثّقت الخوذ البيضاء حينذاك استهداف مستشفى مدينة الأتارب بقصف أرضي لقوات النظام وروسيا، مما أدى إلى مجزرة راح ضحيتها 9 قتلى مدنيين بينهم طفلان وامرأة، وجُرح أكثر من 14 شخصًا بينهم 5 من كوادر المستشفى.
وحدث ذلك رغم أن المستشفى الذي استُهدف وتديره الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) كان قد شوركت إحداثياته مع الأمم المتحدة من خلال آلية تبادل الإحداثيات لتحييد المنشآت الطبية عن الصراع.
وفي التقرير ذاته، أشارت الخوذ البيضاء إلى توثيق 63 هجومًا -بما فيها قصف مستشفى الأتارب- باستخدام قذائف (كراسنبول) الموجَّهة بالليزر، وهي قذائف روسية الصنع طُوّرت في الأصل لمواجهة الدبابات واختراق التحصينات الصعبة.
وبعد إطلاقها، تتواصل القذيفة مع مُحدد ليزر خارجي يضيء الهدف، ويرسل إشارات لتوجيه مسار القذيفة التي يبلغ مداها 7 كيلومترات، وتصل دقة إصابة الهدف إلى 90%.