تعد كلية الدراسات الإسلامية في مدينة نوفي بازار عاصمة إقليم السنجق في وسط البلقان مركزاً علمياً مميزاً في وسط أوروبا، تأسست في العام 2001م، باسم أكاديمية التربية الإسلامية، وفي العام 2003م تم تحويلها إلى كلية الدراسات الإسلامية.
وأقيم في مدينة نوفي بازار حفل التخرج السنوي في كلية الدراسات الإسلامية لهذا العام، يوم الإثنين 13 مايو، ويصادف هذا اليوم من كل عام ذكرى تأسيس الكلية في العام 2001م، ومنذ ذلك الوقت تحتفل الكلية سنوياً بهذا اليوم.
وخلال الـ23 عاماً السابقة، خرَّجت الكلية أكثر من 324 خريجاً من الدراسات الجامعية والعليا التي تتضمن دراسة الماجستير والدكتوراة.
وقد تخرج في الكلية في هذا العام 40 طالباً وطالبة من خريجي المرحلة الجامعية بقسميها الدراسات الإسلامية والتربية الإسلامية، بالإضافة إلى خريجي الماجستير والدكتوراة في العلوم الإسلامية.
حضر هذا الحفل المفتي العام في صربيا ورئيس المشيخة الإسلامية وعدد من الفعاليات والشخصيات والعلماء من البلقان، وهنَّأ المفتي العام الخريجين وذكّرهم بمسؤولياتهم وأهمية عملهم ودورهم الديني والأخلاقي والتنويري في مجتمعاتهم على المستوى المحلي ومستوى الأمة الإسلامية بشكل عام.
وأثنى عميد الكلية بدوره على الخريجين وذكّر أيضاً بالمسؤوليات الجسيمة التي تقع على عاتق الخريجين كمدرسين ومفكرين ودعاة في ظل هذه الظروف الدولية الحالية وواجباتهم تجاه أمتهم الإسلامية.
هؤلاء الخريجون سيعملون مدرسين وأئمة مساجد ودعاة في البلقان ودول أوروبا الأخرى، حيث ترسل المشيخة الإسلامية في صربيا بشكل دوري العديد من الأئمة والعلماء إلى الجاليات البوشناقية المسلمة في أوروبا الغربية وأمريكا أحياناً؛ لمشاركة الجاليات المسلمة في الغرب نشاطها الديني التعليمي والدعوي.
كلية الدراسات الإسلامية
تأسست الكلية، كما ذكرنا، في عام 2001م، بمستوى جامعي باسم أكاديمية التربية الإسلامية، وجرى لاحقاً تحويلها إلى كلية الدراسات الإسلامية كمؤسسة تعليمية مساوية لأفضل مؤسسات التعليم الجامعي في صربيا.
وفي العام 2014م، افتتحت الكلية قسم الدراسات العليا لدراسة الماجستير والدكتوراة، واستقطبت العديد من الدارسين من مختلف أطراف العالم الإسلامي في مجالات وتخصصات عديدة ترتبط بالعلوم الإسلامية.
وتتبع كلية الدراسات الإسلامية أساليب التعليم الحديثة والوسائل التقنية ووسائل الاتصال الحديثة، وتعمل بشكل متواصل ودؤوب على تطوير أساليب التعليم وتقديم أفضل المناهج والخدمات الطلابية، وتعتمد الكلية في أسلوب التدريس النظام البولوني المعتمد في أغلب الدول الأوروبية، وتواكب الاتجاهات الحديثة في التعليم، والتطوير التنموي، وتلتزم بالمعايير الدولية المتعلقة بهذا الشأن.
وتقع كلية الدراسات الإسلامية تماماً في مركز مدينة نوفي بازار، ومدينة نوفي بازار في صربيا هي عاصمة إقليم السنجق المسلم الذي تتقاسمه جمهوريتا صربيا والجبل الأسود.
وموقع الكلية والمبنى الذي تشغله الكلية في المدينة له علاقة بتاريخ المدينة، فهي تشغل مبنى وقف إسلامي كان سابقاً أول مسجد أسس في المدينة منذ تاريخ تأسيسها، ويقع تماماً في مركز المدينة، وقد أصبح اليوم المبنى مركزاً علمياً ورمزاً إسلامياً مميزاً في البلقان.
أنشطة الكلية
النشاط الأساسي في الكلية هو العمل التربوي والتعليمي من خلال تدريس العلوم الإسلامية ومنح شهادات أكاديمية لمستويات الدراسة الجامعية والعليا بمرحلتيها الماجستير والدكتوراة.
بالإضافة إلى الأنشطة العملية والزيارات الدراسية والتدريب العملي، تقوم الكلية بكادرها التعليمي والإداري بتنظيم المؤتمرات المحلية والدولية، وتنظيم الندوات العلمية والاجتماعات المهنية، وتقديم الدعم العلمي والفني للمؤسسات الإسلامية في البلقان وخارجها، كما تنشر الدوريات الفكرية والعلمية، وأهمها مجلة «الفكر الإسلامي»، كما تشارك بالنشاطات والمؤتمرات العلمية في دول العالم الإسلامي.
تحتوي الكلية للدراسات الجامعية على قسمين رئيسين، هما: قسم الدراسات الإسلامية، وقسم علم التربية الإسلامية، وتهتم الكلية بتدريس اللغات العربية والإنجليزية لطلاب المرحلة الجامعية، بينما قسم الدراسات العليا يستقبل الدارسين والباحثين في العلوم الإسلامية بشكل عام، ولمرحلة الدكتوراة يتم تقديم الأطروحة بإحدى اللغات العربية أو البوسنية أو الإنجليزية.
الدور الذي تقوم به كلية الدراسات الإسلامية في صربيا دور حيوي ومؤثر في صربيا والبلقان وأوروبا عموماً، فتساهم في زيادة الوعي والحفاظ على الهوية الإسلامية وتخريج المثقفين والمتعلمين ليقودوا مجتمعاتهم، ونشر العلوم والثقافة الإسلامية والتعريف بالدين الإسلامي في المجتمعات غير المسلمة، وتقدم صورة مشرقة عن الدين الإسلامي السمح، وتطوير الفكر الإسلامي ومعالجة التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة وتمتين الروابط بالعالم الإسلامي.
وهذا العام كما في الأعوام الماضية تخرجت دفعة جديدة من الخريجين المتعلمين وإدارة الكلية يحدوها الأمل في كل عام بأن تقوم بدور أكبر وأوسع في نصرة الإسلام والمسلمين، وزيادة الوعي واللحمة بين المسلمين ما ينفع المسلمين والإنسانية جمعاء.