تحتل وسائل الإعلام الحديثة المكانة الأولى في العالم، في ظل تزايد سطوتها وتأثيراتها على الرأي العام وتشكيل الصورة العامة لثقافة الشعوب والمجتمعات.
ومع تسارع التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال والتواصل، برز دعاة أجانب كسفراء للإسلام، في شتى بقاع الأرض، متجاوزين أهل العروبة والإسلام في تبليغ رسالة الله تعالى وتعريف الناس بالنبي محمد صلى الله ليه وسلم، ونشر القيم والمبادئ الإسلامية.
السطور القادمة ترصد أبرز الدعاة الأجانب الذين حققوا نجاحاً كبيراً في استثمار وسائل الإعلام المختلفة في خدمة الإسلام على المستوى العالمي، عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل والفيديو.
1- ذاكر نايك:
داعية إسلامي هندي، ولد في العاشر من أكتوبر 1965م، في مدينة مومباي بالهند، ويعتبر واحداً من الدعاة الإسلاميين الأكثر شهرة في العالم، ويحظى بشعبية واسعة في داخل وخارج العالم الإسلامي.
ترك نايك مهنة الطب في سن مبكرة وتفرغ لدراسة الإسلام والدعوة إليه، وحصل على شهادة البكالوريوس في الطب، ويتحدث عدة لغات كالإنجليزية والعربية والأوردو والهندية والبنغالية.
أسس مؤسسة «المقر الرئيس للأبحاث الإسلامية» في عام 1991م، وهي مؤسسة تعنى بتعليم الإسلام وتوعية الناس به، وتقدم من خلالها الكثير من المحاضرات والدروس الإسلامية والندوات، يحضر عروضه ومحاضراته عشرات الآلاف من المسلمين وغير المسلمين في أكثر من 200 دولة حول العالم.
وقد نشر العديد من الكتب والمؤلفات الإسلامية، منها: «الإسلام والعلم»، «من هو الله؟»، «من هو محمد؟».. وغيرها من المؤلفات التي تتحدث عن الإسلام وتعاليمه.
2- بلال فيلبس:
داعية إسلامي كندي، ولد في جامايكا عام 1947م، وسافر إلى كندا في السبعينيات، وحصل على درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من جامعة الرياض في المملكة العربية السعودية.
يعد واحداً من الدعاة الإسلاميين الأكثر شهرة في العالم، وقد أسس عدة مؤسسات دعوية وتعليمية، بما في ذلك «مركز الدعوة والإرشاد الإسلامي»، و«المكتبة الإسلامية»، وهي مؤسسات تهدف بتعليم الإسلام وتوعية الناس به في جميع أنحاء العالم.
ألَّف العديد من الكتب والمقالات حول الإسلام، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الدعوية، كجائزة الخدمة الإسلامية في كندا عام 2004م، وجائزة القيادة الإسلامية في العالم الإسلامي عام 2010م، وجائزة الإسهام العالمي في الدعوة الإسلامية عام 2015م.
3- عمر سود:
داعية إسلامي أمريكي معروف بنشاطه في مجالات التعليم والتدريب والإرشاد الديني، ولد في لويزيانا عام 1986م، ويعتبر من بين الدعاة الأكثر شعبية وتأثيرًا في الولايات المتحدة.
عمل في العديد من المناصب الإدارية والتعليمية، بما في ذلك رئاسة مجلس الشورى الأمريكي للشباب الإسلامي، ومدير لمركز «ياقين» للتدريب الإسلامي، ورئيس مؤسسة «مجددون» للتعليم الإسلامي.
يعتبر سود من الدعاة الذين يعملون على تأسيس جيل جديد من المسلمين يتمتعون بالثقة والإيمان والمعرفة بالإسلام والمجتمع المحيط بهم.
حصل على جوائز وتكريمات عديدة، بما في ذلك جائزة «الدعوة الإسلامية» من المجلس الأمريكي للحوار الإسلامي-الأمريكي في عام 2017م، وجائزة «الروح الرياضية» من مؤسسة «إنجاز» الإسلامية في عام 2018م، وجائزة «أفضل داعية إسلامي» من مجلة «مسلم» البريطانية في عام 2019م.
4- لورنس براون:
داعية إسلامي أمريكي، ولد في عام 1963م في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد تحول إلى الإسلام في عام 1993م.
يحظى بشعبية واسعة على مستوى العالم، وقد ألَّف العديد من الكتب والمقالات حول الإسلام والمسيحية والأديان المختلفة.
ومن بين كتبه الأكثر شهرة كتاب «الإسلام بين الأسطورة والحقيقة»، الذي يتناول المفاهيم الأساسية للإسلام بطريقة سهلة ومبسطة.
وقد أسس براون موقعًا إلكترونيًا يحمل اسم «الإسلاميات»، ويهدف إلى توفير المعرفة حول الإسلام وتعاليمه، وتوضيح المفاهيم الخاطئة حول الدين الإسلامي.
5- يوسف إسلام:
اسمه السابق كان ستيفنز، وهو مغنٍّ وملحن بريطاني اعتنق الإسلام في عام 1977م، وترك مهنته كمغنٍّ وتفرغ للعمل الخيري والدعوة إلى الإسلام.
قام بإنتاج العديد من الأغاني والأفلام التي تعرض الإسلام بشكل إيجابي وتوضح الجوانب الإيجابية للدين، كما أنه قام بتأسيس مدرسة إسلامية في لندن تهدف إلى تعليم الأطفال الإسلام واللغة العربية.
بعد إسلامه، قام بتغيير اسمه إلى يوسف إسلام، وبدأ في إنتاج الأغاني بطابع إسلامي، وقام بتأسيس مؤسسة «من أجل السلام» (Peace Train) التي تعمل على تشجيع السلام والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان، كما يساهم في العديد من المشاريع التعليمية والإنسانية حول العالم.
نال العديد من الجوائز والتكريمات على مدار حياته، بما في ذلك جائزة «ميدالية السلام» من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وجائزة «الإنجاز العالمي في الموسيقى» من مؤسسة الإنجاز العالمي، وجائزة «أفضل موسيقي إسلامي» من مجلة «مسلم».
6- عمر سليمان:
يعتبر الشيخ عمر سليمان الأمريكي من بين الدعاة المسلمين غير العرب الذين استثمروا وسائل الإعلام في خدمة الإسلام، ويشتهر ببرنامجه التلفزيوني «من الدرجة الأولى» الذي يتحدث فيه عن الإسلام بطريقة مبسطة وواضحة.
تعرض سليمان، الذي يدير معهد يقين للبحوث الإسلامية في دالاس– تكساس، لحملة إعلامية شرسة، وذلك بعد يوم واحد من تلاوته دعاء في افتتاح جلسة في مجلس النواب الأمريكي.
يحمل دكتوراة في الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وهو أيضاً من أحد مؤسسي مركز رانش الإسلامي.
7- يوسف إستيسون:
هو داعية إسلامي أمريكي ومحاضر في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، ولد في عام 1982م في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يعمل كمدرس ومترجم للغة العربية قبل إسلامه في عام 2008م.
بعد إسلامه، انتقل إلى السعودية لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وحصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الملك سعود في الرياض، ثم عاد بعد ذلك إلى الولايات المتحدة وعمل كمحاضر وداعية إسلامي وناشط ديني.
يتناول في خطبه ومحاضراته العديد من الموضوعات، بما في ذلك الأخلاق والأدب والتربية والعلاقات الأسرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية.
نشر العديد من المقالات والكتب الدينية، بما في ذلك كتاب «الإسلام في الولايات المتحدة: الحقائق والأرقام»، وكتاب «نظرة على السيرة النبوية»، وكتاب «المرأة في الإسلام».. وغيرها.
8- حمزة يوسف:
من بين هؤلاء الدعاة المسلمين الأجانب الشيخ حمزة يوسف، الذي يعتبر واحداً من أشهر الدعاة في العالم الإسلامي.
استثمر يوسف الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بنجاح في توصيل رسالته الإسلامية لجمهور عريض من المسلمين وغير المسلمين.
يقدم محاضرات وندوات إسلامية على الإنترنت ويدير قناة على موقع «يوتيوب» تتضمن مقاطع فيديو ومحاضرات ونصائح إسلامية.
9- ليندا صارة:
ولدت في بروكلين، نيويورك، عام 1980م، وهي معروفة بدفاعها عن حقوق المسلمين والفلسطينيين في الولايات المتحدة وحول العالم.
تدير موقعاً إلكترونياً يتضمن مقاطع فيديو وندوات إسلامية، وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بنجاح في ترويج رسالتها الإسلامية.
تم تكريمها عدة مرات عن عملها الناجح والمثير للإعجاب في مجال النضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة، بما في ذلك تكريمها في قائمة «أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم» لعام 2017 من مجلة «TIME»، وتكريمها كواحدة من «أفضل 10 شخصيات نسائية لعام 2017» من صحيفة «The Guardian».