محمد الطائي
ما هي إلا ساعات بعد تصريحات رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة العبادي للعراقيين من أجل ترقب نصر كبير قادم للقوات العسكرية العراقية على تنظيم “داعش” في مدينة الرمادي (110 كم غرب بغداد) مركز محافظة الأنبار، حتى جاءت الأخبار بما لا تشتهي أسماع العبادي الذي ما زال محرجاً من فشله الميداني ونجاحه الإعلامي المُفبرك، فقد هرب الجيش العراقي عن بكرة أبيه من ساحات قتال الرمادي في مشهد لا يختلف كثيراً عن أحداث احتلال الموصل، واحتلت “داعش” مدينة الرمادي كاملة بما فيها جميع دوائرها المدنية الرسمية وثكناتها العسكرية!
وقد أظهرت مقاطع فيديو نشرت في وسائل الإعلام المرئية والإلكترونية أفراداً من تنظيم “داعش” وهم يلفون شوارع المدينة الخاوية بعد هروب الوحدات العسكرية منها!
وقد رافق أحداث هجوم “داعش” على مدينة الرمادي وتكثيفهم للقصف بالهاون عليها نزوح الآلاف من أبناء الرمادي إلى خارجها، والذين قضوا ليلتهم في العراء بعد أن منعتهم السلطات الحكومية من دخول بغداد بحجة الوضع الأمني، وعرقلة نظام الكفيل الخبيث لدخولهم.
وتسارعت الأحداث بعد احتلال “داعش” لمدينة الرمادي (المتاخمة لبغداد)، وكما يلي:
1- وصل وزير الدفاع الإيراني فوراً إلى بغداد للتباحث في احتلال الرمادي بعد تحريرها من “داعش”.
2- وصول قائد فيلق بدر هادي العامري، القائد الميداني لمليشيات الحشد الشعبي إلى الحبانية (إحدى جبهات القتال في الأنبار والقريبة من مدينة الرمادي).
3- حالة من الاستنفار لجميع مليشيات الحشد الشعبي الشيعي، ودعوة من خلال وسائل الإعلام لمنتسبي تلك العصابات بقطع إجازاتهم الدورية والالتحاق بمقراتهم.
4- دعوة العبادي لمليشيات الحشد الشعبي للاستعداد بالمشاركة في معارك الرمادي (وهم لا يحتاجون إذنه أصلاً للانطلاق بهذا الهجوم!).
5- دعوة مجلس محافظة الأنبار ومحافظ الأنبار الحكومة المركزية للتدخل السريع وإشراك مليشيات الحشد الشعبي (في سابقة خطيرة) في تحرير مدنهم، مع ما كان من تلك المليشيات المجرمة من قتل وتدمير في المحافظات السُّنية التي دخلوها بحجة قتال “داعش”.
6- هروب قطع عسكرية من قوات الجيش العراقي من مدن أخرى في الأنبار بعد السماع بأخبار الرمادي وسقوطها بيد “داعش”، كما حصل في مدينة حصيبة، وقد أظهرت بعض القنوات الفضائية مقاطع من هذا الهروب للجيش وآلياته العسكرية (أو الانسحاب التكتيكي كما يحب لهم أن يسموه)!
7- شن تنظيم “داعش” هجمات على المناطق والمدن المحيطة بمدينة الرمادي للمشاغلة.
8- إعادة العشائر السُّنية (وللمرة الألف!) دعواهم ومطالباتهم بضرورة تسليح رجال العشائر السُّنية في محافظة الأنبار خاصة وسائر المحافظات السُّنية عامة من أجل الدفاع عن أراضيهم، وسرعة طردهم لتنظيم “داعش” منها، ولكن القرار الإيراني الذي يتبناه الائتلاف الشيعي الحاكم بمنع تسليح السُّنة هو القرار الحاكم لحد اليوم!
وبالتأكيد ستكون الأيام القادمة حبلى بالأحداث، ليست الميدانية فقط ولكن السياسية والإستراتيجية منها، وخاصة الصراع بين إيران ومليشياتها التي تحكم الأرض، والولايات المتحدة التي تستخدم الجو من خلال طلعاتها العسكرية لقوات التحالف بحسابات غابت عنها الجدية وغلب عليها الصفقات على حساب العراقيين.