يخلصنا من الألم ومن المشاعر السلبية..
لابد أن نضحك كي نتخلص من المشاعر السلبية كالغضب والتوتر
نضحك كي يُمد الجسم بالطاقة، وكي نتخلص من الألم
وعلينا أن نضحك كي نحسن ذاكرتنا، ولكي ننتج أكثر.
هذا ما تستخلصه دراسات حديثة توصي بالضحك، إذ إن الضحك ينعش المخ والذاكرة ويرفع درجة المناعة، ويزيد نشاط الجهاز المناعي بنسبة 40%، ويقلل من إفراز هرمونات الغضب التي تقلل المناعة، كما يرفع الضحك كفاءة الخلايا المناعية القاتلة للميكروبات والسرطانات.
وكانت دراسة أمريكية جديدة قد كشفت أن الضحك يخفض ضغط الدم، ويقي من الأمراض، ويعزز الحصانة، وينشط الذاكرة، كما أنه يقلل من مخاطر زيادة الهرمونات التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت في “جامعة لوما ليندا” (واحدة من كليات الطب في ولاية كاليفورنيا) أن الضحك يفرز الهرمونات التي تعزز صحة الإنسان بشكل عام، ويحسن مزاجهم، وهو ما يعادل تأثير التأمل الذي ينشط مناطق محددة في الدماغ ويقوم بالقضاء على الاضطرابات والأمراض النفسية، ويزيد من القدرة على الانتباه، وفقاً لصحيفة “ديلي ميل” اليومية.
ويعتقد الباحثون أن الأطباء الآن ينظرون للضحك والتأمل كوسيلتين مهمتين من وسائل العلاج الجديد يجب أن تؤخذا على محمل الجد، نظراً لفعاليتهما وقدرتهما على تحسين الأجهزة والأعصاب، وهذا يعني أنهما علاج لأمراض عضوية وأمراض نفسية، لكون الحالة النفسية لها دور أساسي في كثير من الأمراض.
تحسين الذاكرة
يمكن أن يكون الضحك أفضل وسيلة لتحسين الذاكرة، وهذا ما استخلصته دراسة أجريت على 20 شخصاً من البالغين، طُلب منهم مشاهدة مقطع ترفيهي مدته 20 دقيقة، وفي الوقت نفسه طُلب من مجموعة أخرى الجلوس في هدوء دون مشاهدة الفيلم.
باحثو الدراسة – وهم من جامعة لوما ليندا الأمريكية بكاليفورنيا – قاموا بقياسات الذاكرة على المجموعتين، ثم أخذوا عينات من اللعاب لمعرفة مستويات الكورتيزول، وأظهرت النتائج أن أداء الذاكرة القصيرة المدى لدى الذين شاهدوا الفيديو المضحك كان أفضل ممن لم يضحكوا.
زيادة إنتاجية العمل
الضحك أيضاً يزيد من قدرتك على الإنتاج في العمل؛ حيث ينشّط الضحك الدماغ بالطريقة ذاتها التي تفعلها تمارين التأمل أو “اليوجا”، وهذا ما أوضحته دراسة أمريكية عُرضت في مؤتمر البيولوجيا التجريبية السنوي.
وعمد باحثو الدراسة – وهم من جامعة “لوما ليندا” – إلى قياس نشاط الدماغ لـ31 شخصاً بعدما شاهدوا مقطعاً مضحكاً، ومرة أخرى بعدما شاهدوا مقطعاً يثير التوتر، وبعد أن قاس الباحثون النشاط في 9 أجزاء في الدماغ لاحظوا أنه خلال مشاهدة الفيديو المضحك، تم تنشيط الدماغ بموجة “جاما” عالية، وذلك وفقاً لقياس صورة “إي إي جي” (تقيس “إي إي جي” النشاط الكهربائي على طول فروة الرأس).
وقال كبير الباحثين “د. لي بيرك”: إن النشاط الكهربائي يترجم إلى نشاط عصبي، وترتبط موجة “جاما” بموجة النشاط مع زيادة مستويات “الدوبامين” ووضع الحالة المعرفية في الدماغ في المستوى الأكثر تأهباً، ويضيف “بيرك”: ما نعرفه أن “جاما” يتم العثور عليها في كل جزء في الدماغ، إذ تساعد على توليد التذكر وإعادة التنظيم، ولهذا السبب فالناس يشعرون بالانتعاش، ويكونون في حالة أفضل لحل المشكلات.
الضحك رياضة
ويصف الأطباء “الضحك المَرِح” بأنه يُعادل “الركض الداخلي”؛ لأنه من الممكن أن يخفض من ضغط الدم والتوتر، ويقدم الضحك الدعم للجهاز المناعي بشكل يشبه إلى حد كبير ممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة.
ووفقاً للاختصاصي في الرعاية الوقائية “د. لي بيرك”، فإن الضحك المتكرر يؤثر على الهرمونات بنفس الطريقة التي تقوم بها التمارين الجسدية.
وقاية من الأمراض
وتستخلص الدراسات العلمية أن الضحك المنتظم يخفض من الإصابة بالنوبات القلبية، ويقلل من أمراض القلب، ويوسع الشرايين، ويساعد على حيوية الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، وكذلك يحافظ الضحك على مرونة أوعية القلب.
بل تبين دراسة علمية بريطانية أن الضحك يمكن أن يزيد من تحمل الشخص للألم؛ وتذكر هذه الدراسة أن الضحك مع الأصدقاء يزيد من إفراز المخ لمادة “إندورفين”، التي تحسن من مزاج الشخص، والتي دائماً ما يفرزها المخ عند ممارسة الرياضة، وتوصل الباحثون إلى أن قدرة الشخص على تحمل الألم أكثر يرجع للضحك نفسه، وليس فقط وضع الشخص في حالة مزاجية أفضل.
أستاذ علم النفس بجامعة أكسفورد “روبين دنبار” يقول: إن الضحك يساعد الشخص عندما يتعرض للأذى، كما أن الضحك من القلب يمثل تمريناً جيداً لعضلات الصدر والرئتين.
ويضيف “د. دنبار” أنه كلما شارك الشخص في مواقف اجتماعية تبعث على الضحك؛ زادت قدرته على تحمل الألم.
المصدر:
http://www.helpguide.org/life/humor_laughter_health.htm