لم تكن السنوات التي قضاها صلاح الدين من دون هدف، فقد بنى فيها إستراتيجيته في إعداد البيئة المناسبة والممهدة لتحرير القدس، واستطاع من خلالها أن يقوي جبهة المسلمين الداخلية، اقتصاديًا وعسكريًا، ومن أبرز ما تضمنته هذه الإستراتيجية ما يأتي:
1- توحيد المناطق الإسلامية المحيطة بفلسطين، متمثلة بالشام ومصر، لإعادة تشكيل القاعدة الصلبة القوية والآمنة، وهي الخطوة التي مهد لها نور الدين زنكي من قبل.
2- إصلاح الاقتصاد الإسلامي، وتحويل موارد الدولة من الاعتماد على الضرائب والمكوس التي كانت تفرض على عامة الناس، إلى مصادر أخرى متنوعة وشرعية، من بينها الجزية والخراج والغنائم، وإنفاق هذه الأموال في أوجهها المحقة، وإقامة الحصون وتشييد القلاع، ودعم الجهد العسكري الإسلامي.
3- إصلاح التجارة والزراعة، وبناء البنى التحتية اللازمة لتحسين الإنتاج الزراعي ونقله، وهو ما تجلى في تبادل المحاصيل الزراعية ما بين بلاد الشام ومصر، في سياق تحسين حياة الناس حينها، وتأمين ما يلزم للجيوش الإسلامية من إمداد وغذاء، وقد انعكست هذه الأمور على قطاعات مختلفة، فتطورت التجارة والصناعة.
4- بناء القدرة العسكرية للجيش الإسلامي، فعمل على تحصين المدن والقلاع، وعزز قدرات الجيش الإسلامي البحرية، لمواجهة أساطيل الصليبيين الفرنجة، وإدخال أساليب مختلقة في حشد الجيش وتقسيمه بحسب أنواع الأسلحة المستخدمة وغيرها من الطرق.
5- الاهتمام بالخدمات العامة وفي مقدمتها المشافي، فقد بنى صلاح الدين العديد من البيمارستانات (المشافي)، في أصقاع مختلفة من دولته، في القاهرة والقدس والإسكندرية وعكا؛ وهو ما يعكس حرصه على حفظ صحة الناس، وتطور العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية حينها.
6- وضوح هدف صلاح الدين بتحرير القدس من الصليبيين الفرنجة، وحشد كل الطاقات البشرية والعسكرية في سبيل تحقيق هذا الهدف.