في زمن التقدم التكنولوجي وتغير الأدوار الاجتماعية، تشهد الأسرة التقليدية تحولات جذرية في توزيع المسؤوليات وأنماط الحياة، حيث كان في الماضي الأب يعمل خارج المنزل، بينما تكون الأم مسؤولة عن رعاية الأطفال، إلا أنه مع تزايد الاحتياجات وتغير الظروف، أصبح من الشائع أن يكون كلا الوالدين مشغولاً بالعمل لتلبية احتياجات الأسرة، ومع هذا التحول، خرجت المرأة للعمل أيضاً، مما يجعلها بعيدة عن أولادها خلال ساعات العمل.
هذا الوضع الجديد أثار حاجة الأسر إلى المساعدة في رعاية الأطفال؛ مما أدى إلى استقطاب العاملات المنزليات (الخدم) للمساعدة في هذه المهمة حتى عودة الوالدين من عملهما، ومع تزايد هذه الظاهرة، بدأ البعض يترك تربية أطفالهم تماماً للعاملات؛ وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول الإيجابيات والسلبيات المحتملة لهذا النهج.
وبخصوص وضع العاملات المنزليات في الكويت، يعتبر الكاتب الصحفي والإعلامي عادل المزعل أن ظروف الحياة وتزايد أعباء ربة المنزل نتيجة خروج المرأة الكويتية للعمل؛ دفعت الأسر إلى اللجوء إلى العاملات، وبسبب هذه الحاجة المتزايدة، أصبح استخدام العاملات المنزليات ليس مجرد ترف، بل بات أمراً ضرورياً في الكثير من الأسر الكويتية، خاصة تلك التي تتوسط الطبقة الاقتصادية، ورغم أن معظم الأسر تتعامل مع العاملة المنزلية بإنسانية وتعاملها كأحد أفراد العائلة، فإن بعض الحالات النادرة تشوّه صورة الكويت في مجال حقوق الإنسان، سواء بسبب الإساءة الجسدية أو عدم دفع الرواتب؛ مما يؤثر على سمعة البلاد في الخارج، ويخالف تعاليم الإسلام التي تحث على حسن معاملة الخادم والأجير، بحسب مقال له في صحيفة «الأنباء».
ضرورة توفير الظروف المناسبة
ويشدد المزعل على أهمية توفير الظروف المناسبة العاملات المنزليات، بما في ذلك حقوقهن وحمايتهن من الاستغلال.
ويؤكد أن معظم الأسر تتعامل مع العاملة المنزلية بإنسانية وتعاملها كأحد أفراد العائلة، ويرى ضرورة مواجهة الحالات النادرة للاستغلال.
للنساء رأى مختلف
وتشير رئيسة العمل النسائي في الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية منى سلمان بن عيسى إلى أهمية دور الأم في تربية الأطفال، وضرورة متابعة الآباء والأمهات لتربية أطفالهم، والحرص على توفير بيئة آمنة وصحية لهم، بحسب تصريح صحفي.
وتؤكد ضرورة توفير بيئة آمنة وصحية للأطفال، سواء في البيت أو في مكان الحضانة.
فيما يشير د. عبدالله النفيسي إلى تجاهل الأم لأطفالها في رياض الأطفال، اعتماداً على العاملة المنزلية والسائق في كل شيء، ويذكر حادثة طريفة تعكس هذا التجاهل، حيث نام طفل في بيت مديرة الروضة ليلة كاملة بسبب الإهمال.
ويصف الإعلامي محمد ناصر السنعوسي دور العاملة المنزلية بأنها جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للعائلة، ويشدد على أن رحيلها يؤثر نفسياً وصحياً على الأطفال.
يتبين، من خلال آراء المتحدثين المختلفة حول استخدام العاملات المنزليات في تربية الأطفال بالكويت، أهمية توفير الظروف المناسبة لهن، والحرص على إعطائهن حقوقهن، بالإضافة إلى دور الأم في تربية الأطفال وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم.