يصادف 5 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للتطوع، وهو احتفالية عالمية سنوية حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985، ويعتبر الهدف المعلن منه شكر المتطوعين على مجهوداتهم، إضافة إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع.
وتطلق الأمم المتحدة هذا العام شعار “التضامن بالعمل التطوعي” للاحتفال بهذا اليوم، وتحث الدول على اتخاذ التدابير لزيادة الوعي بأهمية إسهام الخدمة التطوعية.
ووفق إحصائية للأمم المتحدة، يبلغ العدد الشهري للمتطوعين الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فأكثر 862.4 مليونًا في كافة أنحاء العالم.
الكويت نموذج
وقد أصدر مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) كتاباً وثائقياً جديداً بعنوان “الفرق التطوعية في دولة الكويت.. نماذج شبابية ملهمة”، بمناسبة اليوم العالمي للتطوع.
ويلقي الإصدار الضوء على أسماء وبيانات أهم الفرق التطوعية في دولة الكويت للتعرف على جهودها ودورها في بناء المجتمع.
ويقول رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) د. خالد الشطي، في مقدمة كتاب “الفرق التطوعية في دولة الكويت”: إن العمــل التطوعــي ركيــزة أساســية فــي بنــاء المجتمعــات ونهضتهــا، وأحــد فــروع العمــل الإنســاني المرتبــط بــكل معانــي البــذل والعطــاء دون مقابــل، ليعطــي بذلــك صــورة مــن صــور التكافــل الاجتماعــي بين شــرائح وأفــراد المجتمع علــى اختلاف انتماءاتهــم ومشــاربهم.
ويضيف أن هــذه الجهــود التطوعية نابعة من شريعتنا الإسلامية الغــراء، وإرثنا الحضاري الــذي يفيــض بالصــور والنمــاذج المتميــزة فــي العمــل التطوعــي، مصداقاً لقوله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158].
ويشير الشطي إلى أن العمــل التطوعي يتيح أمــام جميــع شــرائح المجتمــع وأفــراده فرصــة العمــل وفــق مبــدأ المشــاركة، للمســاهمة فــي حــل قضايــا المجتمــع ومشــكاته، وتلــك المشــاركة تزيــد مــن دافــع الحمــاس والرغبــة فــي البــذل والعطــاء فــي نفــوس المتطوعـيـن مــن خــلال إتاحــة الفرصــة لهــم بالمشــاركة، وهــو مــا ينعكــس عليهــم بالإحســاس بمــدى مســؤوليتهم وأهميتهــم داخــل مجتمعهــم.
ويعود العمــل التطوعــي فــي الكويــت لأكثــر مــن 4 قرون، وقد عُرف الشــعب الكويــتي منــذ أن قــام أفــراده بتأســيس دولتهم في عام 1613م بحبهــم لفعــل الخيــر وفزعاتهــم لتوفيــر متطلبــات واحتياجــات بعضهــم بعــضاً.
ولــم يقــف العمــل التطوعــي فــي الكويــت عنــد حــدود الدولــة، بــل تعداهــا حتــى وصــل أصقــاع الأرض، فقــد وقفــت دولــة الكويــت وشــعبها فــي موقــف مشــرف علــى مــدار الدهــر بمــد يــد العــون لــدول العالــم، حتــى أضحــى العمــل التطوعــي الكويتي حاضراً فــي كل المحافــل والفعاليــات الدوليــة، بــل وتطالب الدول والمنظمات الدوليــة بقيــة دول العالــم بالاقتــداء به.