«أثر الصوم في تربية شخصية المسلم»، رسالة ماجستير للباحث السعودي علي مصلح المطرفي، طُبعت في كتاب يستعرض أثر العبادات في الإسلام في تهذيب النُّفوس واستقامة السلوك، وتطهير النفس وتزكيتها من الأدران، وإصلاحها وتجديد العودة والإقبال على الله تعالى.
ويركز المؤلف على شعيرة الصوم كعبادة من العبادات لها أكبرُ الأثرِ في حياة المسلم روحيًّا وخلقيًّا واجتماعيًّا.
ويؤكد الكاتب أن شهر رمضان يَبعثُ في الإنسان فضائل عديدة، وآثارًا ممتازة؛ مثل الرحمة، والشفقة، والعطف على الفقراء، والمساكين، والبائسين، وهو شهر الصبر والتقوى.
ويتناول الكتاب (http://t.ly/jrBk3) مكانة الصوم في الإسلام، وآثاره الروحية والأخلاقية والاجتماعية، على الحياة البشريَّة سلوكيًّا وعمليًّا، ومنها أنَّ الصوم مدرسةٌ إسلاميَّة عظيمة تُربِّي الإنسان بكلِّ مكوناته ومقوِّماته النفسيَّة والجسميَّة والروحيَّة والخلقيَّة والاجتماعيَّة.
ويقول المطرفي في كتابه: إن الصوم يُؤدِّي إلى إشعار النفس الإنسانية بطريقةٍ عملية أنَّ الأخوَّة الصحيحة والمحبَّة الصادقة تتمثَّل بالشعور في التساوي، لا حين الاختلاف، وحين العطف والإحساس بألم المحتاج والفقير، لا حين النِّزاعات والخصومات.
كذلك يقوي الصيام الصلة بالله تعالى، ويزيدُ وينمي في الإنسان ملكة التَّقوى والمراقبة والإحساس بوجود ربِّه، كما يُقوِّي الصوم لدى المؤمن الميل الطبيعي للانتماء الاجتماعي، فيعمل على رعاية حقِّ الجماعة، ويحرص على تآزُرها وتكافُلها وتراحُمها وتماسُكها كما يشيعُ الصوم بين الجماعة قيم العدل والمساواة والإحسان والتراحُم، فيَصُونها من الرذائل والمفاسد والشرور.
ويسلط الكتاب الضوء على دور الصيام في تربية النفوس على الكفاح واحتمال المكاره والتمسُّك بالفضائل الاجتماعيَّة، كما أنَّ للصيام دروسًا تُربِّي المسلم على تقوية إرادته، وضبط النفس، والصبر، والجلد، والتحكُّم في الذات، وكبح الشهوات، وعلى سائر فضائل الأخلاق ومحاسنها.
كذلك يربيَ الصيام المسلم على السيطرة على الجانب المادي في حياته كلها، ويدفعُه إلى التغلُّب عليه، والانتصار للجانب الروحي والمعنوي.
ويتناول المؤلف دور الصيام في تنمية التكافل الاجتماعي لدى المسلمين، داعياً إلى توحيد جهود الجماعات الخيريَّة في حُسن استغلال الزكاة وسائر الصدقات من أجل تعهُّد المحتاجين من الأرامل والأيتام والمساكين.