مع حلول الأعياد العبرية استنفر جيش الاحتلال الصهيوني قواته وضباط مخابراته في مدينة القدس المحتلة لشن حملات اعتقالات جماعية ضد الفلسطينيين في المنازل والشوارع في أحياء مدينة القدس المحتلة.
وأكد أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى في سجون الاحتلال، أن الإحصائية الأخيرة لشهر مارس الماضي أفادت بتضاعف عمليات الاعتقال، حيث تجاوز عدد المعتقلين 175 معتقلاً مقابل 77 معتقلاً في شهر فبراير.
وأضاف أن الأطفال باتوا هدفاً لجيش وشرطة الاحتلال؛ حيث بلغ عدد الأطفال المعتقلين الشهر الماضي قرابة السبعين طفلاً.
وأشار إلى أن الأعياد اليهودية بالنسبة للمقدسيين محطات اعتقال وإبعاد وتشديد إجراءات وتوسيع القبضة الأمنية العنصرية؛ من أجل وقف أي نشاط مقدسي يعيق الاقتحامات للمسجد الأقصى، وتمر أفواج المستوطنين بسلام.
العيد والعقاب
ويقول الخبير المقدسي د. جمال عمرو لـ”المجتمع”: إن المستوطنين في الأعياد اليهودية يطلبون توفير الأمن لهم في البلدة القديمة وداخل المسجد الأقصى وفي محيط ساحة البراق، وهذا الطلب بمثابة دعوة للضغط على المقدسيين، ولا توجد دولة في العالم تعاقب شعباً آخر بحلول أعياد، فالعيد لدى الصهاينة دعوة للحرب على الآخرين.
وأضاف أن هذه هي عادتهم حتى في أعيادهم، يعلنون الحرب على المقدسيين والفلسطينيين بشكل عام، ويكون المسجد الأقصى مستهدفاً بالشعائر التلمودية والطقوس التي تدعو لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم.
ولفت إلى أن العيد لدى الاحتلال مناسبة لتنفيذ مخططات مرعبة بحق المسجد الأقصى وساحاته، ودعواتهم الإلكترونية تظهر مدى حقدهم الدفين على الإسلام.
وقال: إن سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى تشتد للحراس والمرابطات والمرابطين والمصلين، وعشرات النساء اعتقلن لأنهن يرابطن داخل المسجد الأقصى الشهر الماضي، والتهمة الصلاة داخل المسجد الأقصى والتكبير بصوت مرتفع.
إفراغ المسجد
أما المحامي زاهي أنجيدات، الناطق باسم الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، فقال لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يفرض على القدس إجراءات غير مسبوقة في موسم الأعياد تنال من حقوق الفلسطينيين، في حرية العبادة والحركة؛ من أجل إفراغ المسجد الأقصى من الآلاف التي تشد الرحال إليه يومياً من جميع أنحاء فلسطين، وتفضح هذه الإجراءات عنصرية الاحتلال الذي يزعم أنه يضمن حرية الحركة للفلسطينيين.
وأضاف أن قوات الاحتلال تحتجز حافلات نقل المصلين المتوجهين للمسجد الأقصى وتمنعهم من مواصلة السير حتى يصبح الأقصى فارغاً وجاهزاً لاستقبال المقتحمين من المستوطنين.
اتهامات جاهزة
أما المرابطة هنادي الحلواني فتقول لـ”المجتمع”: إن التهمة جاهزة لتفريغ المسجد الأقصى من المرابطين والمرابطات، وهي محاولة صد الزيارة للمسجد الأقصى، حيث يطلقون على الاقتحام والتدنيس للأقصى زيارة زوراً وبهتاناً، لذلك تكون الأعياد العبرية محطة صعبة على كل المرابطين والمقدسيين وخصوصاً على شباب القدس والأطفال، لأن وجودهم داخل الأقصى ينغص على المستوطنين اقتحامهم.
إهانة المرابطات
“أنا مبعدة عن المسجد الأقصى”.. شعار تضعه المبعدات المقدسيات المرابطات في المسجد الأقصى على ظهورهن من خلال ارتداء ستر خاصة.
وفي هذا الشأن، تشير الصحفية بيان الجعبة إلى أن هذا الشعار يستفز ضباط شرطة ومخابرات الاحتلال، لذلك يكون هجوم ضباط الشرطة على النساء المقدسيات المبعدات مقصوداً، ويتم إحاطتهن بأفراد الشرطة وتقييد أيديهن بالسلاسل أمام المقدسيين خارج أبواب المسجد الأقصى، وبحركات مقصودة تنال من الحجاب ومحاولة نزعه كما حدث مع الناشطة عبير زياد، علاوة على السباب بألفاظ بذيئة تخدش الحياء؛ لأن من أفراد الشرطة من البدو والدروز ومن بلدة أبو جوش في ضواحي القدس.
التكبير سلاحنا
وقالت المرابطة لطيفة عبداللطيف لـ”المجتمع”: كنت متواجدة في أثناء اعتقال زميلاتنا الفاضلة عايدة الصيداوي، وجرى دفعها بقوة تجاه أحد الجدران، وأمسك الضابط بيديها وقام بتكبيلها بالسلاسل وجذبها مع أفراد الشرطة بقوة إلى مركز قريب لهم قرب باب السلسلة، وقمنا بالتكبير الجماعي تضامناً معها وبقينا معها حتى أدخلوها إلى مركز شرطة قريب.
أما المبعدة زينة عمرو فتقول عن إيذاء المبعدات: إن إجراءات الاحتلال لم تنفع في كسر شوكة النساء المقدسيات المرابطات، فمن يصدر بحقها قرار الإبعاد ينتقل رباطها من داخل المسجد الأقصى إلى خارج أسواره وعلى أبوابه خصوصاً باب السلسلة، وخلال خروج المقتحمين تكون حناجر المرابطات المبعدات لهم بالمرصاد، ويكون العقاب بالاعتقال والضرب والسحل والإهانة بكل الوسائل لردعهن عن المرابطة أمام أبواب المسجد الأقصى.
انتهاكات خطيرة
من جانبه، أوضح رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري؛ أن إيذاء المقدسيات المرابطات يندرج ضمن الانتهاكات الخطيرة في القدس المحتلة، وهي حرب إرهاب مستمرة ضد المقدسيين تطال كل الرموز.
ولفت إلى أن كل من يدافع عن الأقصى يكون عرضة للهجوم عليه بإجراءات عنصرية تطال كرامته وكيانه ووجوده، والمرابطات يضعهن الاحتلال في مربع الاستهداف اليومي، لأن اقتحامات المتطرفين يعيقها رباط نساء القدس.