شهد سبتمبر الماضي افتتاح موسم الأعياد العبرية الطويل مع رأس السنة العبرية، الذي تبعه «عيد الغفران»، في 25 سبتمبر، فيما بدأ السبت 30 سبتمبر «عيد العرش» الذي يستمر إلى 7 أكتوبر الجاري.
وأصدرت سلطات الاحتلال، الشهر الماضي، 36 قرارًا بالإبعاد بحقّ مقدسيين وفلسطينيين من الداخل المحتل، وفق شبكة «القسطل» الفلسطينية، وصعّدت من وتيرة التضييق على الفلسطينيين لتقييد وصولهم إلى المسجد ومحاصرة الرباط لتمرّ اقتحامات «الأقصى» من دون أن يتصدّى لها المرابطون.
كذلك، جرى الكشف عن نفق تهويدي يمتد من ساحة البراق إلى القصور الأموية افتتحته سلطات الاحتلال قبل ثلاثة أشهر، يؤدي إلى متحف ومعرض صور، ويروّج لـ«المعبد».
أكثر من 4000 مستوطن يقتحمون «الأقصى»
اقتحم المسجد الأقصى 4492 مستوطنًا، وفق توثيق شبكة «القسطل» الفلسطينية، وجرت الاقتحامات بحماية قوات الاحتلال التي ضيّقت في الوقت ذاته على المرابطين وصعّدت من وتيرة استهدافهم عبر استدعاءات متكررة إلى التحقيق، وإصدار قرارات بالإبعاد عن المسجد.
ووافق اليوم الأول من الاحتفال برأس السنة العبرية، السبت 16 سبتمبر، وهو يوم يمنع فيه اقتحام «الأقصى»، فتركّز العدوان على المسجد يوم الأحد 17 سبتمبر، وهو اليوم الثاني المخصص للاحتفال بهذا العيد، واستبقت شرطة الاحتلال بدء الاقتحامات بإخراج المرابطين من «الأقصى»، واقتحم المسجد 426 مستوطنًا، ارتدى عدد منهم لباس التوبة الأبيض، وعمد مستوطن إلى نفخ البوق عند باب السلسلة، أحد أبواب «الأقصى»، فيما نفخ مستوطن آخر البوق داخل «الأقصى» بالقرب من مصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد.
ولمناسبة «عيد الغفران»، اقتحم «الأقصى» 673 مستوطنًا، الأحد 24 سبتمبر، وهو اليوم السابق للمناسبة، حيث تلجأ «جماعات المعبد» إلى اقتحام «الأقصى» عشية «الغفران» للتعويض عن محدودية قدرتها على الاقتحام فيه، إضافة إلى اقتحام المسجد يوم «الغفران» باعتباره عملاً مقدسًا يشمله صيام «الغفران».
وسمعت أصوات المستوطنين، الأحد، في المسجد الأقصى وعلى امتداد ساحته الغربية بينما كانوا يرددون صلوات الغفران المضافة «الموساف» بالغناء والرقص أمام بابَي القطانين والملك فيصل، كما اقتحم مستوطنون مقبرة باب الرحمة عند السور الشرقي لـ«الأقصى» من الخارج، ورقصوا فوق قبور المسلمين بحماية شرطة الاحتلال.
وفي يوم «عيد الغفران»، اقتحم «الأقصى» 486 مستوطنًا، وارتدى عدد منهم اللباس الأبيض التوراتي.
عدوان «أسبوع العُرش»
بدأ المستوطنون عدوانهم في «عيد العُرش» العبري، الذي يمتد لأسبوع كامل، من 30 سبتمبر إلى 7 أكتوبر، ويحاولون فيه إدخال قرابين نباتية لـ«الأقصى».
وتسعى «جماعات الهيكل» المزعوم لإدخال القرابين النباتية إلى المسجد الأقصى وزيادة أعداد المقتحمين في هذا العيد.
وأدى المستوطنون صلوات تلمودية أمام باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وفي سوق القطانين وشوارع البلدة القديمة تحت حماية قوات الاحتلال.
افتتاح نفق تهويدي
وقال الباحث الفلسطيني معاذ إغبارية: إنّ سلطات الاحتلال افتتحت، قبل 3 أشهر، نفقًا تهويديًا يمتد من ساحة البراق إلى القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى.
وأوضح إغبارية أن الدخول للنفق يكون من باب المغاربة في بلدة سلوان، ثم لساحة البراق وإلى الجهة اليمنى مدخل النفق الذي يمتد نحو 200 متر وارتفاعه 15 مترًا، مشيرًا إلى أن نهايته في القصور الأموية مقابل المصلى القبلي من خارج سور المسجد الأقصى.
ويبدأ السير في النفق بشكل مستوٍ، ثم ينزل تحت الأرض نحو 15 مترًا، وصولاً إلى متحف يعرض آثارًا يدعون أنهم عثروا عليها خلال الحفريات في القصور الأموية، بينها «نجمة داود» و«الشمعدان».
ويفضي المتحف إلى معرض صور يزعم أنه تاريخ مدينة القدس، ويدّعي أن «الأقصى» القديم كان ممرًا لـ«المعبد»، كما يعرض صورة توضح وضع القرابين في مسجد قبة الصخرة، وبعدها المرور عبر طريق داود، وفق روايتهم.
ويتخلل الجولة في النفق عرض فيلم بثلاث لغات؛ العربية والإنجليزية والعبرية، يروج لـ«المعبد»، ويلمح إلى وجود كنيسة مسيحية حول مسجد قبة الصخرة.
_________________________
المصدر: مؤسسة القدس الدولية.