أفرجت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي”، فجر اليوم الخميس، عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، في مدينة رعنانا داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بعد 40 عاماً من الاعتقال.
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن سلطات الاحتلال أفرجت عن عميد الأسرى الأسير القائد البطل كريم يونس، مبكراً، وقامت بإنزاله في مدينة رعنانا، مشيرة إلى أنها اعتمدت أسلوب المفاجأة والتضليل في سياق إفشال الاستقبال العظيم الذي كان ينتظره.
وكانت شرطة الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الأسير كريم يونس الليلة الماضية في قرية عارة داخل أراضي الـ48، واستولت على الأعلام الفلسطينية.
ويعد الأسير يونس واحداً من بين 25 أسيراً تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو؛ أي قبل عام 1993، ورفضت على مدار عقود أن تفرج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل، والإفراجات وكان آخرها عام 2014.
وتعرض يونس لتحقيق قاسٍ وطويل، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام في بداية أسره، ولاحقاً بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، وجرى تحديد المؤبد له لاحقاً لمدة 40 عامًا.
وفي عام 2013، وفي ذكرى اعتقاله الـ30، توفي والده الحاج يونس، وبقيت والدته الحاجة صبحية تنتظم في زيارته في معتقل هداريم الذي يقبع فيه حتّى اليوم.
وفي أول رسالة له بعد وفاة والدته، قال: أمي زارتني في السجن ما يقارب الـ700 زيارة، كانت تقاتل لتصلني إلى السجن، لم تكل رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها.
وعلى مدار 40 عامًا، شارك في كافة المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة، ومنها الإضراب عن الطعام الذي يعتبر أقسى هذه المعارك، وكان آخرها إضراب عام 2017 الذي استمر لمدة 42 يومًا.
تقول وكالة “معا” الفلسطينية: إن الأسير كريم يونس شكّل بما يحمله من فكر نضاليّ مدرسة للأجيال التي دخلت وخرجت من الأسر، وهو صامد وقوي وثابت على مبادئه الأولى، وبقي الثائر الفاعل، في كل جوانب الحياة الاعتقالية، وأكمل دراسته داخل الأسر، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير.
يذكر أن كريم يونس ولد في 24 ديسمبر 1956، وهو من فلسطينيي 48، وتحديدًا من قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي.
وقام جيش الاحتلال “الإسرائيلي” باعتقاله وهو على مقاعد الدراسة بتاريخ 1 يونيو 1983، ويُعتبر حاليًا أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.