“سي نغاتييا أسومان”.. تحوّل إلى وجهة معروفة يقصدها تجار الكاجو من مختلف أرجاء البلاد وخارجها
“سي نغاتييا أسومان”.. تحوّل إلى وجهة معروفة يقصدها تجار الكاجو من مختلف أرجاء البلاد وخارجها
خطوات أولى متعثّرة في عالم الأعمال، تلتها نجاحات لم يكن صاحبها ليتخيّل للحظة أنّها ستتحوّل إلى قصة تتناقلها الألسن في بلده كوت ديفوار كما خارجها. هو شاب في التاسعة والثلاثين من عمره، يدعى “سي نغاتييا أسومان”. وهو اليوم المدير العام لشركة إيفوارية متخصّصة في تجارة الكاجو، .. نقلة نوعية جعلت “أسومان” يرتقي بثبات درجات السّلم الاجتماعي بسرعة قياسية، وقصة نجاح يدين بها صاحبها لتلك الطاقة من العمل الدؤوب والمثابرة…
عام 2000، وإثر تلقيه لتكوين تحضيري، غادر “أسومان” العاصمة أبيدجان نحو المناطق الداخلية للبلاد ليشغل وظيفة مراقب لجودة الكاجو. ففي تلك الأرجاء، تنبت الأرض هذه المكسّرات بوفرة، وخصوصا بلدة “ديانرا” الواقعة وسط كوت ديفوار.
إلى هذه البلدة الصغيرة، شدّ “أسومان” الرحال بغية العمل كموظّف، غير أنّ القدر وضع في طريقه شخصا يدعى “بامبا آدم.” اللقاء غيّر بوصلة حياته ومخطّطاته بنسبة مائة وثمانين درجة.. فـ “آدم” قام بتقديمه لأخيه “كوليبالي وباكار”،والذي كان من كبار تجّار جوز الكاجو والقطن. ومن هناك انطلقت مرحلة أخرى من مساره المهني، حيث مكّنه “أبوباكار” من مفاتيح النجاح، ولقّنه تقنيات وأسرار المهنة.
أسومان” قال معلّقا وهو يستعيد ذكريات غير بعيدة، “لقد اكتسبت معارف جديدة بفضل التدريبات التي أخضعني لها رئيسي في العمل، فقد جعلني أتسلّح بإرادة صلبة، وهذا ما مكّنني من اكتساح أسواق فتحت لي في مرحلة موالية أبواب النجاح على مصراعيها”.
لم يكتف الشاب بذلك الكمّ من الخبرات الذي كان يراكمه بمرور الوقت، ولم يرغب الرجل الطموح في أن يبقى سجين جلباب معلّمه، فلطالما حلم بأن يشق طريقه بنفسه ولكن كان يجب أن يتأكد من اشتداد عوده قبل الإقدام على أي مجازفة.
في العام 2008، أنشأ “أسومان” تعاونية زراعية بمساعدة أحد زملائه، قبل أن يتوجّه، إثر ذلك، إلى الاستثمار في مجال النقل بين المدن (بين أبيدجان ومدينة “غراند باسام” شرقي أبيدجان).
عمل في بيع البطاريات المستعملة و الخردة المعدنية، ثمّ افتتح قهوة شعبية.. فسفيساء متنوّعة من الأعمال، لكنّ جوز الكاجو ظلّ عل الدوام “مجاله المفضّل.”
“أسومان” تحوّل اليوم إلى وجهة غنية عن التعريف في الكوت ديفوار، ليكسر بذلك احتكار الهنود الذي استمر لعقود لتلك التجارة في كوت ديفوار التي تعتبر المنتج الأوّل للكاجو في القارة الافريقية بأكثر من 475 ألف طن سنويا.
في سنوات طفولته الأولى، كان “أسومان” يحلم بأن يصير أستاذ رياضيات، غير أنّ مدّ الأيام وجزرها ألقت بعيدا بمركبه… إلى أبعد ممّا كان يتصوّر ويحلم، لترمي به أمواج الحياة في مملكة الكاجو، وهاهو اليوم يحمل تاج الملك فيها. وهو “فخور جدا بذلك” على حدّ تعبيره.