قال الأمين العام لرابطة جمعية شباب الإسلام في الهند الشيخ يوسف سليمان الندوي: المسلمون في الهند يتجاوزون 300 مليون نسمة
عدم مشاركة المسلمون بالهند في الانتخابات بمثابة دق المسمار الأول في نعشهم
الذي وقع في مصر ظلم عظيم وابتلاء وامتحان من الله
أوضاع المسلمين في بورما مؤلمة وهناك توقعات بهجمات جديدة عليهم في المستقبل
في حالة فوز الحزب الهندوسي في الانتخابات سيعيش المسلمون بالهندفي ضغوط نفسية ولكن نرجو ألا تسوء الأمور
حكومة (شراكة) أفضل وضع للمسلمين في الهند
مجلة “المجتمع” تمثل لنا مصدراً أساسياً لمعرفة أوضاع العالم الإسلامي
قال الأمين العام لجمعية شباب الإسلام في الهند, ومدير العلاقات الخارجية, في جامعة الإمام أحمد بن عرفان الشهيد الشيخ يوسف سلمان الحسيني الندوي: إن المسلمون في الهند لا يقلون في أي حال من الأحوال عن 300 مليوناً, بل إنهم قد يتجاوزون ذلك، صحيح هم أقلية, ولكنهم يمثلون أكبر تجمع إسلامي في العالم في منطقة واحدة مؤكداً أن أوضاع المسلمين في الهند في هذه الأوقات الراهنة تشابه أوضاعهم في العالم الإسلامي أجمع.
وأضاف الندوي في حوار له مع “المجتمع”: أوضاع المسلمين في الهند, هي أفضل من أوضاع كثير من الشعوب المسلمة, التي تجاورها مشيراً إلى أن عدم مشاركة المسلمين بالهند في الانتخابات سيكون بمثابة دق المسمار الأول في نعشهم, والعد التنازلي لبقائهم, لذا فالمسلمون يشاركون والعلماء يحضون المسلمين على أهمية المشاركة فيها, لأنهم لابد لهم أن ينتخبوا من يناسبهم, ومن يرعى حقوقهم.
وأوضح الندوي أن الذي وقع في مصر هو ظلم عظيم, على إخواننا العزل المسالمين, حيث أظهروا للعالم أجمع أنهم مسالمون, وبالتالي هم مظلومون, وأقول لإخواننا المسلمين في مصر: إن هذا ابتلاء وامتحان من الله, وإن الله سبحانه وتعالى قد ابتلى عباده المخلصين المؤمنين: (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ {141})(آل عمران).
وبين الندوي: أن أوضاع المسلمون في بورما مؤلمة وهناك توقعات بهجمات جديدة عليهم في المستقبل, ولكن ما يحزننا هو أن هناك دولة مسلمة مجاورة لبورما كان ينبغي لها أن تفتح حدودها وتستقبل إخوانها, وتتوكل على ربها، ولكنها فعلت عكس ذلك.
في البداية نريد أن نتحدث عن أوضاع المسلمين في الهند بصفة عامة؟
أوضاع المسلمين في الهند في هذه الأوقات الراهنة وضعهم كأوضاع العالم الإسلامي .متشتتون ومتفرقون نسأل الله أن يجمع الكلمة ويوحد الأمة إنه على كل شيء قدير … وسوف يكون الإسلام هو المسيطر شاء من شاء وأبى من أبى, واللوبي العالمي يعلم أن الإسلام هو الذي سوف يقود هذه الدنيا برمتها بعد عقد أو عقدين أو ثلاثة عقود بإذن الله تعالى، فالمسلمون مسالمون في كل مكان, سواء في أوروبا أو أمريكا أو في الهند, فهم يتعايشون مع كافة الأجناس والديانات, في ظل الأخوة البشرية أو الإنسانية, فهم يتعايشون مع الهندوس في أحيائهم, والهندوس يعيشون بجانب المسلمين في أحيائهم, فهم يتعايشون في سلام منذ أن حكم المسلمون تلك البلاد.فالمسلمون هم من رسخوا تلك القواعد, حيث قاموا بترسيخ قواعد الإنسانية والرحمة, والإخاء والحرية, وهم الذين علموا الناس على مدار ألف سنة حرية التعبير وحرية الدين والعقيدة, لأن الإسلام أمرهم بهذا, فطبقوا تعاليمه, ومازالت هذه الآثار موجودة إلى يومنا هذا.
لكن هل تقع اشتباكات بين المسلمين والهندوس؟
من حين إلى آخر تقع اشتباكات من قبل المتعصبين من الأكثرية ويتضرر بذلك الأبرياء والضعفاء من المسلمين, ولكن بفضل الله ومنته وكرمه, المسلمون يتحدون ويجتمعون, وباجتماعهم يهابهم هؤلاء .وبما أن المسلمين هم من حكموا الهند لقرون عديدة, هناك شخصيات تاريخية إسلامية تعطي دروساً في الحرية, سواء في حرية التعبير, أو حرية الدين, لذا نجد الآلاف من الهندوس يقومون بمساندة المسلمين للوقوف ضد هذا الظلم والطغيان, والاعتداء الطائفي من قبل هذه الجماعات المتطرفة المتعصبة من الأكثرية لكن هناك إشكالات تتعلق بالمسلمين أنفسهم, حيث يعم الكثير منهم الجهل, وأغلبهم في مناطق بعيدة ونائية ومتفرقون.
كم عدد المسلمين؟
حسب الإحصائيات الحكومية حوالي مائتي مليون, ولكن ما سمعته بأذني من سماحة الشيخ أبو الحسن الندوي, يرحمه الله, قبل أكثر من خمسة عشر عاماً, حيث قال: إن الإحصاءات التي أحصتها بعض الحركات الإسلامية, أكدت أن نسبة عدد المسلمين في الهند تقارب 25%, وعدد سكان الهند حالياً يفوق مليار وثلاثمائة مليون نسمة, أضف إلى ذلك أن المسلمين ليس لديهم ما يسمى بتحديد النسل, فهم يتوكلون على الله ويتكاثرون ويتناسلون, ومعنى ذلك أن المسلمين لا يقلون في أي من الأحوال عن 300 مليوناً, بل إنهم قد يتجاوزون ذلك، صحيح هم أقلية, ولكنهم يمثلون أكبر تجمع إسلامي في العالم في منطقة واحدة.
ولكن كيف حدثت الفرقة بين المسلمين؟
عندما احتل الأعداء (الإنجليز) هذه البلاد, فعلوا ما فعلوه في البلدان الأخرى, حيث قاموا بتشتيت المسلمين وتفريق كلمتهم, بل أحدثوا جماعات وأحزابا, وأوجدوا شخصيات كرموز كبيرة, حتى خرج منهم من قام بتفريق الأمة وجعلها (شذر مذر), فالقادياني كان أحد عملاء الإنجليز, وهذا يعرفه القاصي والداني, ومن قام بدراسة حياة هذا الرجل وتقلباته يعرف ذلك جيداً, حيث كان في بدايته رجلاً عادياً, ثم أقام علاقات وطيدة مع بعض الدول والسفارات, وتم تجنيده للقيام بأعمال من شأنها أن تحدث الفرقة بين المسلمين، وبالفعل نجح الأعداء في تكوين أحزاب وفرق أخذت الصبغة الدينية ومن ثم حدثت الفرقة.مع أنه ليس هناك فروق كبيرة, مثل المبتدعة بشتى فرقها حيث بدءوا بنقاط معينة, ثم أصبحوا الآن كأنهم أصحاب دين مستقل بذاته, حيث توجد عداوة بينهم وبين أهل السنة, لكن الحكماء منهم وعلى رأسهم سماحة الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله, رزقه الله الحكمة, حيث جمع هؤلاء وحاول جمعهم, لأنه كان لا يخوض في الخلافات, ولا يقوم بمهاجمة أياً من الأحزاب, أو أياً من الأفكار, بل كان يحاول أن يعمل بقول الله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا) فالله تعالى أمر نبيه أن يدعو أهل الديانات الأخرى إلى أن يتفقوا على نقاط الاتفاق وللأسف المسلمون لا يعملون بهذا فيما بينهم؛ حيث يتفقون على الكثير من النقاط وهم أولى بالاتفاق, والاجتماع على نقاط متفق عليها.ونحمد الله تعالى, أنه بسبب جهود الشيخ أبو الحسن الندوي المباركة, كانت هناك اتفاقات واجتماعات, فعندما أرادت الحكومة الهندية أن تتدخل في نظام الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند في النكاح, والطلاق, والميراث, وما إلى ذلك, حيث يقومون بتطبيق شرع ربهم, فلما أرادت الحكومة الهندية فرض نفقة المطلقة على الزوج اجتمع الشيخ مع جميع الأحزاب, في هيئة الأحوال الشخصية لعموم المسلمين في الهند, وعارضوا بشدة تدخل الحكومة، وتراجعت الحكومة بفضل الله ثم بفضل جهود الشيخ ابو الحسن الندوي يرحمه الله، وهذه الهيئة هي الهيئة الوحيدة الآن في الهند, التي نأمل بعد فضل الله تعالى أن تكون لها دور قيادي في مستقبل الأمة الهندية, حيث تحوي الهيئة: السني والشيعي والتيار السلفي, والبريلوي, والجماعة الإسلامية, وعلماء ديوبند, ويرأسهم الآن خليفة الشيخ أبو الحسن الندوي, سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي, أطال الله عمره بالصحة والعافية, وأبقاه الله ذخراً للإسلام والمسلمين ونستطيع القول: إن أوضاع المسلمين في الهند, هي أفضل من أوضاع كثير من الشعوب المسلمة, التي تجاورها.
هل نستطيع أن نقول: إن هناك تعايش؟
نعم هناك تعايش جيد, وفي ظل الديمقراطية يتمتع المسلمون بالحرية الكاملة, والحكومات التي تعاقبت على الهند هي حكومات ضعيفة, فلم تأت حكومة قوية, منذ (أنديرا غاندي), وكل ذلك في صالح المسلمين, فالحزب الهندوسي (بيجابي) يريد الفوز بأغلبية كاسحة في الانتخابات القادمة, وهذا يخيف المسلمين مع أن هذا ليس داعيا للخوف بل قد ما يخشى منهم قد وقع من غيرهم ولا يقع منهم .
وماذا عن حزب المؤتمر؟
حزب المؤتمر يضم عددا لا بأس به من المسلمين.
الانتخابات الهندية من أكبر الانتخابات في العالم, فما وضع المسلمين في تلك الانتخابات؟
المسلمون يشاركون في الانتخابات, ولا بد أن يشاركوا فيها, لأن عدم مشاركتهم في الانتخابات سيكون بمثابة دق المسمار الأول في نعشهم, والعد التنازلي لبقائهم, لذا فالمسلمون يشاركون والعلماء يحضون المسلمين على أهمية المشاركة فيها, لأنهم لا بد لهم أن ينتخبوا من يناسبهم, ومن يرعى حقوقهم.والمفيد للمسلمين في هذه الانتخابات أن تكون الحكومة المقبلة حكومة (شراكة) من مجموعة أحزاب ولا تكون لحزب واحد لأن الحزب الواحد يفرض ما يريد, وهذا الأمر في صالح المسلمين, وهذا ما يراه العلماء والمفكرون وقادة المسلمين في هذه البلاد.
تكلمت حضرتك عن ضياع الأندلس.. فهل لها من مغزى؟
كان الشيخ علي الطنطاوي يذكر تلك النقطة ويشير إليها, حيث قال: لقد ضاعت منا الأندلس, وما زالت لدينا أندلس موجودة ونحن قد ضيعناها بالجهل والتغافل عنها, لابد أن يعرف إخواننا المسلمون في العالم العربي, أن هذه البلاد ما زال فيها الخير الكثير من العلم والفكر والأدب, فهناك علماء ومفكرون وقادة, يقودون هذه الشعوب المسلمة, لذا لا بد أن يتعرفوا على هذه الجهود ويعرفوا أحوال إخوانهم, فمازالت هناك حضارات عظيمة لها آثار, وجوامع تشبه الجامع الكبير في الكويت, فالمسلمون في الهند يحافظون عليها ويبذلون جهودهم في المحافظة عليها, لذا لا بد أن يكون هناك ربط ثقافي, ودعم لرابطة الإخوة الإسلامية, وأن يكون هناك تزاور وتشاور, ولقاءات وزيارات واطلاع , لأن هذا جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي.
ما الرسالة التي تود إرسالها للمسلمين العرب وخصوصاً في الخليج؟
رسالتنا ورسالة مشايخنا وعلمائنا, أنه لا بد أن تتحد هذه الأمة الإسلامية, فلا حل لها من هذه الأزمات التي تدور حولنا إلا بالاتحاد, وكل علمائنا يرددون هذا الكلام، كذلك لا بد أن يعرف العالم العربي أنه لا يمكن أن يكون له دور قيادي إلا مع الإسلام, فالإسلام هو الحل.والإمام الندوي كان يخاطب العلماء والمفكرين وبالذات في هذه الآونة الحرجة والأحوال المضطربة أن يرجعوا إلى لغة القرآن, ويخاطبوا الناس بلغة القرآن, ولا يخوضوا في قضية الخطاب الديني, كيف يصاغ وكيف يكون, بل عليهم الرجوع إلى كلام رب العالمين, فهو أحكم الحاكمين, وأعلمهم بفطر الناس؛ لأنه تعالى هو الذي فطر الناس عليها, ولا بد أن ترجعوا إلى لغة القرآن وخاطبوا الناس بتلك اللغة والناس بلا شك سوف تفهم, بل خاطبوا الأعداء والمنافقين بلغة القرآن.
منهج أبي الحسن الندوي, يتبعه تلامذته, وتلامذة تلامذته, وتلامذة تلامذة تلامذته, وقد أوصى ذلك, بأنه لا بد أن نسعى لجمع شمل كلمة الأمة, في كل مكان, وأن تكون هناك روابط أخوية, ثقافية وعلمية, فنحن نتعاون مع كل التيارات الإسلامية في الهند وخارج الهند
هل من عمل مشترك بينكم وبين دول الخليج؟
نتعاون مع العلماء في دول الخليج, أمثال الشيخ عبدالحميد البلالي, والدكتور يوسف السند, والشيخ نادر النوري – يرحمه الله – فنحن أتينا للكويت من أجل العزاء, حيث كانت تربطنا به علاقة ودية فكان لنا بمثابة الأخ الشقيق حيث كانت له أعمال جبارة, ودولة الكويت دولة سباقة في فعل الخير, وهي دولة حاضنة للأعمال الخيرية الإنسانية التي تعود بالنفع على الإنسانية جميعاً, لا تفرق بين مسلم وغير مسلم, بل تريد أن يعيش هذا الإنسان المخلوق عيشة كريمة, لذا نشكر دولة الكويت وشعبها الخير على جهودهم في فعل الخير.
ما رأيكم فيما حدث في مصر؟ وخصوصاً أحكام الإعدام؟
الذي وقع في مصر هو ظلم عظيم, على إخواننا العزل المسالمين, حيث أظهروا للعالم أجمع أنهم مسالمين, وبالتالي هم مظلومون, وأقول لإخواننا المسلمين في مصر: إن هذا ابتلاء وامتحان من الله, وإن الله سبحانه وتعالى قد ابتلى عباده المخلصين المؤمنين: (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين).
وقال تعالى: (غلبت الروم. في أدنى الأرض وهم من غلبهم سيغلبون في بضع سنين.. لله الأمر من قبل ومن بعض ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).وقال تعالى: (ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون), أي لا بد من الفتنة, وهذا اختبار للأمة جمعاء ولابد أن يقفوا مع إخوانهم في مصر, وأن يشاركوهم في هذه المصائب بالدعاء والمساندة بما يستطيعون, سواء كانت مادية أو معنوية, ونقول لهم أيضاً: إن النصر قادم, والدنيا لا تدوم, والأيام دول, يوم لنا ويوم علينا, ويوم نساء ويوم نسر, قال تعالى: (إن مع العسر يسرا), لذا نسأل الله لهم الفرج القريب, وأن يعجل بالنصر من عنده إن شاء الله.
بحكم قربكم من (بورما) ما هي أوضاع المسلمين هناك عن قرب؟
أوضاعهم مؤلمة وهناك توقعات بهجمات جديدة عليهم في المستقبل, ولكن ما يحزننا هو أن هناك دولة مسلمة مجاورة لبورما كان ينبغي عليها أن تفتح حدودها وتستقبل إخوانها, وتتوكل على ربها, لأن الله هو الرزاق, فاللاجئون عندما يأتون لا يأكلون من خبزكم, بل سيأكلون حقهم, الذي كتبه الله على أيديكم, ولكنهم بكل أسف قد خانوا إخوانهم. وظلم ذوي القربى أشد وأنكى، فهذه الدولة – وهي لا تخفى على أحد – هي من خانت رغم علمها بالأوضاع, ونخشى أن ينزل عليها العقاب من الله سبحانه وتعالى, لأنهم لو فتحوا الحدود لحلت الكثير من الأمور.
هناك من يردد أن المسلمين متهمون بازدواجية الولاء الوطني بين باكستان والهند؟
هذا القول هو ما يكرره الحزب الهندوسي، للضغط على المسلمين نفسياً, والمسلمون يقولون: إن النبي يقول: حب الوطن من الإيمان (رغم ضعف الحديث, ولكن معناه صحيح،) فالمسلمون ولدوا ونشأوا في الهند وهم أصلاء في الهند وجاء المسلمون وعلموهم الحق فقبلوه, وليس معنى قبولنا للحق أننا ضد الوطن، فنحن الذين ضحينا والعلماء هم الذين ضحوا والمسلمون ضحوا في سبيل استقلال الهند.فلولا الله ثم هؤلاء المسلمون المجاهدون المرابطون والعلماء ما استقلت الهند, فنحن أهم أسباب استقلال الهند, ونحن من قتل منا الآلاف, ثم يقال عنا: إننا خائنون، فنحن من حرر الوطن, والمسلمون يوضحون الحقائق, فبعض الهندوس يحاولون بين الفينة والأخرى زرع المكائد ولكن تلك المكائد تذهب سدى.
ماذا استفدتم من الشيخ أبو الحسن الندوي؟
الاستفادة من سماحته كثيرة ومتعددة الأطراف, ولكنا وجدنا منه الإخلاص لله ولقضاياه, في كل حين وآن, لأننا رأينا, من كان أكثر منه علماً وفكراً وسلاسة في الكتابة والكلام من زملائه ومع ذلك لم يكتب لهم هذا القبول, فالله تعالى رزقه القبول؛ لأنه أخلص له, فنحن رأينا الإخلاص بأعيننا ورأينا تواضعه وحبه وإنسانيته, وتعلمنا منه أن الإنسان إذا خدم الإنسان وخدم إخوانه المسلمين وتواضع لهم, رفعه الله ونفع به إخوانه ونفع به الإسلام, وتعلمنا منه الشفقة والرحمة, والإخوة الإسلامية والإيمان بالله سبحانه وتعالى والإيمان بأن هذا الإسلام هو الذي سيقود الإنسانية وبعد فترة الضعف سوف يعود المسلمون إلى فترة القوة إن شاء الله.
مجلة المجتمع أمضت 44 عاماً وجمعية الإصلاح مر عليها 50 عاماً, ماذا تمثل لكم مجلة المجتمع؟
مجلة المجتمع تمثل لنا مصدراً أساسياً لمعرفة أوضاع العالم الإسلامي, حيث تحوي دراسات واقعية, وعلمية يستفيد منها العلماء, وطلبة العلم وهم ينتظرونها بشغف, ويتسابقون عليها حتى يقرأوا ما فيها, من العلوم والمعارف, وتعتبر مصدراً مهما الآن, لأن الإعلام دخل فيه الكثير من الأكاذيب, والإعلام الغربي شوش الكثير من الأفكار وغير كثيراً من المسار الفكري الإسلامي, فالكثير من المسلمين لا يعرفون الحقيقة, رغم مشاهدتهم للتلفاز وقراءاتهم للصحف والمجلات, لذا نستطيع القول: إن مجلة المجتمع هي تنشر الحقيقة وتبصر الناس بما يدور حولهم, وتوضح ماذا يحدث للمسلمين في شتى أنحاء العالم, فمجلة المجتمع تساعد في تقوية الروابط الأخوية الإسلامية, لذا نحن نشكرها ونشكر القائمين عليها, على هذه الجهود المباركة.
هل اطلعتم على الموقع الالكتروني للمجلة؟
نعم وقد سررنا كثيراً لأن الكثير من طلبة العلم يريدون أن تكون لديهم نسخة يحتفظون بها, وهذه بشرى لهم أنهم يطلعون على المجلة دون تكلفة, وصدور المجلة شهرياً بدل أسبوعياً سوف يحزن الكثير، خاصة المسؤولون التربيون…
ما هي رسالتكم للشباب في غربتهم؟
أولا: أخاطب أولياء الأمور أنهم لابد أن يراعوا أولادهم وبناتهم قبل سن المراهقة وأثناءها؛ لأن هذا السن هو الذي يتجه الطفل فيه من جهة إلى جهة, ولذلك أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بأن نأمر الأطفال بالصلاة لسبع حتى يعتادوا عليها, منذ الصغر؛ لأن في سن المراهقة يختل التوازن الوجداني؛ لأن الطفل يكبر, وهذه المرحلة خطيرة ما لم يكن تم تعويد مسبق على الطاعة وفعل الخيرات وحب الخير من الأعمال الصالحة والأعمال الفاضلة, فهذا السن يريد فيه الإنسان الحرية والانطلاق, لأنه في فترة نمو لذا يجب التركيز على الأطفال منذ سن الصغر.قالت العرب: العلم في الصغر كالنقش على الحجر, وكذلك في الأخلاق إذا تم تربية الطفل على الأخلاق الفاضلة سوف تكون الآثار طيبة بإذن الله تعالى.كما لابد أن يعرف الشباب ويقرءوا سير الصحابة وسير الصالحين وكيف كان الصحابة في هذه البيئة وفي بيئة مكة وكم عانوا من البلايا والمحن وأن يقرءوا سيرة مصعب بن عمير, الفتى الناعم الذي كان يضرب به المثل في قريش وكيف تحول وكيف عانى وكيف ضحى, لأن هذا يقويهم ويمدهم ويساعدهم في حياتهم.